أرشيف

لودر على صفيح ساخن

تعتبر مديرية لودر بمحافظة أبين من اكثر مديريات المحافظة تفاعلاً مع الحراك السلمي الجنوبي بما تشهده من فعاليات اسبوعية، بل انها صعدت من فعالياتها في فترة سابقة حين حوصرت الضالع وردفان، لتنتفض تضامناً مع ابنائها ضد الحصار العسكري الذي فرضته السلطة وما زالت. لودر تعود الى المشهد، بعيداً عن الحراك هذه المرة، ما يحدث سيناريو مكرر لأحداث اغسطس 2010، وتعود القاعدة للظهور مجدداً عبر بوابتها، وهي التي اختفت وتلاشت اثناء فعاليات خليجي 20 التي استضافتها محافظتا عدن وابين اواخر العام الفارط. البداية كانت بكمين مسلح نصبته عناصر يعتقد انها تنتمي لتنظيم القاعدة الجمعة الماضية، في منطقة أمعين (كم جنوب مدينة لودر) واسفر عن مقتل مالا يقل عن 10 جنود وجرح 3 آخرين، بينما كانوا على متن مصفحيتن ترافقان بوزتي (صهريجين) ماء، لجلب الماء للقوات العسكرية المطوقة على مدينة لودر منذ اغسطس الماضي.
 
لم تقف التداعيات عند هذا الكمين، بل تطورت الاحداث، ليكون يوم الجمعة حاملاً معه “كميناً” اخر استهدف هذه المرة قائد اللواء 111 مشاه العقيد ركن محسن جزيلان، اثناء خروجه من بوابة المعسكر الواقع في الضاحية الشمالية لمدينة لودر قائد اللواء كان قد نزل الى موقع الحادث الذي استهدف الجنود، وعاد سالماً إلى المعسكر، لكن خروجه الاخير ادى الى اصابته باصابات وصفت بالخفيفة، ومصرع احد مرافقية.
 
القوات العسكرية المطوقة لمدينة لودر باشرت مهامها فور علمها بالحلادث، وقامت باطلاق النار بشكل عشوائي من اسلحتها المدفعية والثقيلة والدبابات والرشاشات المتوسطة، صوب منازل المواطنين في مدينة لودر وضواحيها من القرى المجاورة، نتج عن ذلك تدمير عدد من منازل المواطنين والحاق اضرار باخرى، وسجلت عدد من الاصابات في صفوف المواطنين بينها طفلان وامرأة.

تجدر الاشارة الى انها لم تذكر اية اصابات في صفوف العناصر التي تتهمها السلطة بالانتماء لتنظيم القاعدة، ودخلت سجلات السلطات الامنية في لودر من اية حالات اعتقال.

امس الاول السبت هو الاخر لم يكن افضل حالاً من سابقه، حيث انقلبت احدى المصفحات المرافقة للعميد حيدرة لهطل قائد محور أبين، مما ادى الى اصابة 8 جنود، بينما كان لهطل في طريقه إلى لودر قادماً من زنجبار، لتفقد الحالة الامنية هناك.
 
وصباح امس وفي مدينة جعار قتل 4 من موظفي الكهرباء من قبل مسلحين هاجموا سيارة حكومية كانت متوجهة الى فرع البنك المركزي اليمني لتوريد تحصيلات مؤسسة الكهرباء.
 
وقالت مصادر محلية ان مسلحين كانوا يستقلون دراجات نارية هاجموا السيارة التي كان عليها موظفوا الكهرباء في منطقة الجول القريبة من جعار، وقد حال تواجد الحركة في المنطقة دون سطو المسلحين على المبالغ المالية التي كانت في سيارة الكهرباء.
 
وبحسب مصادر في جعار قتل كل من رضوان الحيدري وغسان علي محمد سلام ومحفوظ ابو علي وناصر عبده ناصر جابر.

مواطنون عبروا لـ “النداء)” عن استنكارهم لما يتعرض له الجنود من اعمال يصفونها بـ (الارهابية) من قبل عناصر تتهمها السلطة بالانتماء لتنظيم القاعدة، لكنها تقف تجاهها موقف المتفرج بحسب قولهم. من جانبهم، عبر نشطاء الحراك الجنوبي عن ادانتهم لذلك الاعمال، محملين السلطة كامل المسؤولية، معتبرين ما يتعرض له مديريتهم بمثابة عمل مبتهج القصد منه خلق ذرائع لضرب منازل المواطنين وترويعهم، وايجاد مبررات لعسكرة المدينة واستمرارية الطوق الامني والعسكري المفروض عليها منذ اغسطس الماضي، متسائلين في ذات الوقت عن اختفاء تلك الاعمال الارهابية اثناء فعاليات خليجي 20.
 
الى ذلك، افادت مصادر محلية عن حدوث اشتباكات ليلية بين القوات العسكرية والامنية المرابطة في لودر وعناصر مجهولة يسمع صداها في ارجاء المدينة والقرى المحيطة بها.
 
يذكر ان كابلات الهاتف قد تعرضت للعبث بها من قبل مجهولين الاسبوع الماضي، وما زالت على حالتها تلك، دون ان يلمس المواطنون اية جدية من السلطة لتحسين مستوى الخدمات المتردينة في المديرية.

نقلا عن صحيفة النداء

زر الذهاب إلى الأعلى