أرشيف

ميدان الحرية.. دولة منتفضي تعز

دون سابق إنذار تحول شارع صافر بمدينة تعز جنوب العاصمة اليمنية صنعاء إلى “ميدان الحرية”، وهو اسم أطلقه المحتجون من شباب اليمن دون معرفة وموافقة السلطة المحلية في المدينة، بعد أن فرقتهم قوات الأمن أمام مبنى محافظة تعز ومن ميدان التحرير بقلب المدينة ليستقر بهم المقام في تلك الساحة.

ورغم قصر المدة الزمنية على إطلاق الاسم بات شارع صافر سابقا ميدان الحرية حاليا، معروفا لدى سكان مدينة تعز بل المحافظة بأكملها وأصبح حديث كل المجالس.

ميدان أو ساحة الحرية كما يحلو للبعض تسميتها أصبح كخلية نحل يكتظ بخيام المعتصمين وغدا المكان المفضل لترديد النكات الساخرة عن النظام وسوقا رائجة للباعة المتجولين الذين يعرضون بضاعتهم ومستلزمات البقاء في الميدان.

ويعد ميدان الحرية بتعز النبراس والقدوة للمدن الأخرى، فالعاصمة صنعاء شهدت هي الأخرى اعتصاما مشابها في جامعتها وربما تستلهم محافظات أخرى نفس الفكرة.

منطلق التحرير
المعتصمون في الميدان الذين يقيمون فيه الصلوات الخمس أكدوا أن ميدان الحرية سيكون المنطلق لتحرير اليمنيين من نظام سياسي يحكم البلاد منذ 33 عاما.

وفي هذا الصدد قال الناشط إبراهيم عبد المجيد للجزيرة نت إن ساحة الحرية هي فاتحة التحرير لكل اليمن، مستشهدا بجمعة البداية حيث لبى المتضامنون دعوة المعتصمين وقدموا من محافظات أخرى بما فيها مسقط الرئيس علي عبد الله صالح للمشاركة في مسيرة حاشدة تجاوزت المائة ألف نسمة لم تشهدها تعز من قبل.

وأضاف أن الساحة أصبحت قبلة الأدباء والشعراء والفنانين، ومنها انطلقت حملة جمع 10 ملايين توقيع تطالب برحيل صالح، لافتا إلى أن التاريخ سيخلد ميدان الحرية -الشاهد على عملية القنبلة– بعد تحقيق النصر ورحيل النظام.

فخر واعتزاز
من جهته عبر الأستاذ بكلية العلوم بجامعة تعز خالد الوصابي عن شعوره ورفاقه بالفخر والاعتزاز بعد انضمامهم إلى المعتصمين بميدان الحرية.

وأوضح الوصابي للجزيرة نت أن أعضاء هيئة التدريس تهدف من الاعتصام لإسقاط النظام بعد أن شعروا بمعاناة الناس جراء الفقر والظلم وسلب الحقوق المشروعة. وتابع “نريد أن يكون الشعب اليمني هو مصدر السلطات وليس عائلة حاكمة بمفردها”.

وكان ميدان الحرية الواقع بقلب مدينة تعز قد شهد في الأيام الماضية انضمام معتصمين من مختلف شرائح المجتمع.

ويشاهد الزائر خيام المشاركين حسب انتماءاتهم المهنية، فإحداها كتب عليها خيمة دكاترة جامعة تعز وأخرى للمحامين وثالثة للمعلمين ورابعة للمثقفين، وما زالت جموع المعتصمين تلتحق بالمخيم المستحدث مع مطلع شمس كل يوم جديد.







المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى