أرشيف

سوزان .. من 11 جنيه إلى ثلاثة مليار

ملكة في زمن الجمهورية، تأمر وتنهي، تشخط وتنخط.. تؤشر فتطاع وتطلب فيستجاب لها دون نقاش.. إنها سوزان شجرة در مصر في العصر الحديث.. التي ولدت في 28 فبراير 1941 بمحافظة المنيا، من أب مصري يعمل طبيباً وأم بريطانية كانت تعمل ممرضة، تعرف عليها والد سوزان أثناء عمله مدرساً في جامعة كارويف الإنجليزية واسمها ليلى ماي بالمرن. وقد أسفر هذا الزواج عن طفلة اسمها سوزان وطفل اسمه منير، ودرست سوزان في القاهرة حتى حصلت على الشهادة الثانوية والتحقت بالجامعة الأمريكية لكنها توقفت عن الدراسة بعد أن تعرفت على طيار شاب بالقوات الجوية اسمه حسني مبارك كان مشرفاً على سرية تضم منير شقيق سوزان. وقد تطورت هذه العلاقة وانتهت بالزواج عام 1959 وكان عمر سوزان آنذاك ثمانية عشرة سنة، وأقاما في شقة متواضعة، ولم يشتر مبارك سيارة خاصة إلا بعد أربع سنوات من الزواج، ووصفت سوزان تلك الفترة بأنها كانت حياة صعبة وأنها كانت وحدها المسؤولة عن تربية ابنيها جمال وعلاء لأن زوجها كان مشغولاً بالقوات المسلحة وقالت أن الظروف اضطرتها للعمل معلمة في مدرسة ابتدائية براتب 11 جنيهاً وتركت الجامعة.


وحسب المصادر المطلعة فإن سوزان لم تعش حياة الرفاهية إلا بعد أن عين السادات مبارك نائباً له فعادت سوزان للجامعة وحصلت على الشهادة الجامعية عام 1977 ثم على الماجستير عام 1982 وقيل أن مبارك كان يسخر منها بعد تعيينه رئيساً قائلاً “دأنت لسه بتذاكري” لكن سوزان لم تبالي بسخريته واختطت لها طريقاً عصامياً وبدأت تدخل في شؤون الدولة وتقنع الرئيس بتعيين الوزراء والمحافظين، وإقالة من تغضب منهم..


حتى وصلت إلى تعيين وإقالة رئيس الوزراء، ومنهم على سبيل المثال إقالة رئيس الوزراء كمال الجنزوري لأنه شرع في تقليص ميزانية رئيس الجمهورية. وأصبح هناك وزراء ومحافظون يتبعون سوزان فقط. ومن يقدم لها الولاء والطاعة يضمن بقاءه في المنصب كفاروق حسني الذي ظل وزيراً للثقافة 24 عاماً.


وتدخلت سوزان بكل شيء في الإعلام والجمعيات، وكانت تنتقد التلفزيون والصحف حتى إذا نشروا صورة لها دون موافقتها، وفي إحدى المرات عاقبت رئيس مؤسسة الأهرام لأنه نشر في عمود “حدث في مثل هذا اليوم” تاريخ ميلادها، ونتيجة لعلاقاتها الخاصة وتبرعات التجار والوزراء وأصحاب النفوذ لجمعياتها دخلت سوزان نادي المليارديرات منذ عام 2000 وأصبحت تملك من 3 إلى خمسة مليارات.. ومن الاتهامات الموجهة لها أن زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار قام بتهريب وبيع قطع أثرية ثمينة لصالح سوزان مبارك.


ولم تكتفِ سوزان بهذا بل ذهبت تتدخل في تشريع القوانين وإلغاء بعضها وتمهيد الطريق لتوريث الرئاسة لنجلها جمال مبارك الذي زُج به مؤخراً خلف القضبان، فيما سوزان لا تكف عن البكاء.

زر الذهاب إلى الأعلى