أرشيف

القيادية في الثورة الشبابية الشعبية «توكل كرمان» لـ«حديث المدينة»:تمخض «المشترك» فولد فأراً وهناك أخطاء كثيرة يتحملها «الإصلاح»

أعتز بالناصريين كمناضلين لهم السبق في النضال ضد نظام صالح قبل عقود من ثورة الشباب وأعتذر على إساءتي لهم
هجوم شقيقي طارق على المجلس الانتقالي ليس حجة، وهي وجهة نظر أعتقد أنها غير صحيحة
لست ممثلة لحزب الإصلاح ولست مرتبطة بما يتخذه من مواقف 
لم أقل «شعبي العزيز» من على المنصة ولم أهدد أحداً بقصقصة ريشه؟!
حصلت على جوائز كثيرة آخرها قبل ثلاثة أشهر مارحتش حتى استلمها ولا حافظة اسمها
المجلس يحظى بموافقة الاشتراكيين وقد أخذت بكثير من ملاحظات الدكتور ياسين حوله
توقعت معارضة الزنداني للدولة المدنية، لكنني أراها انتصاراً لجوهر الأديان
الحملة ضدي سببها صراع الأقطاب في الإصلاح ولدي علاقات واسعة في السفارة الأمريكية ومعظم دول الاتحاد الأوروبي
تعرضت للضرب والإيذاء والجزيرة لاتتعمد إبرازي لوجه الله
لن نوفر خدمات ورواتب فقط، بل سنستعيد الوطن بأكمله والمجلس الانتقالي ثورة كاملة
أولادي يقولون لي: «هذا أخس رمضان نشتي نأكل من يدك»
السعودية لا تريد ثورة ولا نصف ثورة، والمجلس الانتقالي يعني ثورة كاملة


 حاورها/ أحمد شوقي أحمد



قد تكون الإشاعات هي المصدر الأول للمعلومات – أو الحقائق – في هذا البلد، وقد تكون الحقائق هيَ المصدر الأوَّل للإشاعات، وقد تكون الإشاعات هيَ الإشاعات، ليس فيها أدنى صدق.. ونظراً للأهمية التي تحظى بها هذه الإشاعات في تكوين المعارف ووجهات النظر آثرنا مواجهتها في هذا الحِوار مع الأخت توكل كرمان القيادية في مجلس شباب الثورة السلمية.



أثارت توكل كثيراً من الجدل خلال الفترة الماضية، كما أنها لمعت كقيادية بارزة في الثورة الشبابية السلمية، وظلَّت محلّ أخذ ورد، وفي هذا الحوار، نتحدَّث عن كثير من النقاط الشائكة: المجلس الانتقالي ما له وما عليه، علاقاتها بالسفارة الأميركيَّة والخارج، خلافها مع الناصريين، ووجهة نظرها حول أخطاء الساحات… الخ، ولقد آثرنا أن يكون الحوار شاملاً حتى وإن أدى ذلك إلى التطويل والإملال، رَغبةً منا – ومنها – في وضع حدٍّ للإشاعات ومناقشة النقاط العالقة مع صاحب الشأن.


 أثار تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من قبل اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الكثير من الجدل.. على أي أساس تم هذا التشكيل؟ 
المجلس الانتقالي هو أحد أهم مؤسسات الثورة التي ظلت المطالبات الشعبية تلح عليه منذ أشهر، الجميع استمع إلى الملايين تهتف بتشكيل المجلس الانتقالي، وقد تم تشكيله من قبل اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة على إثر حوارات استمرت لأشهر توجت بالإعلان الذي جاء في وقته، وكان بمثابة نقطة فارقة ومحطة هامة من محطات الثورة الشبابية أعادت إلى الثورة الزخم الثوري وضخت فيها الحياة وأعادت إلى الشباب زمام المبادرة. 


