أرشيف

الحراك بين مشروعين:مشروع البيض يقوده باعوم بلمسات شيعية إيرانية..مشروع العطاس يقوده الفضلي ببصمات سعودية

المزعج فـي برنامج العطاس تقسيم المحافظات الجنوبية إلى أقاليم واهتمامه بحضرموت تحديدا والشيء المزعج جدا وأدى لتراجع شعبية البيض اللجوء إلى مرجعيات الشيعة!

يمر ما يعرف بالحراك الجنوبي هذه الأيام بأزمة داخلية بعد دورة خليجي 20 وشكل البيان الناري الصادر من علي سالم البيض بإقامة فعاليات وقطع طرقات لإفشال خليجي 20 في جدول زمني، وتلقت قيادات الداخل بيان البيض بين رافض ومتحفظ وخرج الدكتور ناصر الخبجي القيادي بمجلس حراك لحج مرحبا بالأشقاء الخليجيين حتى انتهى خليجي 20 ودخلت قيادات الحراك في معمعة تصريحات واتهامات وصراع على مشرعين سياسيين مشروع البيض الداعي لفك الارتباط ومشروع العطاس الداعي لإعادة صياغة الوحدة وفيدرالية الجنوب وإعطاء خصوصية التمثيل في مجالس الحراك لمحافظتي عدن وحضرموت ووقوف قوى في الحراك حجر عثرة أمام أنشطة الحراك السلمي وإبقائه في حالة شلل دائم «حراك بدون حركة» كما هو حاله منذ أكثر من عام ونصف عندما تحول الحراك إلى مكونات وفصائل.

بعد أكثر من أربعة أشهر من التواصل والعمل بالتنقل بين المحافظات، وعودة حسن باعوم من رحلة مرضية والذي عاد حاملا مشروعا توحيديا للحراك واعتقل حسن باعوم رئيس مجلس الحراك الأعلى في الداخل وهو يضع اللمسات الأخيرة للمشروع التوحيدي في مدخل مدينة الضالع الشهر الماضي لكن وثائق مشروع التوحيد سلمت من الاعتقال وكانت بحوزة مستشار باعوم العميد البيشي، لم ينتظر القيادات خروج باعوم وتمت الترتيبات لعقد الاجتماع، وفي اللحظات الأخيرة تخلف عن الحضور كلّ من: صلاح الشنفرة، عبده المعطري، عبدالله الناخبي، صالح يحي سعيد، عيدروس حقيس. بحجة التزامهم بالاتفاق المبرم من قبل القيادات التاريخية وتمسكهم بمشروع حيدر العطاس فيما الفريق الثاني المدعوم من البيض بقيادة الشيخ طارق الفضلي وعلي هيثم الغريب والعميد علي السعدي وشلال علي شائع وكلا الفريقين يتحدثون عن وحـدة الحراك بتحقيق التصالح والتسامح الجنوبي/ الجنوبي والسعي من خلاله إلى إعادة بناء وتلاحم النسيج الاجتماعي الجنوبي، وتبني مشـروعه الوطني بفك الارتباط والتمكن من حمل القضية الوطنية الجنوبية إلى بـر الأمان كما يقولون، هذه الادعاءت لم تقتـرن بالبـرهان العملي من خلال الممارسات التطبيقية والسلوك العملي الملتزم بأهـداف.

فالفريق الذين يحملون مشروع البيض يرون أن المشكلة التي تواجـه مجلس الحـراك السلمي هي أعمق من مجـرد خلل في تطبيق السياسات التنظيمية، إنما هي مشكلة تتعلق في صميم البناء التنظيمي والإطـار الهيكلي لقيادة المجلس، ومن الملاحـظ أن توجهات البعض منهم السياسي والفكـري لا تتوافق مع المشـروع الوطني الجنوبي القائم على الأسس والمبادئ والأهداف التي يتبناها الحراك، ولا مع متطلبات المرحلة النضالية الحالية أو مع حجم المخاطـر والتحديات التي تواجه الحراك الجنوبي اليوم وفريق العطاس الذي يكون الشنفرى ويحي صالح والناخبي وحقيس والمعطري والداعري وهناك التفاف جماهيري شعبي من الحراك حولهم يرون أن مشروع الطرف الثاني عدائي ومتطرف أكثر من اللازم لا يتوافق مع حقيقة الواقع واستمرت الحوارات قرابة أسبوع بين مثلث يافع وردفان والضالع مع وجود قيادات تقف في منتصف الصراع أمثال ناصر الخبجي وبامعلم ودخول الصراع المناطقي برفض قيادات الضالع الذهاب إلى يافع ورفض بعض قيادات يافع النزول إلى الضالع، مجموعة البيض والفضلي والغريب تقول تبريراتها أن التدخل القوي غيـر المباشـر لأحزاب للقاء المشترك (جميعها) بالقضية الوطنية الجنوبية، خصوصا في محافظات عـدن -شبـوة -حضرموت، والتنسيق مع النظام على عـرقلة نشاط الحـراك وإفشاله وفق خطط وبرامج متفق عليها والحقيقة هي أن خلافات القيادات عكست سلبا على الجماهير التي تذمرت وسخطت إضافة إلى أن اعتقال باعوم كان اعتقالا للمشروع التوافقي.

الحراك.. التخلص بالعسكر من الحكم العسكري!!

من الأسباب التي فجرت الصراعات الداخلية الدعم المالي غير المؤسسي الذي يذهب لمناطق وشخصيات معدودة فبعض القيادات تدعو وتطالب بمساواة ومراعاة التوزيع الجغرافي والمناطقي وأماكن أنشطة الحراك وقيادات ترى أن الحراك وأموال الحراك التي تذهب إلى مثلث الضالع وردفان ويافع يجب أن تذهب إلى شبوة لضرب مصالح السلطة والثروة التي تخرج منها فلا توجد مصالح للسلطة في مثلث ردفان ويافع والضالع عند ما يعلن ما يسمى بالإضراب يوم في الشهر أو مسيرات المعتقل كل خميس من كل أسبوع ومن التحديات لتي حولت الحراك إلى حركات انتقال السلطات اليمنية في مواجهة والحـراك الجنوبي إلى مرحلة مختلفة ومتطورة، فعملت على تصعيد الصراع من خلال شن حملات أمنية وعسكرية على مناطق مختلفة من الجنوب وفرض طوق لعـزل المحافظات عن بعضها البعض خصوصا عدن لحج أبين، وإلصاق مصطلح القاعدة على معظم عملياتها في حربها ضد الحراك. هذا التحول في سياسة السلطة بالتصعيد الأمني والعسكري لم يقابلها سياسة مضادة موحدة ومدروسة ومتفق عليها بسبب أزمة الخلافات المشار إليها.. إنما عمل عشوائي غير منظم بجهود ذاتية لا قيمة لها، فالناس غير مهيأة ولا مستعدة حتى على تفعيل النشاط بالمواجهة سلميا، لعدم توفر الإمكانات أو لصعوبة تنظيم الشحيح منها.

إضافة إلى التحدي الثالث وهو الجهل المسيطر على جزء كبير من نشطاء وجماهير الحراك الجنوبي، وتدني الوعي بمعنى وقيمة النضال السلمي والتأثير بالخطابات النارية بدون قراءة الواقع والتأثير السلبي للخلافات المستمرة بين زعامات الخارج، وفعلها القوي على تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ وهذا -في كله- جعل محافظة حراكية مجلسين للحراك ومجالس للمديريات فمجالس الضالع يتوزعون بين شلال والشنفرى وهكذا بقية المحافظات. هذا الأمر يضعف نشاط وعمل الحراك ويزيده ضعفا ووهنا فوق الضعف والوهن الذي يشكو منه والتباينات القائمة حول دور ومشاركة شرائح وفئات المجتمع في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. ورغم الغموض الملتف حول التباين عند عامة الناس إلاَّ أنه أدى إلى تشويه صورة الحراك وإلى التلاعب بطبيعة صراع القوى الداخلية وكشفت الخلافات الأخيرة النزعة الذاتية المتأصلة في أنفس بعض قادة الحراك المنسوبين إلى الثقافة الشمولية، نتيجة استمرار التفكير بعقلية الماضي المتأثر بالإملاءات وإلغاء وتهميش الآخر وممارسة الوصاية على المحافظات الجنوبية. لعدم التخلص من الإرث السلبي للتجارب الماضية، ومنها البحث عن إبراز الأدوار والتفكير بحسابات تمييزية، حزبية، فئوية، مناطقية، غير واقعية، واستباق مراحل لم يحن أوانها كما أن المتابع يجد مبالـغة الكثيـر من قيـادات وقواعـد الحـراك السلمـي فـي تقديـر إمكاناتهـم وقدراتهـم الفكريـة والسياسيـة والميدانيـة التطبيقية، ظناً منهم أن هناك مصلحة مادية خاصة قد تفوتهم وتذهب إلى غيرهم إذا لم يلجأ إلى المبالغة. هؤلاء يعانون من المعرفة الناقصة في جميع المجالات، وهذا الأمـر أشد خطراً من الجهل المعرفي، لأن صاحب المعرفة الناقصة المدّعي بالدراية والمعرفة والفهم مكابر بطبعه لا يقتنع إلاّ برأيه مهما كان مخطئا ولا يتقبل أخذ المعرفة من الآخرين. فهي مشكلة مزدوجة يصعب علاجها ومن يطالع السير الذاتية للقيادات الحراكية المختلفة يجد أنهم من فئة العسكر ومسميات العقيد والعميد واللواء في الوقت الذي يريد فيه الحراك التخلص من الحكم العسكري فإن القيادات في الحراك أيضا ذات عقلية عسكرية.

مقترحات العطاس لقيادات الداخل

بعد تعثر الجهود لإنجاز البرنامج السياسي الموحد والهيكل القيادي والتنظيمي للحراك الجنوبي الشعبي السلمي ولوجود العديد من مشاريع البرامج والهياكل التنظيمية ومبادرة عدد من القيادات والشخصيات السياسية بإعداد مشروعي برنامج سياسي وهيكل تنظيمي رفعت لعلي سالم البيض لطرحها للمناقشة والإثراء وذلك بهدف الخروج من دوامة البرامج المتعددة وسد أهم وأخطر ثغرة يواجهها الحراك ونظرا لعدم إحراز تقدم للتوافق حيال ذلك في لقاءات ألمانيا ورفض تجاوب البيض مع العطاس بتعميم مشروعه السياسي وجه العطاس رسالة لقيادات الداخل تضمنت المقترحات التالية:

> أن تكون الوثائق مركزة وموجزة وبخلفية تاريخية لا توغل في القدم أبعد من فترة الاستعمار البريطاني وقيام دولة الاستقلال الوطني التي وحدت الجنوب في دولة موحدة، مستقلة وذات سيادة وتجربة الوحدة وتوصيف دقيق للقضية الجنوبية بحسب الوثائق الدستورية والقانونية والدولية مع التركيز على الأهداف الرئيسية التي يناضل الحراك من أجل الانتصار لها، وأن تحدد بوضوح ملامح وطبيعة النظام السياسي القادم لدولة الجنوب، ويترك التفاصيل للتقرير السياسي المزمع تقديمه إلى المؤتمر الوطني أو الاجتماع الموسع لمناقشته وإقراره.

> أن تهدف الوثائق إلى كسب إجماع شعبي وتحمل في طياتها رسائل مقنعة للخارج بعدالة قضية الحراك وطمأنة للأطراف العربية والإقليمية والدولية لتبديد أي مخاوف أو شكوك تساور تلك الأطراف حيال الحراك الجنوبي ومستقبل الحراك.

> توسيع دائرة الاستشارة الشعبية مع مختلف الفعاليات السياسية والمدنية والفعاليات الدينية والاجتماعية ورجال المال والأعمال والحرفيين وغيرهم في الداخل والخارج بصدد تلك الوثائق لاسيما المؤمنة بالقضية الجنوبية وتكوين أشبه ما يكون برأي عام وموقف مؤيد ومؤازر لتلك الوثائق من قبل الحراك الجنوبي بمختلف ألوان طيفه السياسي والاجتماعي.

> عدم اختزال هذه العملية بنفر محدود من الناس وخارج إطار الهيئات القائمة في الداخل والتواصل مع الخارج.

> ينبغي الجمع بين ما هو علني وما هو سري وبين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي بجدارة واقتدار. وارتباطا بذلك ولتأكيد ما سبق فإنه يفضل عدم الإعلان عن أسماء جميع القيادات المكونة للأطر القيادية المختلفة لاعتبارات تتعلق بظروف العملية النضالية التي يخوضها الحراك ومناطق تواجدهم في الداخل والخارج.

> عدم تحزيب الحراك والإبقاء على طابعة الشعبي مع وجود قيادة سياسية محنكة تدير شؤونه وعدم الدخول في مناكفات وتراشق الاتهامات مع الفعاليات السياسية والاجتماعية الجنوبية وبذل جهود مضاعفة لتوسيع دائرة الأنصار والأصدقاء وتضييق دائرة الأعداء.<

التدخلات الخارجية

صراع إقليمي سني وشيعي في الجنوب ومساع عربية تسبق مؤتمر الرياض كشفت مصادر في الحراك الجنوبي ثمة حقائق وتطورات في الساحة الجنوبية أن تباينات وخلافات قيادات معارضة الخارج انطلقت من صراع إقليمي دولي معروف ومعلن بين إيران والسعودية وأن مرجعيات شيعته إيرانية تتكون من عبد الحميد المهاجر وخليل الكربلائي وشخص آخر يدعى كاظم الكاتب التقت بنائب رئيس دولة الوحدة علي سالم البيض في ألمانيا وممثلين من الرابطة العالمية للدفاع عن الشيعة في ألمانيا وعقدت اتفاقا على الدعم المالي للحراك مقابل التزام الآخر بالسماح بنشاط شيعي في المحافظات الجنوبية في حالة فك الارتباط والوصول إلى المرحلة التي وصل بها جنوب السودان حسب زعمهم.

تحركات مرجعيات الشيعة أقلقت المملكة العربية لسعودية ودولة عربية أخرى وبدورها أعطت ضوءا واضحا لرئيس الوزراء اليمني السابق المهندس حيدر أبو بكر العطاس والوزير السابق صالح عبيد أحمد وتحركاته الخارجية بين ألمانيا وبريطانيا والقاهرة التي جمعتهم بالرئيس السابق علي ناصر محمد ومحمد علي أحمد وناقشوا مع دبلوماسيين بسرية ضرورة الاتفاق على قيادات موحدة من رموز الصفوف الأولى في الداخل والخارج وكان الاتفاق المصري السعودي مع القيادات الجنوبية تقديم مشروع إلى مؤتمر الرياض الذي سينعقد في بداية فبراير من العام القادم وسيحضره علي ناصر محمد وحيدر العطاس ومحمد علي أحمد وبن عجرومة وصالح عبيد وممثلين من دول عربية وسبق أن تطرق وزير الخارجية الكويتي أن تحدث أن لقاء ومؤتمر الرياض سيكون للمحاسبة وليس لتقديم المعونات واشترطت الجهات الدبلوماسية الحصول على تمثيل وإجماع جنوبي يمكنها من التفاوض باسم الجنوب فيما يحمل حيدر العطاس برنامجا سياسيا قائما على أسس ومبادئ ترتكز على فكر جديد متحرر من الولاءات الحزبية والقبلية والمناطقية الضيقة، وتقوم على إذكاء وتعميق روح التسامح والمصالحة الوطنية والعمل في إطار مشروع ديمقراطي تحديثي وطني يحفظ للإنسان كرامته وتصون حقوقه وترعى أمنه واستقراره وهو ما يؤكد أن الصراع الإقليمي الذي كان في صعدة وشمال الشمال اتجه جنوبا، وقوبل مشروع العطاس بقبول وموافقة غالبية قيادات الحراك وركز على البناء المؤسسي واستخدم توصيف دقيق لقضية الجنوب وأشرك فيه الجميع بعيدا عن التعلق بأشخاص لتمثيل الحراك لكن المزعج في برنامج العطاس تقسيم المحافظات الجنوبية إلى أقاليم واهتمامه بحضرموت تحديدا والشيء المزعج جدا وأدى لتراجع شعبية البيض اللجوء إلى مرجعيات الشيعة وسبقها تصريحات للبيض نفسه دعا فيها إيران إلى دعم الجنوب لأن الحراك بالمحافظات الجنوبية مصبوغ بالمذهب السني الشافعي ودخول النشاط الشيعي يعني تحويل المحافظات الجنوبية إلى ساحة صراعات طائفية لا سمح الله وأكدت المصادر أن أضواء وتحركات السعودية وعلاقتها بصنعاء رفعت من حدود الأزمة بينهما بعد أن زودت السعودية واشنطن بمعلومات الطرود المفخخة وتسريبات موقع ويكليكس بشأن تقارير سعودية مرفوعة لواشنطن والحديث عن مشكلة في السعودية اسمها اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى