أرشيف

استمرار مظاهرات مصر وارتفاع القتلى

ارتفع عدد ضحايا المظاهرات التي تشهدها مصر إلى خمسة قتلى وعشرات الجرحى، إضافة إلى اعتقال المئات بينهم ثمانية صحفيين، ولم تحل التعزيزات الأمنية الكثيفة وتحذيرات وزارة الداخلية من تجدد مظاهرات “يوم الغضب” التي بدأت الثلاثاء.

وتوفي اليوم أحد الجرحى متأثرا بإصابته، ما رفع عدد قتلى المظاهرات التي تجتاح مناطق مختلفة من مصر إلى خمسة، في حين قالت وزارة الداخلية إن شرطيا قتل وأصيب أكثر من 100 ضابط وشرطي. وذلك بينما استمر التوتر في أنحاء مختلفة من البلاد.

وبلغ عدد المعتقلين في الاحتجاجات -حسب مصدر أمني مصري- 500 شخص بينهم 90 ناشطا حاولوا التجمع في ميدان التحرير -أكبر ميادين العاصمة القاهرة- وثمانية صحفيين تظاهروا أمام مقر نقابتهم وسط العاصمة.

وقد بدأت النيابة العامة التحقيق مع عدد من المشاركين في أحداث الأمس, بتهم التجمهر ومقاومة السلطات وإتلاف عدد من المنشآت العامة والخاصة.

معتقلون
وأفاد مراسل الجزيرة نت بأن من بين الصحفيين الثمانية المعتقلين رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين محمد عبد القدوس، وعضو النقابة السابق كارم محمود، كما تم التعدي على عضو مجلس النقابة يحيى قلاش.



وكان الصحفيون نظموا وقفة احتجاجية أمام النقابة شارك فيها محامون، وسرعان ما وقع اشتباك بينهم وبين رجال الأمن بعد أن حاولوا تسيير تظاهرة خارج شارع رمسيس –أحد أهم شوارع القاهرة- لكن ذلك لم يمنعهم من السير في الشوارع مما جعل قوات الأمن تضربهم بقنابل الغاز المدمع.

وقد عززت قوات الأمن اليوم وجودها حول المنشآت الهامة وفي مختلف المدن، وأعلنت وزارة الداخلية أنها لن تسمح بتسيير مظاهرات أخرى.

تحدي التحذيرات
لكن شهودا أفادوا بأن آلاف المصريين احتشدوا أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة وفي مدن المحلة الكبرى ودمياط وأسيوط اليوم متحدين ذلك التحذير، بينما سارعت قوات الأمن إلى تفريقهم ملقية القبض على عشرات منهم.

وشوهد رجال أمن في الزي المدني ورجال مباحث يستجوبون المارة المشتبه بهم في ميدان التحرير بالقاهرة، وألقت قوات الأمن القبض على كل من توقف بالميدان كما منعت قطارات مترو الأنفاق من التوقف فيه.


وقال مصدر أمني إن محاولة لتنظيم احتجاج جديد في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل أحبطت أيضا اليوم، وذكر شاهد في مدينة دمياط الساحلية أن قوات الأمن أسرعت بإلقاء القبض على أربعة محتجين لدى وصولهم إلى ميدان الشهابية في المدينة لاستئناف التظاهر.

كما قالت مصادر أمنية أخرى في مدينة أسيوط عاصمة محافظة أسيوط جنوبي القاهرة إن قوات الأمن ألقت القبض على 40 من النشطاء لدى وصولهم إلى وسط المدينة للتظاهر.

وأفاد شهود عيان في مدينة السويس شرق القاهرة بأن مئات المحتجين تجمعوا أمام مشرحة بالمدينة توجد بها جثة محتج ورددوا هتافات مناوئة لقوات الأمن، مشيرين إلى أن أهالي القتيل الذي توفي اليوم متأثرا بجروحه رفضوا تسلم جثته مطالبين بتشريحها من قبل الطب الشرعي.


وفي محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل ذكر شاهد أن قوات الأمن المصرية حاصرت قرية سوق الثلاثاء اليوم وضربتها بالقنابل المسيلة للدموع.

وقال في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز إن محاصرة القرية تلت دعوة سكانها من مكبرات صوت في مساجد إلى قطع الطريق الدولي القريب منها في إطار المظاهرات التي بدأت أمس، مضيفا أن قوات الأمن تمنع دخول القرية حتى للصحفيين.

وكان بيان رسمي لوزارة الداخلية قد برر ارتفاع عدد المتظاهرين بأن جماعة الإخوان دفعت باعداد كبيرة من عناصرها بعد الساعة الثالثة من مساء أمس خاصة بميدان التحرير بالقاهرة الذي احتشد به نحو عشرين ألف متظاهر.
مشاركة الإخوان
لكن القيادي البارز عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عصام العريان، أكد أن الجماعة شاركت كبقية المواطنين في المظاهرات، وأعرب عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب إلى النائب العام للإسراع في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين.

وأكد العريان للجزيرة نت أن وجود شباب الإخوان كان ضمانة لعدم خروج المظاهرات الغاضبة عن حدود التظاهرات السلمية، منبها إلى أن هؤلاء الشباب “قاموا بحماية جنود الأمن من اعتداء بعض الغاضبين عندما احتدت شدة الغضب”.

وأضاف العريان أن حملة أمنية استهدفت أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الإسكندرية وأن عدد المعتقلين الذين اقتيدوا إلى مراكز اعتقال غير معلومة ولا يعلم احد من ذويهم أين هم يقدر بالمئات.

على صعيد آخر أعلنت مصادر قضائية أن النائب العام المصري عبد المجيد محمود قرر يوم الأربعاء ندب أحد رؤساء النيابة العامة للتحقيق في البلاغ الذي تقدمت به “جبهة الدفاع عن متظاهري مصر” وعدد من الشخصيات العامة الذي اتهمت فيه أجهزة الأمن باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين أثناء احتجاجات الثلاثاء.






المصدر:وكالات+الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى