أرشيف

مواجهات عنيفة بصنعاء وتعز

احتشد آلاف المسلحين القبليين على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء التي يحاولون دخولها لمساندة زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر الذي يخوض انصاره مواجهات عنيفة مع القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الحرس الجمهوري بالقرب من القصر الرئاسي بـتعز وسط أنباء عن إطلاق الرصاص على محتجين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن شيوخ قبائل أن الآلاف من رجال القبائل المسلحين يحتشدون شمال صنعاء وهم يشتبكون مع نقطة عسكرية على بعد 51 كلم عن صنعاء.
وأكد أحد الشيوخ أن المسلحين “يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم” في إشارة إلى الشيخ صادق الأحمر.
وكانت مصادر يمنية ذكرت للجزيرة أن قوات الحرس الموالية للرئيس تستخدم المدفعية والآليات الثقيلة في نقطة الأزرقين بمدخل صنعاء, لمنع الآلاف من دخولها، وأن اشتباكات عنيفة تدور مع وحدات الجيش والأمن الموالية لصالح.
وفي داخل صنعاء، سيطر أنصار الأحمر من جديد على مبنى وزارة الإدارة المحلية الذي استعادته قوات الجيش أمس حسب ما ذكره مدير تحرير جريدة الصحوة راجح بادي في اتصال مع الجزيرة.
وأفاد بادي بسماع دوي انفجارات قوية في المدينة، وسماع قصف قرب الأحياء السكنية في غربها مشيرا إلى حركة نزوح جماعي جراء تدهور الوضع الأمني والإنساني.
وقال إن الاشتباكات امتدت إلى المطار لافتا إلى أن أنباء شبه مؤكدة تفيد بتوقف حركة الطيران.
وذكر مراسل الجزيرة نت في صنعاء أن المدينة بدت أمس وكأنها ساحة حرب حقيقية حيث شهدت اشتباكات عنيفة وانفجارات ضخمة، وشارك بالمواجهات اللواء 314 المكلف بحماية إذاعة صنعاء ومقر رئاسة الوزراء، وهو أحد ألوية الجيش المنشقة عن الفرقة الأولى مدرع، والذي أبقى قائده على ولائه لنظام الرئيس صالح.
وأكدت مصادر طبية مقتل 15 شخصا في مواجهات ليلية أمس، بينما سقط 39 معظمهم خلال الليلة قبل الماضية. وقال موقع تابع لوزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت إن 14 جنديا لقوا حتفهم في قتال مع رجال القبائل.
وألقت هذه المعارك بظلالها على الاحتجاجات الشعبية التي تركزت طوال أشهر في وسط العاصمة، حيث فرغت “ساحة التغيير” -التي كان يبيت فيها كل ليلة آلاف المحتجين المطالبين بتنحي صالح- إلا من بضع مئات من المحتجين الصامدين في مواقعهم.
تصريح حكومي
وفي نفس السياق، قال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية اليوم الخميس أن المواجهات بين القوات الحكومية وأنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر لا علاقة لها بالأزمة السياسية أو الاعتصامات السلمية التي تشهدها البلاد.
وقال المصدر إن عناصر مسلحة خارجة عن القانون قامت باستخدام العنف وإشاعة الفوضى والاستيلاء بالقوة على وزارات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص بمنطقة الحصبة في العاصمة.
وجاء كلام المسؤول الحكومي اليمني الذي لم يذكر اسمه تعليقا على تصريحات الإدارة الأميركية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي التي انتقدت العنف ودعت الرئيس علي عبد الله صالح إلى التنحي فورا.

اشتباكات تعز
وفي تطورات الأوضاع في تعز، أوردت مصادر للجزيرة أن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحين وقوات الحرس الجمهوري بالقرب من القصر الرئاسي، وأن قوات الأمن تستخدم المدفعية الثقيلة في صد مسلحين يحاولون اقتحام معسكر الأمن المركزي بالمدينة، بينما ذكرت وكالة رويترز نقلا عن شهود أنها تطلق الرصاص على المحتجين.
في هذه الأثناء شيع المواطنون والثوار في تعز بعض قتلى الهجوم على ساحة الحرية, ورددوا هتافات تصف الرئيس صالح بمجرم حرب, كما طالبوا بسقوط نظامه.
إلى ذلك أصدرت قوات الجيش اليمني المؤيدة للثورة بيانا تحذيريا للرئيس اليمني تلقت الجزيرة نت نسخة منه أكدت فيه أن جرائم الإبادة والقتل والاعتقال والتعذيب لن تمر، وأن الشعب اليمني سيقتص لنفسه عن كل جريمة من هذه الجرائم”.
أوضاع زنجبار
وفي محافظة أبين الجنوبية، سيطر مسلحون على ميناء شقرا وسط حسب ما ذكره مدير تحرير الصحوة وسط استمرار ستمر نزوح مئات الأسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحين.

وتسود المدينة حالة من الفوضى العارمة وسط تفاقم للأوضاع “المأساوية” في المدينة وفي صفوف النازحين منها. وقتل مدنيان الأربعاء في المعارك التي دارت في زنجبار، وأصيب خمسة مسلحين بجروح.
احتجاج
وفي لحج، قال مراسل الجزيرة نت في لحج ياسر حسن إن ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع جنوبي اليمن شهدت مسيرة حاشدة طافت شوارع المدينة تطالب بإسقاط النظام وتندد بأحداث تعز وصنعاء وأبين.
ونقل عن شهود عيان قولهم إن ضاحية قعطبة وسوق سناح ومنطقة الجبارة شهدت عصيانا مدنيا شاملاً استمر من السابعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا.
كما شهدت مدينة الحوطة عاصمة لحج عصيانا مدنيا حيث أغلقت معظم المحال التجارية في المدينة، وتوقفت حركة المواصلات حتى ظهر الأربعاء.
وفي مدينة الحبيلين بضاحية ردفان بمحافظة لحج اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين يعتقد أنهم ينتمون للحراك الجنوبي ومعسكر للجيش غرب المدينة.
وقال أحد أهالي المنطقة إن ثلاثة مواطنين أصيبوا بجروح إثر سقوط عدد من القذائف على مناطق آهلة بالسكان في المدينة.



المصدر:الجزيرة + وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى