أرشيف

13 سجيناً يكشفون لـ(يمنات) أسرار وخفايا معاناتهم خلف قضبان مركزي تعز.. ونامسهم يشتاط غضباً: تعبنا (عتعتة)

محامون: القضية تطغى عليها السياسة ولايمكن حلها سوى بقرار سياسي

 “بعد أن ظللنا نناشد العدالة، اتضح لنا جلياً بأن العدالة فرّت منا!”

هكذا بدأ على قايد البرطي حديثه لـ”المستقلة”نيابة عن 13 سجيناً مازالوا قابعين في مركزي تعز، وتزداد معاناتهم يوم بعد آخر خلف قضبان السجن المركزي بتعز، منذ أن زُج بهم السجن قبل سنة و8 أشهر بتهمة مقتل أحمد منصور الشوافي ، مدير مديرية خدير السابق، الذي لقى حتفه في 23 مارس 2009م، أمام المجمع الحكومي بالدمنة.

محكمة شرق تعز التي كانت قد قررت الشهر الماضي وقف سير إجراءات محاكمة المتهمين الـ39 بمقتل الشوافي ،وأعادت الملف إلى النيابة العامة للمرة الثانية، والتي وجهت بإلقاء القبض على النائب أحمد عباس البرطي وبقية المتهمين الفارين، فشكل ذلك القرار صدمة كبيرة في نفوس السجناء، واعتبره محامون مضيعة للوقت، ومخيباً للآمال، ولا يخدم القضية، مشيرين في تصريحات لـ”المستقلة” إنه سيؤثر على نفسيات السجناء، ولايمكن إنهاء القضية إلا بقرار سياسي، ولا سيما وأن القضية تطغى عليها السياسة منذ الوهلة الأولى حد تعبيرهم.

الأسبوع الماضي دلفت “المستقلة “بوابة مركزي تعز بعد عدة رسائل تلقاها المحرر من السجناء بهدف شرح معاناتهم ووضعها على طاولة الرأي العام،وهناك كشف علي قايد البرطي المتحدث الرسمي  باسم السجناء عن الكثير من الأسرار والخفايا التي تحيط بالقضية، متهماً  شخصيات متنفذة لم يسمها بعرقلة المحاكمة بهدف انزلاقها عن مسارها الطبيعي، رغبة في كسب مصالح مادية جملة وتفصيلا.

واعتبر المتحدث أن إعادة ملف القضية من أوله إلى آخره.. كان أمر دبر بليل في نيابة الاستئناف بـ”ليل” بعد أن ظللنا نناشد العدالة  فاتضح لنا- للأسف- أن العدالة فرّت منا!، وفي حين عبّر المتحدث عن أسفه لقرار محكمة شرق تعز الأخير، ناشد رئيس الجمهورية والنائب العام التصدي لخر وقات نيابة الاستئناف من أجل الانتصار للقانون وعدالة السماء، كما ناشد كافة المنظمات الحقوقية والأهلية  الوقوف إلى جانبهم وإدانة ما اعتبرها بـ(مسرحية نيابة الاستئناف)”.

وفي المقابل اعتبر بيان صادر من أبناء خدير حصلت المستقلة نسخة منه أن مايجري على أرض الواقع ترجمة  لغياب القانون، “ حيث يتم ترويع الأطفال والأسر والشيوخ، وهي ممارسات لايقبلها عقل، ولا تستسيغه الضمائر”ويضيف البيان “وبعيداً عن كون ملاحقة الفارين والبحث عنهم قد جاء نتيجة قرار قضائي، لاغبارعليه، لكن أن يتم السكوت عن مداهمة منازل أناسٌ لم يشملهم قرار الاتهام فإن ذلك يدعو إلى وقفة جادة”.

وكانت محكمة شرق تعز برئاسة عبده قايد البحيري قررت – الشهر الماضي  وقف سير إجراءات محاكمة المتهمين الـ39 ،بعد سلسلة جلسات عقدتها المحكمة خلال العام الجاري. وقالت المحكمة:”بعد تعذر حضور المتهم الأول أحمد عباس البرطي،فإن استمرار إجراءات المحاكمة”غير مجدٍ”..والمتعين بل ووجوباً عليها قبول طلب ممثل الادعاء بإعادة الملف إلى النيابة العامة وفق المادة 346”.

نامسهم يشتاط غضباً:  (ليحاكمونا)

ماخلف ستار الصورة الجماعية، هناك سجناء آخرون تعتصرهم الآلام والهموم، حاولت انضمامهم إلى “الصورة”، فقال لي أحدهم: ليت الصور تمنحنا” العدالة”، فصرخ (سعيد النامس) ..ليحاكمونا..يأخذوا حقهم من طرف “الدّرج” حد تعبيره، ويبدو أن النامس لايعبأ بأي حكم مهما كان أو أنه واثق من براءته، لستُ هنا بصدد تبرأته أو إدانته وزملائه  فذلك شأن القضاء، سمعت  النامس مراراً وتكراراً يردد أمام هيئة المحكمة في أكثر من جلسة مفردة «إما أن يحاكمونا أو يطلقوا سراحنا بدلاً من (العتعتة)» وأعتقد أن النامس كان شجاعاً في إبداء رأيه.