 من أين اكتسبتم شرعيَّة القيام بهذا؟!
لدى مجلس شباب الثورة شرعية ثورية والجميع يشهد له بأنه فصيل هام في الثورة حتى من قبل الذين انتقدوه وبالغوا في النقد، ويمكن اعتبارها كمبادرة من أحد تيارات الثورة الشبابية، وقد كنا على يقين أنه لو لم نقم بهذه الخطوة فلن يقوم بها أحد وسنبقى نستمع لتوسلات الأحزاب بأن تنتقل السلطة إلى عبد ربه منصور هادي، وهذه إساءة كبيرة للثورة وللتضحيات التي قدمها الثوار، أعتقد أننا وضعنا حداً لها بهذا الإعلان.



وما هي المعايير التي اعتمدتموها في اختيار أعضاء المجلس؟ 
جميع الذين تم اختيارهم جاء على خلفية أنهم يحظون باحترام شعبي وحضور واسع، وقد تمت عملية الاختيار بعيداً عن المحاصصة المناطقية والحزبية والطائفية، على أن تكون شخصيات تحظى برضا شعبي واسع، ومؤمنة بأهداف الثورة الشبابية الشعبية وعلى رأسها مدنية الدولة التي نريد، وبالقضايا المهمة المطروحة في الساحة وعلى رأسها قضيتي الجنوب وصعدة، وأعتقد أن التشكيل كان موفقاً جداً، حيث شهد بذلك الجميع حتى الذين انتقدوا تشكيل المجلس ذهبت انتقاداتهم كلها للقول بأنه لم يتم مشاورتهم وليس لعيب في المجلس أو لقصور في أعضائه. 


 هناك اتهامات بالتهميش من أطراف عديدة، بل إن البعض يقول إن المجلس نفسه لم يحصل على ثلث الأصوات في مجلس شباب الثورة؟
هذا الكلام غير صحيح، لقد تم تكليفي من قبل مجلس شباب الثورة اللجنة التحضيرية، بالإضافة إلى الأستاذ خالد الآنسي وميزار الجنيد بعمل مشاورات مع كافة الأطراف حول تشكيل المجلس الانتقالي منذ أكثر من شهر، وتحديداً بعد مغادرة المخلوع إلى السعودية، وقد أعلنا ذلك في مؤتمر صحفي هام في 8 يونيو نشر في أغلب وسائل الإعلام، بأنه نظراً وللفراغ الكامل في جميع مؤسسات الدولة؛ رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الشورى، ونظراً لأن القوى السياسية لم تقوم بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي منذ أن سقطت شرعية النظام في جمعة الكرامة وبعد انضمام الجيش وحملة الاستقالات الكبيرة من مؤسسات الدولة والسفارات، فإن مجلس شباب الثورة سوف يقوم بالتشاور مع الأطراف السياسية والوطنية في الداخل والخارج من أجل تسمية أعضاء المجلس الرئاسي والانتقالي.

وقد بدأنا فعلاً في التشاور مع معظم الأطراف والقوى والأحزاب السياسية، معارضة الخارج، الجيش، القبائل، الحوثيين، وقد تواصلنا بشكل مكثف مع المشترك وطالبناهم بأن يقوموا بتشكيل المجلس الانتقالي باعتبارهم جزءاً من الثورة وباعتبارهم قوة سياسية معنية بتداول السلطة، جلسنا معهم ومع رئاسة لجنة الحوار الوطني، وحين رآنا المشترك مصرين في مشاوراتنا على مسألة إعلان المجلس، جاء لعندنا الأستاذ محمد قحطان، وأخبرنا بأن نمهلهم عشرة أيام سيحسمون فيها الثورة وسيعلنون المجلس الانتقالي، ما لم فلنعلنه نحن، اشترطنا على قحطان أن يعلن ذلك، وفعلاً أعلن ذلك عبر قناة الجزيرة، بل إنه طلب مهلة لمدة أربعة أيام فقط، ونحن أعطيناهم شهراً كاملا، ولكن للأسف لم يتم حسم الثورة لا ميدانياً ولا سياسياً، بل بدأت الثورة تحتضر، ومن هنا كان علينا أن نعلن عن موقف تاريخي مهما كان الثمن.

طيب وماذا عن البيان الذي نقله موقع “الجزيرة نت” عن تكتلات داخل الساحة وقالت فيه بأنه لا يعبر عن مكونات الثورة بقدر ما يعبر عن الجهة التي صدر عنها الإعلان، إضافةً إلى الاتهام بأنه يفتقر للمسئولية تجاه ثورة شعبية بحجم الوطن – حسب البيان.. ما ردك؟
أيش من بيان، إذا كان من أصدر هذا البيان الذي استهجن عدم التشاور معه، هو ذاته لم يتشاور مع 12 مكوناً أعلن أنه صدر باسمهم، وقد لاحظتم التكتلات التي أنكرت أنها أصدرت البيان، وعلى رأسها أهمها (مدد)، بل ما قيل لي أنه تم توبيخ الشخص الذي كتب البيان ومطالبته بالاعتذار، وحقيقة أن هناك رضا كبير كبير بمعنى الكلمة عن المجلس، وأنت ترى المسيرات التي تجوب جميع الساحات في تعز، صنعاء، عدن، البيضاء، الضالع، الحديدة، كلها مرحبة بالمجلس الرئاسي، بل وحتى الجاليات اليمنية تفاعلت مباشرة، في مصر، أمريكا، الأردن، الهند، بريطانيا، هناك إجماع شعبي على المجلس الرئاسي، ومع ذلك صحيح أن هناك بعض رفاق الثورة زعلانين ربما لأنه لم يتم استشارتهم وربما لأن أسماءهم غير مضمنة في المجلس، فأنا أقول مادام وأنه ليس هناك مآخذ على أعضاء المجلس الرئاسي فإنه لا داعي للزعل والمبالغة في الإساءة منهم، وقد جمعتنا بهم أياماً صعبة من النضال، بحجة أنه لم تتم مشاورتكم، ليس في المجلس أي من أعضاء اللجنة التحضيرية أو مجلس شباب الثورة، وليس هناك انحياز مناطقي أو حزبي أو شخصي فعلام كل هذه الإساءة؟! وهم يعلمون أننا ندفع ثمن تقديم المبادرات الثورية التي اعتدنا أن نقدمها وأن نقدم عليها بجرأة ونزاهة فقط من أجل الدفع بالثورة وليس لأي سبب أو مصلحة شخصية.
يقال إن علي محسن له يد في تشكيل هذا المجلس؟
وهذا فيه رد على من يقول: إننا لم نقوم بالمشاورات اللازمة، نحن قبل أن نعلن عن المجلس وعصر يوم 15 يوليو تحديداً صعدنا إلى الفرقة الأولى، وطلبنا مقابلة علي محسن الأحمر، قلنا له بوضوح أنت مع ثورة الشباب؟ قال نعم، قلنا له عليك أن توفي بالتزاماتك تجاه ثورتنا، قال أكيد، قلنا له علينا أن نحسم الآن قبل غداً.. نريد أن نحسم بإعلان مؤسسات الثورة، سنعلن مجلساً رئاسياً انتقالياً وقبل أي يأتي 17 يوليو، ولا نريد أن نعلنه دون أن نتأكد من أن الجيش المناصر للثورة معنا. 
 رحب بالفكرة وقال: أنا مع الشباب ومع كل قرار تتخذونه، عرضنا عليه أسماء 10 أشخاص، وقلنا له العضو الـ 11 تسميه أنت، فسمى صادق علي سرحان، وفي العصر وأثناء مداولاتنا المستمرة وصل عدد الأعضاء إلى 17 عضواً.. لم يعرف بها علي محسن، هو وفى بالتزامه لنا وأعلن وقوفه مع قرارات الشباب. 

