أرشيف

اتهام صحفي بالتحريض لاغتيال صالح 

كشف المحامي اليمني عبدالرحمن برمان للجزيرة نت أن اتهامات خطيرة وجهت للصحفي عبدالإله حيدر شائع، المتخصص بشؤون الإرهاب، والمعتقل منذ 6 رمضان الماضي، أبرزها تحريض تنظيم القاعدة على اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح ونجله العميد أحمد، قائد الحرس الجمهوري.

وقال برمان إن النيابة العامة بصدد تقديم قضية الصحفي شائع مع ملف الاتهام إلى المحكمة الأسبوع القادم، مشيرا إلى تردي الوضع الصحي لشائع المعتقل بسجن الأمن السياسي "المخابرات" داخل زنزانة انفرادية.

وأوضح أن شائع اعتدي عليه بالضرب العنيف -أثناء اعتقاله- في ساحة منزله من قبل قوات مكافحة الإرهاب، التي انتشرت بالعشرات حول منزله برفقة مدرعة عسكرية، حيث كسرت إحدى أسنانه، وحدث خلع بكتفه، وظلت آثار الكدمات والضرب بارزة على جسمه حتى بعد مرور 35 يوما من اعتقاله.

وأشار إلى تعرضه للتهديد بالاعتداء عليه بطريقة لم يعهدها، وقيل له "ما شفت من الجمل إلا أذنه" وهو مثل يمني يعبر عن مستوى الأهوال التي سيلاقيها بالمعتقل، وكشف أن شائع سجن أولا داخل دورة مياه مليئة بالقاذورات لمدة خمسة أيام متواصلة، في مقر الأمن القومي، وبعد ذلك نقل لزنزانة انفرادية.

وذكر أن صحته النفسية والجسدية تدهورت بشكل كبير، حتى إنه أصيب بالأنيميا "فقر الدم" نتيجة سوء التغذية، وبات لونه جسده قريبا للاصفرار، خاصة أنه خلال 35 يوما لم يتناول وجبة طعام واحدة، إلا الماء والتمر فقط.

وعن قانونية اعتقاله والاتهامات الموجهة له، قال المحامي برمان إن أول مخالفة للقانون كانت باعتقاله واقتحام منزله بعد السادسة مساء يوم السادس من رمضان الماضي، حيث إنه لا يجوز تنفيذ أوامر القبض والتفتيش بعد 6 مساء، إلا في حالة الجريمة المشهودة.

وتمثلت المخالفة الثانية بإخفاء مصير شائع لأكثر من شهر، فلم تكن أسرته ومحاميه يعلمون بمكان تواجده، "فيما القانون يشدد على أن يعرض المتهم على النيابة العامة خلال 24 ساعة من اعتقاله، وإلا فإنها ينبغي أن تتحرك إلى الأمن القومي وتثبت "جريمة تقييد حرية".

من جانبه كشف صديق شائع وزميله المفرج عنه مؤخرا رسام الكاريكاتير كمال شرف أن تهديدات علنية وصلت الصحفي عبدالإله شائع قبل شهرين من اعتقاله تطالب بـ"الصمت" عن الحديث للفضائيات خاصة الأميركية.

وروى الرسام كمال شرف للجزيرة نت عن اعتقاله نفس ساعة ويوم اعتقال شائع، وقال إن عناصر قوات مكافحة الإرهاب الذين هاجموا منزله واعتقلوه لم ير مثلهم من قبل، وكانوا أشبه بالقوات الأميركية من حيث البنى الجسدية ونوعية السلاح.

وأضاف "لقد أثاروا حالة من الخوف والرعب في الحي الذين نقيم به، وبعد اعتقالي وضعوا كيسا أسود على رأسي وقيدوا يدي للخلف، ودفعوني داخل عربة عسكرية وكانوا موجهين بنادقهم على رأسي وظهري إلى أن أوصلوني للسجن".

وعن دوافع اعتقاله، قال شرف "ذلك جاء على خلفية أنني صديق للصحفي شائع، وأيضا أثناء التحقيقات كانوا يوجهون لي اتهامات بالإساءة للوطن والنقمة على الوضع في البلد من خلال الرسومات الكاريكاتيرية".

وأوضح شرف أنه وجهت له اتهامات بالاشتراك مع شائع في خلية إعلامية تتبع تنظيم القاعدة، كما اتهموه بأنه على علاقة بالحوثيين وأنه سافر إلى صعدة، وكشف عن أنه وقع على تعهد بعدم رسم صورة رئيس الجمهورية، والإبلاغ عن أي "أعمال إجرامية" يقوم بها الحوثيون أو القاعدة، قبل الإفراج عنه بعد 23 يوما من الاعتقال داخل زنزانة انفرادية.

نقابة الصحفيين

وقد نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين أمس الأربعاء اعتصاما تضامنيا مع الصحفي عبدالإله شائع، شارك به العشرات من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والنائب الإصلاحي فؤاد دحابة، والنائب الاشتراكي سلطان السامعي.

وأكد وكيل أول نقابة الصحفيين سعيد ثابت سعيد رفض اعتقال الصحفي شائع وكذلك الاتهامات الموجهة له، وجدد مطالبة نقابة الصحفيين بالإفراج الفوري عنه.

وقال إن شائع صحفي يقوم بواجبه المهني حيث يتصل بالمصادر ويحصل على المعلومات، وليس له علاقة بالاتهامات التي تكال له.

بينما رأى المحامي محمد ناجي علاو رئيس منظمة هود الحقوقية، أن خطورة قضية الصحفي شائع تأتي من كونها دخلت محرمات "ما كنا نتصور أن يصل إليها التفكير الأمني"، منوها إلى أن الصحفي ليس خصما لأحد وليس طرفا في أي نزاع، بل هو يجمع المعلومات من الجميع ومن كل الجهات.

وذكر علاو الرئيس على عبد الله صالح بقضية اعتقال تيسير علوني التي استنكرها وتوسط لدى إسبانيا من أجل الإفراج عنه، مشبها قضية حيدر شائع بقضية علوني، واعتبر ما تعرض له شائع لا يمسه وحده بل يمس كل الصحفيين، وقال إن الاتهامات الموجهة للصحفي شائع باطلة.

المصدر: الجزيرة 

زر الذهاب إلى الأعلى