لا يزال تساءل الشارع اليمني مستمراً على أسباب خروج منتخب بلاده المذل من بطولة الخليج للمنتخبات التي تحتضنها عدن وأبين حالياً، سيما وإن كان يعول كثيراً على تأهل”الأحمر” إلى الأدورا النهائية لخليجي 20 بفضل الدعم الكبير الذي حظي به المنتخب مادياً وفنياً إضافة إلى عنصري الأرض والجمهور.
ردة الفعل اليمنية لم تتوقف عند الشارع الرياضي بل تجازوته إلى “السلطة الرابعة” وطالب كثيرون بإقالة وزير الشباب والرياضة حمود عباد، وآخرون طالبوا بتغيير جلد المنتخب وفريق ثالث أصر على رحيل المدرب والطاقم الإداري.
ولعل أغرب موقف للإعلام اليمني تجاه وزير الرياضة والشباب ما قامت به صحيفة “الأمناء” اليمنية التي يرأس تحريرها عدنان الأعجم عندما نشرت على صدر صفحتها الأولى صورة لوزير الرياضة والشباب بالمقلوب على عكس الصور الأخرى الموجودة في الصحيفة وكتبت “رغم مرارة الهزيمة التي مني بها منتخبنا الوطني وما تركته من تداعيات واستياء على المستويات المختلفة وصلت حد مطالبة أعضاء في البرلمان وجماهير واسعة بإقالته ومحاسبته على هذه النتائج التي كلفت الوطن الكثير ماديا ومعنويا، إلا أن الوزير حمود عباد ما زال يعيش حالة من الزهو والغرور لانتصارات لا يراها إلا هو فهذا الوزير الذي لا نعرف منه سوى تصريحاته النارية المتشنجة والمسيئة للآخرين…”.
كما كتبت الصحيفة “عباد وفي محاولة منه لانتهاج أسلوب الهجوم كخير وسيلة للدفاع أتحفنا هذا الأسبوع في حديث للزميلة (السياسة) أنه من أنجح بطولة كأس الخليج وهو ما أثار استياء وسخرية كثيرين استفزتهم مثل هذه التصريحات المجافية للحقيقة”.
صحيفة الأمناء لم تكتف بما نشرته في الصفحة الأولى في عددها الأربعاء الموافق 1-12-2010 بل نشرت أيضا على صفحتها الأخيرة خبر سخرية دونته تحت عنوان “مع اعتزال يليق بالمحترف عباد” وكتبت تحته “بعد الجهود المضنية التي بذلها الوزير عباد في بطولة خليجي 20 آن الأوان أن يتم التحضير لاعتزال يليق بهذا الرجل بعد المسيرة الاحترافية في عالم الرياضة الشاملة فكل إنسان معرض للإخفاقات والنجاحات في الحياة وخاصة في المجال الرياضي ومع أن الإخفاقات كانت السائدة في حياة عباد ولكن هذا لا يمنع من تكريمه ما دام الرجل أبدع بغلقاء الخطب والتصريحات النارية (المكررة). وما يعيب الكابتن عباد أنه طيلة مسيرته لم يفرق يوما بين الرياضة والسياسة”.
اللجنة الإعلامية لخليجي 20 قامت بسحب نسخ صحيفة الأمناء في الصباح الباكر من المركز الإعلامي وتباين الإعلاميون في ردة فعلهم تجاه ذلك منهم من لم يعر الأمر اهتماما ومنهم من أكد أن الطرح تجاوز الذائقة الإعلامية، وأكدوا أن من يقوم بتدريب الفريق الجهاز الفني ومن يلعب هم اللاعبون.
وكيل وزارة الشباب والرياضة عبدالرحمن الحسني أكد لـ”العربية.نت” أن الإعلام تعاطى كثيرا مع خروج المنتخب اليمني وما يحدث ردة فعل للجماهير الغاضبة من نتائج المنتخب، مؤكدا أن الكرة فوز وخسارة والمنتخب ينتظره مستقبل باهر وأشار إلى أن الفريق الملكي ريال مدريد بنجومه العمالقة خسر قبل أيام أمام برشلونة الإسباني بـ 5 أهداف نظيفة مع أن النادي الملكي يمتلك ترسانة من النجوم.
وكان وزير الشباب والرياضة اليمني حمود عباد أكد للصحيفة الجمهورية أن هناك جهة “سترفع لنا تقاريرا وسنعمل على دراسة هذه التقارير المرفوعة لنا بطريقة دقيقة جدا وعلى ضوء ذلك سنتخذ القرار المناسب”.
وأضاف “في الحقيقة وفرنا للمنتخب الحالي المشارك في بطولة خليجي 20 ما لم نوفره لأي منتخب وأعطينا الجهاز الفني كامل الصلاحية من معسكرات داخلية وخارجية ومباريات ودية وأنا رئيس لجنة منظمة ولست مديرا فنيا ولم نقصر على الإطلاق”.