أرشيف

مطالبة بإلغاء الشراكة اليمنية الأميركية 

تصاعدت موجة الاحتجاجات بالأوساط البرلمانية والسياسية باليمن ضد اتفاقية الشراكة اليمنية الأميركية, بعد ارتفاع وتيرة العمليات الاستباقية التي نفذتها الولايات المتحدة بالأراضي اليمنية ضد ما يعرف بتنظيم القاعدة.

وترى الأصوات المطالبة بإلغاء الاتفاقية أن واشنطن تنتهك السيادة اليمنية وتستبيح دماء الأبرياء خارج نطاق القانون, في حين نفت أوساط رسمية هذا الزعم وأكدت أن الشراكة تحقق الاستقرار في البلاد.

وزاد من حدة الاحتجاجات إعلان السلطات أن مهاجمة أحد المواقع بمأرب تم دون علم أو تنسيق مع حكومة صنعاء, وهو ما دفع بعض النواب إلى المطالبة بإلغاء الاتفاقية الأمنية الموقعة العام الماضي مع واشنطن.

وعبّر أعضاء برلمانيون من الحزب الحاكم والمعارضة -بجلسة الثلاثاء الماضي- عن خيبة أملهم من الرد الحكومي المتعلق بحادث مقتل جابر الشبواني وخمسة من أفراد أسرته ومرافقيه بغارة جوية نفذتها طائرة أميركية بدون طيار.

واتهم البرلمانيون الحكومة بـ"ممارسة الإرهاب وقتل المواطنين بطريقة عشوائية" وتساءلوا عن المبرر في قتل أي مشتبه دون محاكمة, مطالبين بنشر أسماء وصور المطلوبين أمنيا بدلا من القصف العشوائي على الأبرياء.

تدخل صارخ

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد الظاهري أن الاتفاقية يجب أن تقوم على المصالح المتبادلة بين دولتين وبندية متساوية.

وأضاف أن ما يجري في اليمن تدخل أميركي صارخ في السيادة والشؤون الداخلية, مشيرا إلى أن غاية واشنطن من الاتفاقية هي الجانب الأمني وليس تصدير النموذج الديمقراطي الغربي الليبرالي الذي يراعي حقوق الإنسان.

واتهم الظاهري الحكومة الأميركية باتخاذ اتفاقية الشراكة مع نظيرتها اليمنية غطاء للتدخل الأجنبي والمس بالسيادة الوطنية, مؤكدا أن واشنطن دأبت الآونة الأخيرة على تدويل قضايا اليمن المحلية.

من جهته عارض عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبد الملك المخلافي تلك الشراكة ووصفها "بعدم التكافؤ" لأنها -حسبه- تصب في مجملها لصالح واشنطن.

وأكد المخلافي للجزيرة نت أن ما تقوم به الولايات المتحدة من تدخل حاد في الشأن اليمني يتنافى مع مفهوم الشراكة، ولا يمت للحفاظ على الأمن الدولي والحرب على الإرهاب بصلة.

استقرار اليمن

لكن رئيس دائرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم محمد عبد المجيد قباطي دافع عن اتفاقية الشراكة بين اليمن و"الأصدقاء الدوليين" وعدها شرطا جوهريا لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.

وأوضح القباطي للجزيرة نت أن الشراكة مع الولايات المتحدة جاءت من منطلق حرص وشعور الحكومة على تغليب مصلحة الوطن والدفاع عن مكتسباته التي تتطلب استقرارا أمنيا.

وبرأيه فإن مصالح اليمن تتقاطع مع دول المنطقة والإقليم, وأصبح من الضروري اعتماد شراكة دولية ترعى الاستقرار كمدخل للتنمية المستدامة بالمنطقة.

الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى