أرشيف

القاعدة تنجح في اغتيال 37 مسؤولا عسكريا وأمنيا من أصل 40 منهم خططت لتصفيتهم خلال السنوات الثلاث الماضية

 كشفت مصادر رسمية يمنية أمس أن تنظيم القاعدة في اليمن تمكن من اغتيال 37 مسؤولا عسكريا وأمنيا ومدنيا في اليمن خلال السنوات الثلاث الماضية، من أصل 40 شخصا خطط التنظيم لاغتيالهم.

وأكدت أن تنظيم القاعدة الاقليمي (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) الذي يتخذ من اليمن مقرا له وضع قائمة جديدة للمستهدفين من قبل عناصره، تضم أسماء مســؤولين كبار في الجيش اليمني والسلطـة التنفيذية والمحلية بمحافظة مأرب (170 كيلو مترا شرق صنعاء)، والتي تأتي ضمن 'مخطط إرهابي بدأ تنفيذه أوائل الشهر الماضي' وفقا لهذه المصادر.

وذكر موقع 'المؤتمر نت' الاخباري الرسمي التابع لحزب المؤتمر الحاكم أن 'تنظيم القاعدة تمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من اغتيال 37 مسؤولا في الجيش والسلطة المحلية من أصل 40 كانوا ضمن قائمة سابقة استهدفهم التنظيم الارهابي، الذي اعلن مطلع العام الماضي دمج فرعيه في اليمن والسعودية في تنظيم واحد باليمن تحت مسمى قاعدة الجهاد في جزيرة العرب'.

وأضاف أن العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة استخدمت أساليب مختلفة لتنفيذ عملياتها تتمثل في نصب الكمائن المسلحة واستدراج أهدافها والغدر بهم. مشيرا إلى أن عناصر القاعدة استخدموا قذائف المورتور (آربي جي) والرشاشات الثقيلة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والأحزمة الناسفة 'في محاولة يائسة لتحويل بعض مناطق مأرب وبالأخص المناطق المتداخلة مع محافظة شبوة وبعض المناطق المجاورة للمملكة العربية السعودية إلى أوكار لتجمعات التنظيم لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل اليمن والسعودية'.

وأوضح هذا المصدر الرسمي أن قيادات تنظيم القاعدة الاقليمي 'تخطط للفرار إلى أراضي المملكة العربية السعودية بعد أن تلقت ضربات موجعة من قبل الأجهزة الأمنية في اليمن مؤخرا وأدت إلى شل حركتها وفقدانها السيطرة على النفس'.2

إلى ذلك قال محافظ مأرب العميد ناجي بن علي الزايدي ان 'الأجهزة الأمنية سيطرت على المناطق التي كانت عناصر القاعدة تتواجد فيها ودكت الأوكار التي كانت تختبئ فيها وتحديدا في وادي عبيدة بمأرب'.

وأوضح أن 'المواجهات التي دارت خلال الأيام الماضية بــين الأمن وتلك العناصر الإرهابية كللت بالنجاح، حيث تكبدت القاعدة وعناصرها خسائر فادحة في الجانب البشري والمادي'، دون أن يشير الزايدي إلى عدد القتلى في صفوف القاعدة أو حجم الخسائر المادية التي تكبدوها.

وكانت السلطات اليمنية قامت بحملة عسكرية وأمنية واسعة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في محافظة مأرب خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتكبّدت السلطات اليمنية خسائر كبيرة بشرية ومادية في هذه العمليات تعد الأكبر من نوعها حتى الآن منذ سنوات، وأسفر عن ذلك مقتل نائب محافظ مأرب ناجي الشبواني خطأ بصاروخ حكومي أثناء قيامه بوساطة بين الحكومــة وبين عناصر من القاعدة من أبناء منطقته القبلية، كما نجح عناصر القاعدة في اغتيال أركان حرب اللواء 315 مدرع بمأرب العقيد الركن محمد صالح الشائف وقتل ثلاثة من مرافقيه وإصابة آخرين وكذا توجيه ضربات قوية ضد المنشآت النفطية والخدمية في مأرب، وهو ما دفع بالسلطات اليمنية إلى الرد الحاسم وتكثيف التعزيزات الأمنية والعسكرية في محافظة مأرب.

وحاولت السلطات اليمنية حسم الموقف العسكري والأمني لصالحها عبر استخدام قوة السلاح ضد المناطق القبلية التي تعتقد أنها تستضيف عناصر القاعدة خاصة في وادي عبيدة بمأرب، غير أن هذه الضربات الحكومية أسفرت عن نتائج عكسية، أثارت هيجان القبائل ضد السلطة إثر ما تعرضت له مناطقها القبلية من تدمير وسفك للدماء وهو ما اضطر الدولة إلى اللجوء إلى العرف القبلي لحل مشاكلها مع قبائل مأرب، نتيجة هذه العمليات العسكرية، وتفادي تصعيد الوضع القبلي ضد السلطة.

وعلمت 'القدس العربي' من مصدر قبلي ان الرئيس علي عبد الله صالح وقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء ركن علي محسن الاحمر اضطرا إلى اللجوء إلى الأعراف القبلية لحل هذه المشاكل مع قبائل مأرب الناتجة عن ملاحقة الدولة لعناصر القاعدة، وذلك عبر إرسال (سيارة تحكيم) لكافة قبائل عبيدة، لامتصاص غضبها وردة فعلها الكبير، جراء القصف الحكومي الشديد الذي تعرضت مناطق قبائل عبيدة خلال الأيام القليلة الماضية، والذي طال عددا كبيرا من بيوت رجال القبائل هناك.

وذكرت أن لجوء الدولة إلى اتخاذ التحكيم القبلي وسيلة لنزع فتيل الأزمة في مأرب مع رجال القبائل، جاء محاولة لتهدئة الأوضاع بمحافظة مأرب التي شقت عصا الطاعة وخرجت عن طوعها لتلتحم ضد قوات الدولة، التي تبرر أعمالها بمكافحة الإرهاب ومطاردة عناصر القاعدة.

وكان رجال القبائل في مأرب وجهوا ضربات موجعة ضد الدولة، صبّ في صالح تنظيم القاعدة، حيث فجروا أنبوب النفط الوحيد الذي يمتد من مأرب شرقا الى البحر الأحمر غربا، وقاموا بقطع الطريق الرئيس بين مأرب والعاصمة صنعاء، والتي تعد الممر الوحيد لعبور شاحنات النفط والغاز والسيارات الحكومية إلى العاصمة صنعاء.

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى