أرشيف

معارضة اليمن تهدد الرئيس بدرس تونس

دعت أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن الرئيس علي عبد الله صالح إلى فهم ما سمته “الدرس التونسي”، ومناظرته تلفزيونيا، وذلك ردا على الدعوة التي وجهها صالح أمس للمعارضة، في خطاب ألقاه أمام قيادات وضباط القوات المسلحة.

وقال الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد صالح القباطي -في حديث للجزيرة نت- إن أحزاب المشترك على أتم الاستعداد لمناظرة الرئيس تلفزيونيا، إذا كان في ذلك حلا لأزمات البلاد، وإذا كانت هذه المناظرة ستقضي على البطالة والفقر.

وبشأن دعوة الرئيس للحوار، قال القباطي “إن الدعوة إلى الحوار من ثكنة عسكرية هي بحد ذاتها غير منطقية وغير مقبولة”، مضيفا أن “الحوار لم يعد مقبولا بنفس النمطية السابقة، فالحوار اليوم ينبغي أن تتوفر له آلية وضمانات جديدة، وعلى أساس إلغاء كل الإجراءات غير الشرعية التي ارتكبتها السلطة”.

وكان الخلاف بين السلطة والمعارضة تفجر إثر قيام الحزب الحاكم بتمرير تعديل قانون الانتخابات في البرلمان، بدون التوافق مع أحزاب اللقاء المشترك، والشروع في الإعداد للانتخابات بشكل منفرد.


رسائل سيئة
ووصف القباطي تحذير صالح مما سماه “الفوضى الخلاقة” وأن الجيش سيحمي الاستقرار والسلم الأهلي، بأنها رسائل سيئة.

وأضاف أن “السلطة -للأسف الشديد- لم تصل إلى مستوى الوعي بأهمية النضال السلمي، فهي تؤمن بالقوة وبالعنف وثقافة الكراهية، ولذلك جاء خطاب الرئيس موجها للمعارضة من ثكنة عسكرية.

وتابع “نحن نقول إن الدرس التونسي ينبغي أن يقرأ بشكل صحيح، الدرس التونسي يؤكد أن أي دكتاتور مهما كانت القوة التي يواجه بها الشعب، فإنه في النهاية سيهزم أمام إرادة الشعب”.

وعن الهبة الشعبية التي كانت المعارضة قد دعت لها، قال القباطي إن فعالياتها بدأت وفقا لبرنامج نضالي انطلق في المحافظات بمهرجانات جماهيرية شعبية، وسينتهي في العاصمة صنعاء.

وأكد أن أحزاب المعارضة ستستمر في مواقفها “حتى انتزاع الحقوق المشروعة للشعب، والتي تحاول السلطة الانقلاب عليها بإجراءات غير دستورية، فالشعب اليوم يطالب بحريته وبالتغيير، وبالانعتاق من الفساد والاستبداد.

اليمن ليس تونس
وكان الرئيس اليمني قد قال في خطاب له أول أمس إنه لن يسمح لما سماها “الفوضى الخلاقة” بتدمير البلاد، متهما المعارضة بالسعي إليها، وأكد أن “اليمن ليس تونس”.

ودعا قادة المعارضة إلى “الحوار الجاد”، و”تداول السلطة سلميا، وليس بالفوضى”، أو “الدعوة إلى هبة رجل واحد لاجتثاث النظام”، معلنا استعداده لمناظرة تلفزيونية مع قادة المعارضة.

وأشار صالح إلى أن المعارضة “إذا أرادت الوصول إلى السلطة فذلك عبر صناديق الاقتراع وليس عن طريق الفوضى الخلاقة”، داعيا إلى أن يكون الحوار، على قاعدة “لا ضرر ولا ضرار، ولمصلحة الوطن وليس لتخريبه”.

الوضع خطير
إلى ذلك رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الله الفقيه أن “الرئيس لا يدري ما يعتمل في البلاد، ويبدو أنه سائر على طريق الرئيس التونسي المخلوع، على رغم الصيحات التي ترتفع مطالبة بالإصلاحات والعودة إلى الدستور”.

وقال الفقيه -في حديث للجزيرة نت- إن “المشكلة أن الشعب اليمني ارتفعت مطالبه بعدما حدث في تونس، فالوضع المتردي في البلد يجعل الناس يتطلعون إلى التغيير سواء بالسلم أو الحرب، ونحن مقبلون على وضع خطير، والشعب لن يرضى إلا برحيله”.

وبشأن التلويح بورقة الجيش وقوات الأمن، قال الفقيه “المؤسسة العسكرية هي مع الشعب اليمني، ولا قلق من الجيش والأمن، فهم لن يقبلوا أن يتحولوا إلى كبش فداء لأسرة حاكمة، وما لم يعد الرئيس إلى الصواب فالبلد مقبل على مخاطر كبيرة”.






المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى