أرشيف

تهديد للجزيرة ومراسليها باليمن

 صعدت أجهزة إعلام حكومية يمنية من لهجة الاستعداء ضد قناة الجزيرة ومكتبها في صنعاء، الذي شهد منذ بدء الاحتجاجات محاولات لاقتحامه، وتجمهُر مجاميع من “البلاطجة” بأسفله. وتم تهديد مراسلي القناة بالاستهداف، ونال الزميل أحمد الشلفي بالذات الكثير من الاتهامات والتهديدات. وفي تطور لافت تحرى مجهولون -يركبون سيارة تسمى “مونيكا”، وهي سيارات تخص عادة رجال الأمن القومي- عن الشقة التي يسكنها الشلفي بعد أن “زاروا” الحي الذي يسكن فيه وسألوا عنه السكان. وكان الشلفي تعرض لعدد من التهديدات بسبب تغطيته ثورة الشباب باليمن، حيث تلقى الأسبوع الماضي تهديدات باستهداف أولاده، وهدده متصل بخطفهم، بعد أن كال له الشتائم وسبه بألفاظ نابية. وفي حديث للجزيرة نت قال لا نخاف
لكنه أكد قائلا “نحن لا نخاف من التهديدات، ومراسلو الجزيرة شهود للحقيقة، وهم ينقلون ما يجري من أحداث بكل مهنية، وليس أكثر من ذلك”، واستغرب حالة الاستعداء تجاه وسائل الإعلاميين والصحفيين في بلد يدعي الديمقراطية وحرية الصحافة. وبات المبنى الذي يقع فيه مكتب الجزيرة بصنعاء، محط مراقبة وحصار بين الفينة والأخرى من قبل مجاميع “البلاطجة”، الذين يرددون الاتهامات للقناة بـ”إثارة الفتنة” و”التحريض على الفوضى”، ويتوعدون بالرد عليها وعلى مراسليها. وكان مسلحون مجهولون قد أردوا المحاسب عرفات عبد العليم القباطي برصاصة أصابت رأسه، بينما كان يطل من نافذة مكتبه بالدور الخامس بالمبنى الذي يقع به مكتب الجزيرة، على مجاميع كانت تتظاهر بالشارع، ويعتقد أنه استهدف لمجرد الظن بأنه كان يقوم بالتصوير. وحذرت نقابة الصحفيين اليمنيين السلطات اليمنية من أي مساس بسلامة وأمن مراسل الجزيرة أحمد الشلفي، وحملت رئيس الجمهورية شخصيا وقيادات الأجهزة الأمنية التابعة له مسؤولية أمن الشلفي وسلامته هو وأسرته.
حرب مخجلة
وأهابت بالاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج لممارسة كافة أشكال الضغط لإيقاف ما أسمتها “الحرب المخجلة التي يشنها النظام ضد صحفي شهير مشهود له بالمهنية والموضوعية والجرأة”.
من جانبها أعربت منظمة هود للحقوق والحريات عن الشعور بـ”القلق العميق” تجاه استمرار عمليات تهديد وإيذاء الصحفيين بواسطة الأجهزة الأمنية، ومن ذلك تهديد أحمد الشلفي مراسل قناة الجزيرة. كما أدانت منظمة هود “جريمة إبعاد ستة صحفيين أجانب بموجب أمر من جهاز الأمن القومي” واعتبرت هذا الإجراء بمثابة اعتراف رسمي بعمدية الجرائم التي ترتكبها أجهزة الأمن.
 من جانبه أفاد مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية بصنعاء -في تقرير له أمس الثلاثاء، وتلقت الجزيرة نت نسخة منه- عن تزايد ما أسماها “الانتهاكات وجرائم استهداف الصحافيين في اليمن والاعتداء عليهم بشكل متعمد ومنظم من قبل من أصبح يطلق عليهم بـ”البلاطجة”.
وأشار مركز الحريات الصحافية إلى أنه رصد أكثر من 120 جريمة اعتداء واستهداف متنوع خلال أقل من شهر فقط، ذهب ضحيتها العشرات من الصحافيين والإعلاميين كان أبرزهم عبد الله غراب مراسل تلفزيون BBC الذي تعرض لاعتداء وضرب بوحشية، وكذلك النائب المعارض أحمد سيف حاشد، ناشر صحيفة المستقلة، الذي تعرض للضرب ومحاولة قتله بالسلاح الأبيض. وطالت حملات الترهيب والاستهداف، المقر الرئيس لنقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء، الذي اقتحمه عشرون شخصا ممن يسمون بـ”البلاطجة”، وهددوا بإحراقه. كما تعرض الصحفي عبد السلام جابر، ناشر ورئيس تحرير صحيفة “القضية” الأهلية، للاختطاف من قبل أجهزة الأمن، بينما كان متجها إلى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وأفرج عنه في اليوم التالي.?




المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى