أرشيف

ويليكس: الصالح استفاد من الدعم المالي والسياسي والعسكري في توسيع الصراع إلى خارج الحدود

ويكيليس ينشر اليوم وثيقة متعلقة بالحرب السادسة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، والتدخل السعودي فيها.

لموضوع: الهجمات السعودية داخل اليمن: دعوة للتدخل الإيراني والأمريكي

المرجع صنعاء، 2035

التاريخ 16/11/2009

التصنيف: السفير سيش

خلاصة: تتواصل الهجمات الجوية السعودية على الحدود اليمنية ولكنها لم تتمكن بعد من تطهير المنطقة من المتمردين الحوثيين، وقد ذكر صحفيون يمنيون وحوثيون أيضاً أن الهجمات السعودية تضرب أهدافاً يمنية، وهذا ما تنفيه الحكومتان اليمنية والسعودية. وأفادت مصادر إعلامية عديدة أن قوات البحرية السعودية تفرض حصاراً على الموانئ على طول السواحل اليمنية الشمالية من البحر الأحمر.

وفيما تسارع الدول المجاورة لليمن بتقديم أسلحة وذخائر إضافية للحكومة اليمنية فإن مسؤولين إيرانيين قاموا بالشجب والتنديد بالهجمات السعودية، داعين في الوقت ذاته الحكومات الإسلامية إلى الدفاع عن الشيعة الأبرياء ضد الهجمات التي تقوم بها الحكومتان اليمنية والسعودية. ويخشى محللون يمنيون من أن التدخل العسكري من قبل القوات السعودية قد يخلق حرباً إقليمية وطائفية ستؤدي إلى تدخل إيراني مباشر.

ومن المحتمل أيضاً أن الحوثيين قد سعوا إلى تدويل الصراع إما لجلب الدعم الدولي أو لضمان أن أي تفاوض لإيجاد حل سياسي سوف يتضمن وساطات دولية.

أما الرئيس صالح فيبدو أنه المستفيد الأكبر من التطورات الأخيرة، فقد حصل أخيراً على الدعم المباشر سياسياً ومالياً وعسكرياً للحرب من دولة مجاورة تمتلك القوة، وفي ذات الوقت فهذه الدولة تعد من حلفاء أمريكا المقربين. انتهت الخلاصة.

غارات سعودية وتصاعد وتيرة تبادل إطلاق النار

2- تتواصل الغارات الجوية السعودية على الحدود اليمنية لكنها لم تتمكن من تطهير المنطقة من المتمردين الحوثيين. وفي 14 من نوفمبر قامت مجموعة من المقاتلين الحوثيين بقتل جنديين سعوديين وجرح خمسة آخرين في منطقة جبل الدخان التي تذكر التقارير أنها أصبحت تحت سيطرة السعوديين قبل أيام من هذه الحادثة.

وبالرغم من نفي الحكومتين اليمنية والسعودية فإن الحوثيين يدّعون أن القصف السعودي للأراضي اليمنية مستمر من تاريخ 12-15 من نوفمبر وشمل مديريات الملاحيط وشدا والحصمة وحيدان.

وصرح المتحدث باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) في 13 من نوفمبر أن القصف السعودي قد وصل إلى 60 كيلو متر داخل الأراضي اليمنية. وأخبر مسؤول الشؤون الأمنية أن القوات السعودية “تضرب أهدافاً في اليمن”.

وقد أشار السيدان XX و XX إلى إعلان مسؤولين سعوديين عزم بلادهم على إقامة منطقة فاصلة بينهم وبين الحوثيين من خلال دحر الحوثيين عن حدودهم عشرات الكيلو مترات، ولتحقيق هذا يرى السيدان أن القوات السعودية مضطرة إلى ضرب أهداف داخل اليمن.

ووفقاً لما ذكرته مصادر إعلامية يمنية فإن صحيفة الرياض السعودية أفادت أن المتحدث باسم جماعة الحوثيين عبدالسلام قد قتل في غارات جوية سعودية على الحوثيين في الخامس عشر من نوفمبر في المركز الإعلامي بمنطقة رازح، منطقة داخل الأراضي اليمنية.

سفن سعودية تقوم بدوريات قبالة السواحل اليمنية.

في الوقت الحالي، أفادت مصادر إعلامية أن السعودية قد ضربت حصاراً على الموانئ على طول الساحل اليمني الشمالي من البحر الأحمر لمنع تهريب الأسلحة للحوثيين.

(تعليق: تصريحات فرض الحصار هذه تبدو أمراً مبالغاً فيه، فالمحللون يشككون في مقدرة قوات البحرية السعودية فعلياً على فرض حصار واحد. انتهى التعليق)

ومع ذلك فإن تقرير DATT يشير إلى أن قوات خفر السواحل اليمنية توصلت إلى اتفاق مع البحرية السعودية لكي تحمي الأخيرة ميناء ميدي.

تتواصل قوات البحرية للبلدين فيما بينهما حول موضوع جهودهم الثنائية ضد تهريب الأسلحة، ولكن ليس واضحاً إلى أي مدى تصل جهودهم الثنائية أو ما إذا كانت الجهود بينهما تتم بالتنسيق الفعلي بينهما.

(تعليق: العمليات التي تقوم بها قوات البحرية ربما تأتي كردة فعل على احتجاز سفينة إيرانية في الخامس والعشرين من أكتوبر قبالة ساحل ميدي اليمني والتي زعم أنها كانت تهرب الأسلحة للحوثيين. الحكومة اليمنية إلى الآن لم تقدم أي دليل يبرهن على أن الإيرانيين كانوا يهربون الأسلحة للحوثيين، فالسفينة كانت خالية تماماً عندما قبض عليها. ومع هذا، وتكراراً لما قاله السفير الحجري، قال وزير الخارجية القربي لمسؤول الشؤون الأمنية إن حقيقة أن السفينة كانت فارغة عندما ضبطت تعني أن الأسلحة قد تم نقلها مسبقاً.

الحكومات المجاورة تسارع لإمداد الحكومة اليمنية

على امتداد المنطقة تسارع الحكومات بدعم الحكومة اليمنية في حربها ضد الحوثيين، فقد وافقت الحكومة السعودية، على تزويد الحكومة اليمنية بأسلحة وذخائر من طراز APCS، وأنها سوف تساعد في عملية شراء المروحيات لسلاح الجو اليمني، كما تعرض الحكومة السعودية شراء أسلحة وذخائر من جمهورية التشيك وسلوفاكيا في الوقت الذي وافقت فيه الإمارات العربية المتحدة على عقد صفقة مماثلة من بلغاريا.

وذكرت مصادر إعلامية رسمية أن السفير الكويتي لدى اليمن التقى وزير الداخلية اليمني رشاد المصري في الخامس عشر من نوفمبر لمناقشة أوجه التعاون الأمني، وربما يكون لهذا اللقاء علاقة بالحرب في صعدة.

وفي الخامس عشر من نوفمبر شجب البرلمان الإيراني التدخل السعودي في الصراع، وأدان قتل المواطنين اليمنيين على يد المقاتلات السعودية. ووفقاً لما نقلته وكالة مهر طهران للأخبار فقد ناشد المجلس في تصريح له جميع المسؤولين الإسلاميين أن يسعوا بكل جهودهم لإيقاف هذه المأساة ووضع حد لعمليات القتل التي تجري.

وذكرت صحيفة يمن بوست في الخامس عشر من نوفمبر أن علي لاريجاني، المتحدث باسم مجلس الشورى الإيراني، اتهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية باستهداف الشيعة الأبرياء في اليمن. وفي تصريح نشره الموقع الرسمي للمجلس قال علي لاريجاني إن الولايات المتحدة متواطئة في الهجمات ضد الحوثيين.

في الوقت الحالي، جدد مسؤولون في الحكومة اليمنية اتهاماتهم لإيران بتمويل جماعة الحوثيين. في مقابلة مع قناة الجزيرة في الخامس عشر من نوفمبر قال اللواء يحيى صالح، قائد قوات الأمن المركزي ووحدة مكافحة الإرهاب أنه “ما من شك” في أن إيران تدعم الحوثيين، وأضاف “لا يمكن للحوثيين أن يقاتلوا ويمولوا حربهم عن طريق زراعة الرمان والعنب أو حتى عن طريق تهريب المخدرات وبيعها”.

جماعة الحوثيين: أمريكا تخطط لإخمادنا

يتهم الحوثيون أيضاً الولايات المتحدة بالتورط في جهود لإخضاعهم. ففي 15 من نوفمبر بثت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني مكالمة هاتفية مع المتحدث باسم جماعة الحوثيين عبدالسلام قال فيها إن السعوديين اضطروا لضرب الحوثيين بعد أن فشلت الحكومة اليمنية في تنفيذ المخطط الأمريكي لإخماد الحوثيين وإخضاعهم. وأضاف أن الادعاءات التي تقول بأن الحوثيين تسللوا إلى السعودية ليست إلا ذريعة لتبرير المخطط اليمني الأمريكي لتطويل أمد الحرب.

(تعليق: ربما يشير هذا إلى تنفيذ تقارير نشرتها وسائل الإعلام اليمنية الرسمية تقول بأن الحكومة اليمنية ونظيرتها السعودية وقعتا اتفاقية عسكرية في المحادثات الثنائية التي جمعت بينهما من 10-12 نوفمبر. في الوقت الذي نشر فيه المركز (مركز مكافحة الإرهاب في اليمن) تصريحاً يوضح فيه عدم صحة توقيع مثل هذه الاتفاقية، فإن التقرير الأولي، الذي تضمن أن الاتفاقية سوف تدعم اليمن في حربها ضد الحوثيين، تم انتقاده من قبل كل من التلفزيون الإيراني وإذاعة صوت أمريكا. انتهى التعليق).

الآثار المترتبة على تحول الحرب إلى حرب إقليمية، مخاوف من رد فعل سعودي مفرط:

يعتقد محللون يمنيون أن التدخل السعودي في الحرب يجعل منها حرباً إقليمية وطائفية ستكون بمثابة دعوة لتدخل إيراني. وقد أخبر السيد XX السفير الأمريكي في 15 من نوفمبر أن سكان محافظة صعدة بأعداد متزايدة يرون أن الحرب القائمة هي صراع ديني ويعتقدون أن الحوثيين يحققون انتصارات على أرض المعركة لأن الله ناصرهم. وأضاف أن التدخل السعودي يشجع الحوثيين ومن يساندهم في النظر إلى الصراع من منظور طائفي.

وقد عزا السبب في تأزم الوضع في صعدة ليصل إلى ما هو عليه إلى العامل الديني الذي يساعد الحوثيين كثيراً في تلقيهم الدعم من السكان المحليين، ومن خلال تأجيج هذا العامل الديني في الصراع فإن التدخل السعودي يمكن أن يساهم في حشد دعم أكبر للحوثيين.

علاوة على ذلك، يرى السيدXX أن الحوثيين ربما يبدأون في دعم قبيلة الزايدي على الجانب السعودي من الحدود التي يبلغ عدد أفرادها ما يقارب الألفي فرد.

وفي حين أن قبيلة الزايدي الواقعة في الجانب السعودي ربما لن يواجهوا المخاطر التي يواجهها أفراد قبيلتهم على الجانب اليمني، فإن الصراع إذا ما تأجج ليصبح طائفياً أكثر فأفراد قبيلة الزايدي سيرون في جماعة الحوثيين بطلاً ينقذهم، كما سيجد الحوثيون قاعدة جديدة تدعمهم من أوساط المواطنين السعوديين. أضف إلى هذا أن القاضي أخبر مسؤول الشؤون الأمنية في 15 من نوفمبر أن هناك شعوراً متزايداً في أوساط الإيرانيين أنهم “يجب ألا يدعوا الشيعة في اليمن وحيدين يواجهون العدوان من قبل الحكومة اليمنية والسعودية.

يخشى من طبيعة الحرب الجارية هنا بوصفها حرب عصابات، حيث تقوم جماعات صغيرة من المقاتلين الحوثيين، وهم على دراية بوعورة التضاريس، بشن هجمات مباغتة على عدوهم اللدود مما قد يدعو السعوديين إلى المبالغة في الرد على هذه الهجمات والتسبب بإلحاق أضرار بالغة في صفوف المدينين الواقعين في مناطق الصراع. تستخدم القوات السعودية أسلحة فتاكة ومتطورة ضد الحوثيين ولكن بدا واضحاً أنه حتى بعد أسبوع متواصل من القصف المكثف لم تتمكن من تطهير المنطقة من الحوثيين. يقول السيد XX إذا ما واصلت “مجموعة الأشقياء في الدولة المجاورة” عملها في قتل وأسر جنود سعوديين فإن السعودية ربما تفقد صوابها في التصرف وردة الفعل وربما تشرع في استهداف القرى والأسواق وأماكن تجمع المدنيين الأخرى من أجل القضاء على المسلحين واقتلاعهم من جذورهم.

السبب الذي دفع السعودية للتدخل في الحرب هو موضوع تثار بشأنه تكهنات عديدة في اليمن. فيما الرئيس صالح أمضى جهداً كبيراً في حث السعوديين على الاشتراك في الحرب فإن معظم المحللين يرون أن لدى الحوثيين سبباً وجيهاً في التأجيج والرفع من مستوى تدخلاتهم. ويرى السيد XX أن الحوثيين هاجموا قوات حرس الحدود السعودية من أجل تدويل الصراع. وأضاف مخبراً مسؤول العلاقات السياسية في تاريخ 15 نوفمبر: ربما دخل الحوثيون الأراضي السعودية لأنهم بذلك يريدون أن يتفاوضوا مع المعلم الأكبر أكثر من تفاوضهم مع الخادم المطيع. ويوافقه الرأي حافظ البكاري، رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام، في أن الحوثيين أرادوا جر المملكة العربية السعودية إلى الصراع لكي يلفتوا انتباه المجتمع الدولي ناحيتهم. ووفقاً لما ذكره حافظ البكاري فإنه من خلال تدويل الصراع سيصبح لمطالب الحوثيين، وهي تدخل وساطة دولية، حظوظ أوفر، وهذا ما ترفضه الحكومة اليمنية التي تصر على أن أي مفاوضات يجب أن تتم على الصعيد المحلي. ويعتقد البكاري أن الحوثيين يريدون دولة أجنبية أو هيئة دولية لتكون وسيطاً للحوار بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين لأن محادثات السلام السابقة كانت شأناً داخلياً محضاً. أن الحوثيون يريدون “طرفاً ثالثاً” في المحادثان وليس (راعياً) للحكومة اليمنية، كما وصف الدور القطري الذي قامت به كوسيطة في اتفاق السلاح الذي جرى بالدوحة في العام 2008.

(تعليق: ستستفيد الحكومة اليمنية والحوثيون على حد سواء من توسيع الصراع إلى خارج الحدود اليمنية. ستستفيد الحكومة اليمنية من الدعم العسكري والمالي من جارتها القوية إلى الشمال، فيما يبدو الحوثيون في وضع أفضل للحصول على المساندة والدعم العلني من إيران أو للسعي وراء تسوية سياسية دولية، وعلى الجانب الآخر فتبدو مصالح السعودية واضحة بدرجة أقل، ففي الوقت الذي تبدو حاجتها لحماية حدودها واضحة فقد تنعكس الضربات الجوية التي تقوم بها القوات السعودية سلباً من عدة نواح. أولاً ستزداد المخاوف السعودية من تورطها في حرب عصابات مستعصية عليها. ثانياً: التدخل السعودي يغذي المفهوم لدى الحكومة اليمنية من أن التهديد الحقيقي على الجزيرة العربية هم الحوثيون وليس تنظيم القاعدة. ثالثا: كما هو ملاحظ، من خلال صرف الملايين من الدولارات في شراء أسلحة للحكومة اليمنية أن هناك احتمالات كبيرة في أن نفس هذه الأسلحة سوف تتسرب إلى السوق السوداء إلى أن ينتهي بها المطاف في أيدي الإرهابيين الذين يستخدمونها ضد السعودية.

رابعاً: تمثل الضربات الجوية السعودية دعوة إلى التدخل الإيراني، وهذا ما يحقق التنبؤات السابقة، لأن المخاوف من أن إيران على أبواب المملكة العربية السعودية كان إلى حد كبير السبب الذي حفز الهجمات السعودية في المقام الأول. وعلى المدى القريب على أقل تقدير، يبدو الرئيس صالح هو المستفيد الأكبر من دخول المملكة السعودية في الصراع، فالابتهاج الذي بدا عليه عندما شنت القوات السعودية غاراتها يشير إلى أنه حصل أخيراً على ما كان يسعى إليه من الدعم السياسي والمالي وحتى العسكري المباشر من جارة اليمن القوية والمتبرع الأكبر لها. ليستخدم هذا الدعم في حربه ضد الحوثيين، وكذا لإرسال إشارة إلى أن النظام لا يزال قويا في وجه أطراف محلية قد تسعى إلى تقويضه.

ومع هذا لن يكتفي الرئيس صالح بدعم السعودية، بل مما لا شك فيه أنه سيعمل على التماس بعض أوجه التدخل الأمريكي وذلك بسبب العلاقة القوية التي تربط الولايات المتحدة بالرياض. نهاية التعليق.

نقلا عن – الحدث اليمنية 

زر الذهاب إلى الأعلى