أرشيف

حشود بجمعة “الدولة المدنية” باليمن

خرج آلاف المتظاهرين إلى ساحات الاعتصام في مدن عديدة من اليمن للتظاهر في جمعة “من أجل دولة مدنية”، في وقت سقط فيه خمسة في محافظة أبين، وشجب ناشطون يمنيون دعوة عبد المجيد الزنداني إلى إقامة دولة إسلامية بدل دولة مدنية.

ففي العصمة صنعاء خرجت الجموع إلى ساحة التغيير في مظاهرة تطالب ببناء دولة القانون، كما احتشد الآلاف بمدينة إب للمطالبة برحيل النظام وإقامة دولة القانون.

وقال الناشط عادل عمر في إب إن الشباب في الساحات هناك قد حسم موقفه من رجوع الرئيس علي عبد الله صالح المتوقع يوم الأحد القادم، ولن يقبلوا برجوعه ويؤكدون أنهم “له بالمرصاد”.

وأوضح عمر أن عودة صالح تعيد الأمل إلى الثوار بمحاكمته بدل خروجه، كما أنها ستساهم في تصعيد الاحتجاجات، ولكنها لن تغير من “سلمية الثورة”.

وفي مدينة تعز تجمعت حشود كبيرة في ساحة الحرية تطالب بإقامة “دولة مدنية” وترفع شعارات منها “لن نقبل بالحلول السياسية”.

وقال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إن عودة صالح المتوقعة يوم الأحد لا تؤثر في معنويات الثوار ولا تغير شيئا بالنسبة لهم، ولكنها “مصدر إحباط بالنسبة للمعارضة”.

وتوقع المراسل أن تقوم المعارضة بإعلانٍ ما قبل الأحد للالتفاف على عودة الرئيس التي عدها أنصاره مكسبا ودافعا جديدا للمواجهة.

خمسة قتلى
وفي عدن أيضا، أفاد مراسل الجزيرة أن خمسة مسلحين على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من عشرة آخرين في غارة جوية شنها الطيران اليمني على مركز شرطة مدينة الوضيع في محافظة أبين.

وذكر أن مسيرة خرجت هناك قبل ساعات للتنديد بالقصف المدفعي الذي تقوم به القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح على الأحياء السكنية في المدينة.

ودعا المشاركون في المسيرة إلى هبة شعبية لإنقاذ المدينة وإيقاف ما سموه مخطط بقايا نظام صالح لجر الثورة السلمية إلى استخدام السلاح وتفجير الأوضاع عسكريا.

وقد حصلت الجزيرة على صور لآثار قصف مدفعي نفذته القوات الموالية للرئيس اليمني على بعض المناطق في مدينة تعز.

وتوضح الصور حجم الأضرار الكبيرة التي حلت ببعض المنازل شمال المدينة جراء القصف الذي وقع قبل يومين ووصف بالعنيف.

رعب بالداخل والخارج
من جهة أخرى، اعتبر ناشطون يمنيون تحريض العالم عبد المجيد الزنداني على إقامة دولة إسلامية عوضا عن الدولة المدنية الحديثة التي يسعى لها ثوار اليمن أنه يمثل رعبا في اليمن والمحيط العربي والدولي.

وأصدر العشرات من المثقفين والناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين اليوم الجمعة بيانا احتجوا فيه على ما قام به الزنداني وتياره الذي وصفوه بـ”المتشدد الجهادي” من تحريض على الدولة المدنية، معتبرين أن هذا التيار “مثل رعبا في الداخل اليمني والمحيط العربي والدولي”.

وكان الزنداني أحد أهم المطلوبين للإدارة الأميركية بتهم “الإرهاب”، قد دعا إلى إقامة دولة إسلامية في اليمن كنواة للخلافة الإسلامية في العالم, وهو ما قوبل بالرفض من قبل كافة التيارات السياسية اليمنية.

وقال البيان إن خطاب الزنداني يؤكد الإصرار على رفض الشرعية الثورية، و”يفرض وصايته على الثورة كمشرع باسم الله وناطق باسم الحقيقة الدينية”.

ورأى البيان تكفير الزنداني للمطالبين بدستور جديد وتشديده النكير على الشرعية الثورية التي استبدلها بشرعية أهل الحل والعقد بأنه “سلاح الأنظمة الدكتاتورية البائدة في البلاد العربية والإسلامية كلها عبر التاريخ”.

وطالب البيان حزب الإصلاح، الذي يمثل الزنداني أحد رموزه، بتحديد “موقف واضح وجلي من دعوات ونشاط الزنداني وفريقه المهدد للثورة والمعيق للانتصار، والمروع للثورة في ساحتها الرئيسية”.

وطالب في الوقت ذاته حزب الإصلاح واللقاء المشترك ولجنة الحوار بإدانة مثل هذا “التيار الظلامي الذي يدفع الناس جميعا للخوف من طالبان اليمن”.

ودعا البيان الناشطين المحتجين في الساحات اليمنية إلى أن “ينتصروا لشرعيتهم الثورية وأن يتجاوزوا بالقول والفعل محاولات الوصاية على الثورة أو التحدث باسمها من قبل أعداء الثورة والحرية والكرامة والمساواة”.

 

المصدر: الجزيرة – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى