أرشيف

فشل المبادرة الخليجية بشأن اليمن

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه لن يوقع على المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة في بلاده إلاّ بحضور المعارضة إلى القصر الجمهوري التي رفضت ذلك، وحمّلها مسؤولية ما وصفه بـ”سفك الدماء”، وذلك فيما بدا أن المبادرة الخليجية قد انهارت بالفعل، بعد أن غادر الأمين العام لـمجلس التعاون الخليجي صنعاء من غير تحقيق أي تقدم.
صالح قال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إنه سيوقع المبادرة “إذا جاءت المعارضة للقصر الجمهوري, لأنها ستكون شريكة في الحكومة الانتقالية”, وتساءل “لماذا لا يحضرون؟”.
وأضاف موجها كلامه للمعارضة “تعالوا إلى الشرعية الدستورية للتوقيع على المبادرة”.
وحذر صالح من حرب أهلية في اليمن إذا أصرت المعارضة على موقفها, وقال “نحن صامدون إن أتوا فنحن مع السلام وإذا لم ينصاعوا ويريدون إدخال البلاد في حرب أهلية فليتحملوا المسؤولية”.
وقال إنه أجرى مشاورات لعدة ساعات مع السفير الأميركي باليمن ومع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، لمحاولة إقناع أحزاب اللقاء المشترك التي وصفها بـ”التآمر المشترك” ولم ينصاعوا للتوقيع على هذه الوثيقة أمام شاشات التلفزيون لكي يشهد عليها الرأي العام المحلي والعربي والدولي.
وجاءت تصريحات صالح قبل عودة الزياني إلى الرياض قادما من صنعاء بعد الفشل في توقيع المبادرة، في حين صدرت تصريحات من دبلوماسيين خليجيين تؤكد فشل مبادرة دول مجلس التعاون بسبب الخلاف حول ترتيبات توقيع الرئيس صالح للمبادرة التي ترمي لإنهاء عدة أشهر من الاضطرابات في اليمن.
وكان مصدر خليجي في الرياض قال اليوم الأحد إن دول مجلس التعاون ستسحب مبادرتها إذا لم يوقع عليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم.
سحب المبادرة
وقال المصدر لوكالة يونايتد برس أنترناشونال إن دول التعاون ستسحب مبادرتها تجاه اليمن إذا رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها، مؤكداً أن القرار سيتخذ عند اجتماع وزراء خارجية الخليج اليوم في العاصمة السعودية الرياض.
وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحّي صالح في مقابل ضمانات بعدم ملاحقته قضائياً على أن يسلّم صلاحياته إلى نائبه في غضون ثلاثين يوماً ثم تنظم انتخابات رئاسية بعد ستين يوماً.

وكان دبلوماسيون خليجيون وغربيون حوصروا في سفارة الإمارات العربية في صنعاء, واضطروا لمغادرة المجمع بمروحية بعدما حاصرهم مسلحون مؤيدون للرئيس صالح لعدة ساعات.
وكان عشرات الآلاف من المناصرين لصالح قطعوا في وقت سابق معظم الطرق الرئيسية المؤدية إلى القصر الرئاسي من جميع الجهات رفضا للمبادرة. وهتف بعض مؤيدي صالح قائلين “نرفض توقيع مبادرة الخليج والانقلاب على الشرعية”.
وقالت رويترز نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تسمه “لقد فشلت”, في حين أشار دبلوماسي خليجي إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قد تسحب مبادرتها لحل الأزمة.
وقد وقعت المعارضة اليمنية الممثلة بأحزاب اللقاء المشترك مساء أمس السبت على المبادرة الخليجية على أن يوقّع عليها صالح اليوم، إلاّ أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم امتنع اليوم عن توقيع المبادرة متذرعاً بقيام عشرات الآلاف من مناصريه بمحاصرة كلية الشرطة التي كان صالح يعقد اجتماعا حزبياً فيها.
جاء ذلك بينما احتشد ملايين من المتظاهرين في ساحات التغيير في 17 محافظة للاحتفال بذكرى الوحدة مطالبين بإسقاط النظام. وهدد المتظاهرون بتصعيد الاحتجاجات والتحرك نحو المؤسسات الحكومية, وهو التحرك الذي سبب مواجهات دامية في وقت سابق هذا الشهر عندما فتحت قوات الأمن النيران لوقفهم.




المصدر:وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى