أرشيف

ابو اصبع: كلما أمعنت السلطة في القمع زادت الثورة اشتعالاً واقترب موعد الخلاص

الأستاذ يحيى منصور أبو أصبع، الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، من القلة الذين تجد لديهم إجابات مباشرة وواضحة لأسئلتك ولو كانت الأزمة على أشدها كما هو حاصل اليوم.. ينفي نفيا قاطعا أن يكون المشترك طرفا في أي حوار مع السلطة، ويقدم للرئيس النصيحة «الثالثة» ويتحدث عن جملة من المستجدات..


* هل سبقكم الشباب إلى الشارع؟


– أسبقيتهم في رفع شعار إسقاط النظام والإصرار عليه والتصميم في ترديده والحفاظ على ديمومته، ثم عمم هذا على الساحة الوطنية جميعا.. هذا ما يجب أن نعترف به جميعا. صحيح اللقاء المشترك في انتخابات 2006م كان هدفه تغيير رأس النظام لكن الشباب اليوم أصروا على إسقاطه وأصروا على استمرار وتعميم هذا المطلب، الشيء الآخر أن هؤلاء الشباب كان بمفردهم وهم بأصابع اليدين ثم تزايدوا وتصدوا بشجاعة نادرة لكل صنوف القمع والترهيب والاعتقال، وتعرضوا للضرب والخطف والملاحقة. وهذا أثر كثيرا في الناس فبدءوا يلتفون حولهم، ولا نغفل أن الأحزاب كانت موجودة في هؤلاء الشباب بأعداد ينتمون إليها وإن كان خروجهم بمبادرة ذاتية دون توجيه من الأحزاب.


* لماذا تأخرت أحزاب المشترك في النزول للشارع رغم تجاربهم التي تؤكد أن الحوار مع السلطة لا يجدي؟


– تأخرها من وجهة نظري كان فقط عن إقامة الاعتصامات، أما الفعاليات الأخرى والخروج للشارع فقد كان لها مبادرات وفعاليات في الشارع، ولم تقعد في الغرف المغلقة، وكما تعرف كان هناك فعاليات كثيرة مثل يوم الغضب يوم الخميس 3 فبراير، وغيره. إنما الشباب كانوا صاحب المبادرة في اعتصامات ساحات التغيير.


* إذا فقد رفعتم في اللقاء المشترك سقف مطالبكم إلى إسقاط النظام كما طالب المعتصمون؟


– آخر بيان للقاء المشترك كما هي البيانات التي سبقته في الفترة الأخيرة يؤكد ويدعو التلاحم مع شباب التغيير وثورتهم والدعوة لقواعد هذه الأحزاب للالتحام مع شباب الثورة المعتصمين، والدعوة الثالثة للسلطة للتوقف عن قمع هؤلاء الشباب وفي لقاءات اللجنة التحضيرية والمجلس الأعلى للقاء المشترك مع المعهد الديمقراطي والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية نحن نفضح كل ممارسات السلطة القمعية تجاه الشباب واستطعنا انتزاع تضامن مع هؤلاء الشباب من كل الجهات مع الإدانة لما يتعرضون له.


* السلطة ممثلة برئيس الجمهورية بدأت باللعب بأوراقها الكثيرة والتي قد تستخدمها ضد المعارضة وشباب التغيير منها القبيلة والجيش.. هل يخيفكم ذلك؟


– شخصيا وهي وجهة نظر أطرحها دوما على إخواني في اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية هذا الموضوع سلاح ذو حدين للجميع، لكن إذا عملت المعارضة بسرعة وبطريقة صحيحة تخدم الوطن فإنها ستجعل من هذا الموضوع أكبر مساعد وسند للتغيير.


فبالنسبة للقبيلة فإن أقوى وأكبر القبائل اليمنية هي حاشد وبكيل وحاشد كما يرى الجميع قد اختارت أن تكون في صف الثورة الشبابية رغم أن هناك بعض الأيادي والمشائخ القليلي التأثير مع السلطة، والذين تم إغراؤهم بالمال والوظائف و… و… لكن أغلب أبناء هذه القبائل يعلمون أن هناك محاولة لتمزيق وحدتها من قبل السلطة لكن التأثير الكاسح في هذه القبائل «حاشد» هو لأبناء الشيخ عبدالله، والدليل على ذلك مؤتمر عمران الذي كان يقارب النصف مليون وقادة الشيخ حسين الأحمر.


* ماذا عن بكيل؟


– بكيل وضعها مختلف جدا.. بكيل اليوم جزء كبير من الفاعلين من مشائخها يوالون الحركة الحوثية، وخاصة في سفيان وآل عمار والعمالسة وآل سالم ووائلة وذو محمد وقبائل دهم الجوف هؤلاء معظمهم فيهم الكثير ممن جرتهم ممارسات السلطة لموالاة الحركة الحوثية المناوئة والمقاتلة للنظام، وبقية قبائل بكيل بعيدين جدا عن السلطة.


* تقصد الشيخ أمين العكيمي ومؤتمر قبائل بكيل؟


– أقصد أن معظم أبناء بكيل يشعرون أن هناك إقصاء متعمدا من السلطة وتهميشا لهم في مرافق الدولة ومشاريعها، كما أن السلطة لم تهتم بقبائل بكيل من حيث البنية التحتية والخدمات والتعليم والمرافق الصحية والتعليمية والكهرباء.. الخ.


بل إن محافظتي صعدة والجوف بقرار سياسي وسيادي همشت وهذه رغبة السلطة لإلغاء دور هذه القبائل طوال ثلاثة عقود وكذلك خولان بن عامر في صعدة «جماعة، باقم، حيدان، السافل، جحاف، رازح، شدا، منبه» وغيرها. كل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا إلا مع شعبهم بعد سنين التهميش والحروب.


القوى السياسية المعارضة دخلت بقوة في أوساط القبيلة اليمنية ودخل الكثير من مشائخ القبيلة في التجارة وهو ما أضعف الرابط النفوذي القبلي إلى حد كبير. وثالثا السلطة ركزت اهتمامها في ضخ الأموال على مشائخ وصرفت ميزانيات لخلق مشائخ جدد وهذا ما أحدث فجوة وهوة بين المواطن والمشائخ من أبناء القبائل بعد أن أحس كثير من المواطنين بأن بعض هؤلاء المشائخ لا يهمهم إلا البحث عن مصالحهم الذاتية والشخصية، ولهذا استجابة المواطن لمشائخ السلطة ستكون ضعيفة جدا، وهذا ما نعرفه ونعيه ولا ننسى أن ثقل المعارضة وسط القبائل يعتبر أرجح من ثقل السلطة ولا مجال للمقارنة.


* ماذا عن ورقة الجيش؟


– الجيش هو الورقة التي يمكن أن تكون القشة التي ستقصم ظهر بعير السلطة.. الجيش اليمني مجرب وعلاقته بقياداته علاقة معقدة فتعامل قيادات كثيرة من قيادات الجيش مع الأفراد تقوم على الفيد والابتزاز والنهب والاضطهاد لقواعد الجيش، فغالبية أبناء الجيش والقوات المسلحة يعانون الأمرين، وهم أكثر من تعرض للمهانة والذل على يد السلطة.. قياداتهم أذلتهم ونهبتهم، تجار الحروب هم قيادات الجيش الكبار وما يثير الكثير من سخط أبناء القوات المسلحة والأمن أن قيادة الجيش تتركز في سنحان بالدرجة الأولى ثم من يتبعهم في المناطق المجاورة، وهذا يؤثر نفسيا على أفراد الجيش لأنهم يشعرون أن المساحة الوطنية غائبة، وأن الجيش أصبح ملكا للقبيلة وملكا للأسرة، ثم إن قيادات في الجيش يتاجرون بالسلاح والمخدرات وينهبون الأراضي ويقودون عمليات التهريب..


السلطة أدخلت الجيش في حروب استنزافية وأفقدته هيبته، كذلك في الجنوب من الصعب على هذه السلطة بأمنها المركزي والحرس الجمهوري وغيره، من الصعوبة عليهم اليوم حتى تأمين مدينة الضالع، بالرغم أن الحراك المسلح هو نسبة بسيطة جدا من أبناء تلك المحافظة ومن الحراك السلمي، كذلك الحبيلين ولودر رغم وجود كل أنواع الأسلحة من دبابات ومدرعات وغيرها، أقصد أن على السلطة ألا تجرب الزج بالجيش في أي صراع سياسي فالجيش الآن قد شب عن الطوق وقد يصير الحال كما حدث للقذافي حين تخلى الجيش عنه، بالإضافة إلى حالة الطفش وحالة المقاومة للفساد داخل الجيش معظم الجيش سوف يلتحق بالثورة فهذه قضية القبيلة والجيش على السلطة أن تتنبه أن قيادات الجيش ليست من أبنائه وليست الأكثر تأهيلا، ولا تمثل الجيش كمؤسسة وطنية، فالكفاءات في الجيش مطرودين في الشارع، خذ عندك قائد المنطقة الشرقية من سنحان، المنطقة الجنوبية في عدن وما يتبعها من سنحان، كذلك المنطقة الشمالية الغربية من سنحان، الوسط من سنحان..


* يعني الجيش ملكية خاصة؟


– فسرها كيفما شئت، أضف إلى ذلك التعامل مع الجيش.. فالقوات الخاصة يعاملوها معاملة أبناء الذوات، ثم بعدها الحرس الجمهوري والحرس الخاص، ثم بعدها الأمن القومي، ثم الأمن المركزي لأن هذه الوحدات كلها بيد أبناء الرئيس، بقية الجيش مهمل لا حقوق له، حتى هذه الوحدات التي ذكرناها وأن لها امتيازات، الامتيازات يسيطر عليها القادة لأن القادة هم تجار وهم مصرفيين وهم مهربون، يعملون على كل الخطوط.


* في ساحات التغيير، تتواجد كل القوى إلى جانب الشباب لكن إعلام السلطة يقول إن هناك تململا من سيطرة الخطاب الديني، وبالأخص الإصلاح والحوثيين..


– يجب أن يفهم الجميع أن الثورة ثورة شباب والشعب اليمني كله معهم وهذه وجهة نظري، إنها سلمية يجب أن أعترف بها وأؤكدها وسأناضل من أجلها، والأحزاب الموجودة والقوى موجودة لدعم الثورة، ثانيا على الأحزاب التي يقال عنها ذلك -إن كان يحدث- أن لا تؤسلم هذه الثورة.. الشباب واضحون ونحن واضحون معهم في مطالبهم بكل قوانا السياسية، الكل يهدف إلى إنشاء دولة مدنية عصرية ديمقراطية.


* من خلال استقرائك لخطابات الرئيس والحراك الشعبي وثورة الشباب ما الذي تتوقعه في قادم الأيام؟


– رئيس الجمهورية أريد أن أوجه له نصيحة من خلال صحيفة «الأهالي» وهي ثالث مرة أنصحه فيها في علاقتي معه خلال العشر السنوات الماضية: الأولى كانت قبل انتخابات 2006م حينما التقى بأعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي برئاسة الدكتور ياسين سعيد نعمان بعد المؤتمر الخامس وتحدثت إليه بحضور أعضاء المكتب السياسي وبحضور شخصيات «نائب الرئيس ورئيس الوزراء باجمال والدكتور عبدالكريم الإرياني والشيخ محمد بن ناجي الشائف وغيرهم». وأثنيت على الرئيس حينها أنه ما زال حتى تلك اللحظة أن يصر على موقفه في عدم الترشح لأنه سيدخل التاريخ من أبوابه الذهبية وسيسجل التاريخ بأنه أول رئيس يمني يتخلى عن السلطة وهو في أوج قوته. وحينها استمع لعشر دقائق دون أن يعلق وحين خرجنا من عنده همس لي الدكتور باجمال: لو يسمع هذا الرجل نصيحتك فسوف يدخل التاريخ!!


والنصيحة الثانية أيضا في عدن في معاشق 2007م نوفمبر بدايات الحراك دعاني عبدالقادر هلال وكان مكلفا من الرئيس بالالتقاء بقيادات الحراك والحزب الاشتراكي وقال إن الرئيس يريد أن يخزن مع ثوار 14 أكتوبر وأنت منهم. والرئيس حينها قال إنه أطلق حسن باعوم وناصر النوبة وطلبنا الإخوة في الخارج أن يرجعوا، تحدثت معه حول إصلاح آثار حرب 94م وحينها أشار إلي بعبدالكريم شائف أمين المجلس المحلي بعدن والذي قال إنهم قد حلوا 97% من المشاكل الخاصة بالمتضررين، فأكدت للرئيس حينها أنهم لم يحلوا حتى 3% من المشاكل وباقي مطالبهم المدنية فسألني الرئيس عنها، فقلت له: أنها حقوق مدنية وحقوق بما يتعلق بالوظيفة العامة ومطالب قانونية، وفيما يتعلق بإقصاء الآخرين التخلص من عمال المصانع والمؤسسات التي تم خصخصتها وغدا سيطلبون منك حقهم في الشراكة التي على أساسها أقيمت دولة الوحدة.


وتحدثت معه عن اللجنة المكلفة منه بقيادة باصرة وهلال ونصحته ألا يركن إلى التقارير الكاذبة التي رفعت إليه بحل معظم المشاكل وألا يعتمد على سياسة توزيع السيارات وشراء الذمم وأنه إذا لم يتم إزالة آثار الحرب بشكل كامل ثم بحق الشراكة السياسية بالكامل في الجنوب وأخبرته حينها أن الوحدة اليمنية مهددة بالخطر.


واليوم أنصحه عبر «الأهالي» أن يا سيادة الرئيس بادر بحق ما بيننا من معرفة وإن كانت مرة في معظمها أن تقدم بادرة لا نظير لها بين نظرائك العرب، ليقول الجميع إن الرئيس اليمني قدم استقالته استجابة لشعبه رغم أنه كان يمكن أن يقاوم عدة أسابيع ولو أنها مقاومة خاسرة، وسوف نعمل جميعا على أن نقدر هذه المبادرة.


استقالته اليوم ستخفف عليه السخط الشديد وربما يتسامح اليمنيون معه بعد تركه للرئاسة عما أخطأه في حقهم وفي حق وطنهم فإن صمم على عدم استقالته فأعتقد أن لا أحد سيتسامح أبدا، وسيطالبون بمحاسبات كثيرة في شأن هدر الدماء والثروات وتضييع الحقوق ومحاسبة كل المتعاونين معه. وأدعوه أن يستقيل من الرئاسة ويقيل أبناءه وأقرباءه إلى الدرجة الرابعة عن الوظائف العسكرية والمدنية والموارد المالية، وبإمكانه اليوم أن يرحل ويأخذ معه وأسرته ما يجعلهم في بحبوحة من الحياة وكرامة.


* تلمحون إلى تسامح اليمنيين؟


– ممكن جدا، إذا أقدم على خطوة الرحيل الآن، اليوم اليوم وليس الغد.


* ماذا إذا لم يقتنع الرئيس ولم يغادر؟


– إذا الثورة قادمة وبقوة وكل يوم تزداد، ألا تشاهدون وادي حضرموت لم يتحرك إلا بالأمس القريب، بالأمس أشاهد وادي حضرموت في كل أطرافه «شبام، القطن، تريم وغيرها». الكل اجتمع على شعار إسقاط النظام.


* ما تفسيركم لذلك؟


– هذه الثورة وحدت اليمنيين جميعا بعد أن كانت ممارسات السلطة قد فرقت أفئدتهم ففي السابق كانت الشعارات في الجنوب انفصالية، وفي صعدة وما جاورها الحركة الحوثية، ووسط يتذبذب هنا وهناك، اليوم الشعب اليمني توحد تحت شعار إسقاط النظام، واختفت الشعارات الانفصالية كما أن أعلام الجمهورية اليمنية أصبحت اليوم ترفرف في صعدة وسفيان وفي كل الجنوب.


* ماذا بعد إسقاط نظام علي صالح؟


أبناء الشعب اليمني قادرون وجاهزون لاستلام زمام الأمور والرسو بسفينة الوطن على شاطئ الأمان.


* ماذا إن وصلتم إلى اتفاق على غرار مبادرة المشترك والعلماء لتسليم السلطة بشكل سلس؟


– أنا أنفي بشكل قاطع تقديم المشترك لأي مبادرة، أنفي نفيا قاطعا أي حوار.


* لكن تحدث الجميع عن مبادرة مع العلماء..


– أنفي أي مبادرة، الإخوة العلماء حاولوا تقديم بعض الأفكار لكن الأخ الرئيس انقلب عليهم وأحرجهم وآخرتها جاء الرئيس بشخص يدعي أنه عالم وهو من عندنا من إب وهو تربية الأمن وأعرفه من حق البحث الجنائي وأذاع البيان، نعرفه جيدا هو من الأشخاص الذين كانوا ينزلون السجون لتعذيب الناس، وطرحه المؤتمر الشعبي أنه عالم ليذيع بيان باسم العلماء رفضه جميع العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني.


* تفسيركم للانتقال السلس للسلطة؟


– هذا في حينه، هذا موضوع متروك لجميع القوى وإن كانت لدينا خطة جيدة لكن نترك الأمر لكل القوى ولن نستعجل الآن.


* يلاحظ أن الأمن بدأ ينشر مخبريه داخل الاعتصامات ليعرف القيادات الشبابية ولنشر الشائعات.. قبل يومين تعرض الناشطان محمد المقبلي ومحمد عبدالله الجرادي للاعتداء ومحاولة الاختطاف، ماذا يلوح اليوم للأمن؟


– كلما أمعنت السلطة في القمع والدماء زادت الثورة اشتعالا واقترب موعد الخلاص ونحن ندين كل هذه الممارسات ونتمنى أن نفدي هؤلاء الشباب بأرواحنا وصدورنا.


* ماذا عن طلب ناصر والعطاس لأبناء الجنوب بكل فصائله التوحد مع الشمال في شعار إسقاط النظام؟


– نحن في اللجنة التحضيرية وقعنا عدة اتفاقات مع الإخوة في معارضة الخارج ونحن على علاقة معهم ونقدر هذا الموقف من جانبهم لكن الإخوة في الجنوب حتى الحراك بادروا للانضمام لمظاهرات إسقاط النظام وإخفاء أعلام الجنوب.


* هل هو تكتيك؟


– لا.. لا.. هذا النظام هو الذي يدفع الناس لمطالب متطرفة عندما يتهمهم ويظلمهم ويقمع مطالبهم.

نقلا عن صحيفة الأهالي

زر الذهاب إلى الأعلى