لحاشد :”العملاق يظل عملاقاً”

 (أمين محمد قحطان) ،كما عرفت يحرص منذ شهور على الصيام ، وهذا قصته قصة، فإلى جانب أنه يعاني أمراضا عدة حسب تقرير إصلاحية السجن المركزي بتعز، يعاني في المقابل هموماً كثيرة لحال والدته التي تعاني أمراضاً هي الأخرى ، سنأتي إلى عرض حالتها في سياق السطور، فقد زج به السجن بتهمة مشاركته حمل السلاح يوم مصرع الشوافي عبر شهود زور كما يفيد لــ”المستقلة”، وقد نفى ذلك أمام القاضي.

 تجده يقضي جُل وقته في أداء العبادات، وقراءة الكتب الأدبية المختلفة،وقد توعد بانجاز رواية في المستقبل،أسماها”سجناء يتهافتون على وسامتهم”،كما أنه يحرص على قراءة صحيفة “المستقلة”، وأبلغني بأن أنقل تحياته للأستاذ أحمد سيف حاشد،قل له إني قرأت مقاله الشهير “كم أنا من تعز” :”..العملاق يظل عملاقاً”

قصة رباعية

عند مفارقتي للسجناء لحقني (مثنى الحشئي) وقال لي :لماذا لاتكتب اسمي ..أرجوك اكتب اسمي في الصحيفة، وقرأت في ملامحه أحزاناً ليس صعباً على حصيف فهم مغازيها وأبعادها!

   (عبد الرزاق حميد وباسم أحمد الحيدري) أرادوا توصيل رأيهم ،قالوا:تصور يا أخي ذات يوم أردنا توصيل وجبة الغداء إلى النائب أحمد عباس البرطي أثناء احتجازه في أمن المحافظة، فتم الزج بنا مع السجناء وإلى اليوم مازلنا نعاني الكثير من المشاكل النفسية.

 (حسين علي قايد البرطي )هو الآخر زُج به السجن أثناء زيارته لأبيه، رغم أنه ليس في قائمة المتهمين المشمولين بقرار مقتل الشوافي، وقد أثار قضيته في آخر جلسة كما أفاد لكن  لامجيب”

مأساة أم أمين

لايمكن أن تذكر معاناة السجناء إلا وتذكر معاناة أم أمين ، ولابد إذاما وطأت قدماك الدمنة المركز الرئيس لمديرية خدير ،خاصة إذا ماكنت صحفياً  فستجد قصة (الحجة زينب) حاضرة بقوة بين أوساط الناس هناك..

 تعيش أم أمين منذ سنوات حياة أكثر من تعيسة بين أربعة جدران ،ويحيطها عدد من أولاد نجلها أمين العائل الوحيد لأسرة تتكون من عشرة أفراد،لاتزال تفتقده وتزداد ألماً كلما مضت الأيام علي غيابه، “لو كان أمين بجانبي  لعمل شيء لإنقاذ حياتي .. والأعمار بيد الله”

قُبيل زيارتي الأخيرة لها كنت أظن أن ما يثار حول قصة مرضها مبالغ فيه، واتضح لي جلياً أن حالتها نموذج مأساوي لامرأة فشلت في إيجاد تكاليف العلاج،( كسور في إحدى رجليها ومرض سكر ، و مرض السرطان ) وهو ما يتوجب علينا أن نوجه نداء استغاثة  لكل الخيرين للعمل على إنقاذها قبل فوات الأوان.

 (محمد وعصام علي حنش)، شقيقان يقضيان أيامهما في مركزي تعز ، ضمن المتهمين بمقتل الشوافي”نحن هنا ضمن المتهمين بمقتل الشوافي فيما المتهمون بمقتل شقيقنا أحمد حنش يسرحون ويمرحون.

ورغم صدور توجيهات النائب العام ووزير العدل التي تقضي بالإفراج عنا لم يتم تطبيق أي من هذه الأوامر السابقة والحالية..أيش تريد أن نقول أكثر من هذا؟”

دعوت الله في مكة أن يكشف الحقيقة

 (عمار البرطي)، والذي يقبع من قبل مقتل الشوافي السجن بيوم، قال رأي من رأي شقيقي أحمد عباس.

وقبل أن أنتهي من تبيض هذه المادة ، قمت بمهاتفة المتهم الأول ، النائب أحمد عباس البرطي، لإبداء رأيه”فقال: عدت مؤخراً من أداء فريضة الحج..ودعوت الله أن يكشف حقيقة مقتل الشوافي  وأحمد حنش، وأعوِّل على الوالد على عبد الله صالح، رئيس الجمهورية  – بعد الله- أن يضع حداً للقضية”.

زر الذهاب إلى الأعلى