تبادلت الاتهامات مع شقيقك “طارق كرمان” الذي هاجم المجلس واعتبره مثيراً للخلافات وشق الصف وتحدث هو الآخر عن قيام طرف واحد فقط بتشكيل المجلس، ما تعليقك على هذا الموضوع؟
طارق ليس حجة وهي وجهة نظر أعتقد أنها غير صحيحة، والأهم منها أن الجميع يشهد لنا بالتوفيق والنزاهة في الاختيار. 

لماذا استثنيتم وجود الحوثيين والناصريين من المجلس؟ وما صحة ارتباط ذلك بمحاولة استرضاء المملكة العربية السعودية؟
يا أخي كما قلت لك سابقاً، لم تكن هناك أي محاصصة حزبية ولا مناطقية ولا طائفية أثناء مشاوراتنا من أجل الأسماء وإقرار القائمة النهائية منها، خذها مني شباب الثورة يرفضون المحاصصة تماماً كمعيار في تشكيل مؤسسات الثورة سواء المجلس الرئاسي الانتقالي أو المجلس الوطني ما يعرف بالبرلمان الانتقالي، وكذلك في مؤسسات دولتنا القادمة، ولن نرجع إلى الوراء، هذه ثورة كاملة، ومعيار المحاصصة مرفوض مرفوض، وسيظل مرفوضاً من شباب الثورة، على الأقل أثناء الفترة الانتقالية.
 
لكن هذا أغضب الحوثيين والناصريين؟
لا أعتقد أنه أغضب الحوثيين، هو أغضب بعض أنصارهم والمزايدين على الثورة، لقد كانوا أذكياء بتصريحهم حول المجلس الرئاسي قالوا خطوة خطيرة فحسب، ومع ذلك دعني أخبرك ببعض المعلومات حول سير مشاوراتنا مع الحوثيين باعتبارهم أحد القوى الوطنية التي تشاورنا معها من أجل تشكيل المجلس الرئاسي الانتقالي.

كنا قد تشاورنا مع ممثل الحوثيين في صنعاء الأخ علي العماد، وناقشنا معه حول مجلس الرئاسة الانتقالي، وقال: إن الحوثيين مع مجلس رئاسي انتقالي وليس مجلس وطني انتقالي، واقترحنا عليه اسمين يكون أحدهما عضواً في مجلس الرئاسة، قال لنا لا، وأنهم سيختارون واحداً غير معروف، وحين يحين وقت تحديد الأسماء فإنهم سيأتون باسمه في دقائق، وحين طلبنا منه تحديد اسم ممثلهم ليلة المؤتمر الصحفي لم يفعل، ونظراً لأننا مش معتمدين معيار المحاصصة استمرينا في الموضوع دون انتظار، ومع ذلك حين تنظر لقائمة أسماء الأعضاء في مجلس الرئاسة لا يوجد واحد منهم ضد قضية صعدة أو الحوثيين بل إن أغلبهم متحالفون معه وربما مؤيدون له تأييداً مطلقاً، الأمر ذاته بالنسبة للناصريين، لكن دعني أضع هنا تعجباً ليس إلا، كيف أن أستاذاً كبيراً ومناضلاً قديراً مثل الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي لا يعتد بناصريته.

لم تجيبيني عن سؤالي حول السعودية؟ 
السؤال غريب، السعودية لا تريد ثورة ولا نصف ثورة، هي تريد تغيير “صالح” فقط بالانتخابات المبكرة أو في 2013 وبقاء نظامه، وفي أحسن الأحوال ترى أن يتسلم عبدربه منصور السلطة مع بقاء أولاد المخلوع في مناصبهم، والمجلس الرئاسي الانتقالي يعني ثورة كاملة.. وسقوط كامل لنظام “علي صالح.

لماذا لم يحتوِ المجلس الانتقالي الرئاسي على ممثل لشباب الثورة؟
لسبب واحد أن شباب الثورة اتفقوا في البداية أن الثورة عبارة عن مرحلتين وهي مرحلة إسقاط النظام، والمرحلة الثانية المرحلة الانتقالية، شباب الثورة قالوا بأننا سننجز المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية سنراقب عليها ونقوم الأداء فيها، وهذا ما نفعله الآن نحن نعلم جيداً أن أهداف الثورة لا يمكن لها أن تتحقق دون أن تكون هناك مؤسسة وقوى ضامنة للثورة، وهذه المؤسسة هي شباب الثورة ومعهم الآن مختلف القوى التي لا تجد نفسها ممثلة في المجلس وعلى رأسها الحوثيون ومشائخ القبائل، هؤلاء أمامهم مهمة مقدسة وهي البقاء في الشارع والرقابة على أداء المجالس الانتقالية، وعدم السماح بأي اختلال أو انحراف عن تحقيق أهداف الثورة. 

شعبياً.. هناك جدل حاد حول المجلس، وبينما تعارضه أحزاب اليسار داخل المشترك، فإن هناك تأييداً داخل التجمع اليمني للإصلاح.. ألا يثير ذلك الأسئلة حول صحة الشكوك القائلة بوقوف “الإصلاح” وراء هذا التشكيل؟
العكس هو الصحيح، المجلس يحظى بمباركة الإخوة في الحزب الاشتراكي، وقد كنت على تواصل دائم مع الدكتور ياسين سعيد نعمان، وأخذت بالكثير من ملاحظاته، ودعني أعترف أن الإصلاحيين هم الوحيدون الذين لم نستشيرهم من وقت مبكر كما فعلنا مع البقية، خشينا وتوقعنا أن يرفضوا، ففضلنا ألا نسألهم، وحقيقة أنا أشكرهم كما أشكر بقية الأحزاب السياسية والحوثي، حيث إنهم لم يقفوا موقفاً سلبياً من المجلس، هذه محسوبة لهم وهي محل تقدير شباب الثورة. 
طبعاً أنا تعمدت أن أشير إلى أن “الإصلاح” لم يكن من ضمن من استشرناهم، أقول هذا لتعلم كم أنكم في “حديث المدينة” ترجمون بالغيب وتحملون الأشياء أكثر مما تحتمل لاسيما فيما يتعلق بالإصلاح.


لكنك بالإضافة إلى خالد الآنسي من أبرز الوجوه التي أعلنت عن المجلس، وأنتما بنفس الوقت عضوان مهمان داخل “الإصلاح”؟
 لا أنا ولا خالد الآنسي في المجلس الرئاسي، كان عليكم أن تقرؤوا الأمر على هذا النحو، وأن تقدموا التحية لمجلس شباب الثورة، في أنهم لم يختاروا ممثلاً لهم في المجلس الرئاسي وأنهم تصرفوا كما قلت بنزاهة وحيادية كاملة، وإن لم تخني الذاكرة فأنا أظهر وخالد الآنسي في كثير من الفعاليات والمسيرات الثورية، فلماذا هذه المرة يثير ظهورنا الاستغراب!! 

ليست مهمتي تقديم التحايا.. ومن جهة ثانية نحنُ نتحدَّث عن أدوارِكما المحتملة في الكواليس مع صفتكما الحزبية البارزة وهو ما يضع علامة استفهام حول التنوع داخل اللجنة التحضيرية للمجلس والتي رشحت الأسماء..
لست مضطراً لذلك سواءً أكانت من مهمتك أم لا طالما أنت غير راغب أو مقتنع بها، وكما قلت لك: إن دورنا في الكواليس (خالد وميزار وأنا) حسب تكليف اللجنة هو القيام بالتشاور مع القوى السياسية في الداخل والخارج من أجل تشكيل المجلس، أدوارنا تجميعية للملاحظات والاقتراحات والآراء التي طرحتها الجهات التي تواصلنا معها، والحمد لله أعتقد أننا نجحنا في ذلك باحترافية بالغة، كما شهد لنا الجميع، كما أن ما يجمعنا في مجلس الشباب إرادة إسقاط النظام، ولن تكون ثورتنا كاملة إن لم يجمعنا الاستقلال في اتخاذ القرار ورفض البابوية، لا تسأل عن مرجعية الأعضاء في المجلس ولا اللجنة التحضيرية ولا عن خلفياتهم السياسية والمناطقية والطائفية.

هناك أطروحات تتحدَّث عن “عبثيَّة” تشكيل هذا المجلس في ظل وجود نظام “صالح” ولو بشكل محدود، بينما تتحدث أطروحات أخرى أن هذا الإعلان يمثل “قتلاً” لفكرة المجلس، مارأيك؟
هذا المجلس مطلب شعبي وثوري ووطني والجميع ينصحون به، وليس عبثاً بأي حال من الأحوال، لقد جاء في وقته، وكان علينا أن ننقذ الثورة، وهذا ما فعلناه وما سنستمر في فعله، أنا أحمد الله منذ الإعلان على توفيقنا فيه، في اختيار الأسماء وحتى التوقيت وفي كل شيء، هل تعلم عظمة أن نعلن هذا المجلس في 16 يوليو، وقد كانت كل المؤامرات تحاك باليمن وثورته في يوم النكبة يوم 17 يوليو، لقد أسقطنا كل المؤامرات، ولم نسمح للمخلوع أن يستمر يوماً واحداً بعد الثلاثة والثلاثين سنة، لقد أسقطنا مؤامرة احتمال رجوعه، والاحتفالات التي كانت ستقتل الشعب اليمني كمداً وقهراً في اليوم التالي، لقد سقطت مؤامرات عديدة، لقد ردينا لهم الصاع صاعين حين تعمدوا إظهار المخلوع في يوم 7-7، والأهم من ذلك أننا تأخرنا كثيراً في هذا الإعلان، كان علينا أن نعلن عن مجلس الرئاسة الانتقالي بعد جمعة الكرامة، لكن للأسف لم يكن هناك من يتحمل مسؤولية الإعلان، وأن يدفع ثمن هجوم البعض الذين سيشنون عليه الهجوم والإساءة تارة بحجة أنهم لم يستشاروا وتارة أنهم لم يمثلوا وتارات لأن تحالفهم الشبابي ليس هو من أعلن عن المجلس الرئاسي، كل ذلك كنا نتوقعه، لكننا تحملنا مسؤوليتنا الوطنية والتاريخية فأعلنا عن المجلس بتشكيلته الرائعة، وهو إعلان في وقته تماماً وأعتقد أننا لو كنا تأخرنا أكثر لشهدنا حالة احتضار الثورة الشبابية.

هل تستطيعون فعلاً انتزاع السلطة من “فلول” صالح.. وهل تعتقدين أن فكرة إنشاء مجلس انتقالي وطني انتهت بسبب رفض بعض القوى تبني هذا الجنين الذي يصر البعض على أنه “جنين توكل”؟!
دعهم يقولوا ماشاؤوا من يقول ثورة توكل، جنين توكل، مجلس توكل، الحقيقة أن هناك إجماعاً أنه مجلس رئاسي محترم، وما ثمة من أعلن رفضه لهذا المجلس باستثناء اللافتة التي ظهرت في “حديث المدينة” مكتوب عليها لا نريد مجلس توكل العدد الماضي، وأعجب كيف وجدت هذه اللافتة الوحيدة من بين عشرات اللافتات المؤيدة للمجلس طريقها إلى “حديث المدينة” وهي الصحيفة المعروفة بمهنيتها، أرجو أن يكون ذلك حدثاً عابراً !!
وبعدين أيش السلطة التي سوف ننتزعها، اليمن كلها بيد الثوار، حتى صنعاء نصفها بيد الثوار، ألا تعتقد أن حضرموت أو مأرب أو تعز أو البيضاء أو تهامة أو أو أو قادرة على أن تكون أرضية للمجلس الرئاسي، ألا تعتقد أن نصف صنعاء يستطيع من خلالها المجلس الرئاسي أن يمارس مهامه، هل معقول أننا مش قادرين نقبض على العصابة اللي في القصر الجمهوري، عموما تأكد أخي الكريم بمجرد أن يبدأ المجلس الرئاسي الانتقالي مهامه، فإنه سيستطيع القبض على عصابة “صالح” المتمركزة في القصر، أحمد علي وطارق ويحيى وعمار أطفال فعلاً أطفال، لكن للأسف أن المشترك معطيهم أكبر من حجمهم.

ملاحظة بسيطة: ليست وحيدة ولدينا صُوَر أخرى لشبيهات بها، المسألة الثانية أن الواقع يقول إن هناك اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين من المتظاهرين في المسيرة الواحدة بسبب المجلس، ناهيك عن أن الفقرة لم تكن ذات طبيعة خبرية حتى ننقل وجهة نظرك..
هذا شأنكم عزيزي، وإذا رأيتم أنها لا تقدح في مهنية صحيفة بحجم “حديث المدينة” فهذا عائد لكم، فقط أدعوك لأن تعيد قراءة “حديث المدينة” العدد الماضي، وعليك أن تنتبه إلى أن مجلس الشباب في تعز هو من دعا للمسيرة، وأنا على اطلاع أن عشرات اللافتات رحبت بالمجلس الانتقالي ودعت إلى تأييده وأعتقد أن اللافتات التي قالت إن المجلس مجلس توكل تم حشرها في المسيرة في غير موضعها، وأنا ضد تقطيع اللافتات أو حدوث اشتباكات بين الثوار، وعلى كل حال هذا ليس مجلس توكل وليس أي من تلك الشخصيات تابع لتوكل أو موظف معها، جميعهم رموز وطنية ونخب معروفة.

طيب.. من خلال النشاط الكثيف والترويج للمجلس الانتقالي وما يتبع ذلك من تكاليف توحي بتوفر الإمكانيات.. هل هناك دعم مادي/ سياسي/ إعلامي يتلقاه المجلس.. وممن؟!
ما نحتاجه أكثر بكثير مما ترونه الآن، ونحن في مجلس شباب الثورة نحظى بدعم بسيط ومحدود، ونعتمد على الجهود الطوعية لأعضاء المجلس ولجانها التحضيرية في المحافظات كثيراً، وأنا أثق بأن مجلس شباب الثورة سيكون الحامل والحامي والضامن لثورة الشباب، وسيحظى بدعم الجميع في الموقف والرؤية ومادياً وسياسياً وإعلامياً، وعلى فكرة نطالبك في “حديث المدينة” يكون لك دور كبير في الحشد الإعلامي لكلا المجلسين: مجلس شباب الثورة، والمجلس الرئاسي الانتقالي. 

بما أن هناك ثقة بقدرة هذا المجلس، هل ستتمكنون من توفير الخدمات والرواتب والحاجات الأساسية للمواطنين؟!
سنستعيد الوطن بأكمله، يا أخي مش خدمات ورواتب فقط!، هل سمعت بأن الاتحاد الأوروبي طالب المشترك قبل اليومين بالمجلس الانتقالي، يا أخي اللحظات التاريخية تحتاج قراراً وموقفاً، اتخذ القرار ولا تلتفت للمعيقات، نعم سيستطيع المجلس الرئاسي الانتقالي توفير كل شيء، وستوفر مؤسسات الثورة اليمنية لليمنيين حياة كريمة ومستقبلاً أفضل. 

بعض الأسماء التي تم تضمينها في تشكيلة المجلس أعلنت عدم معرفتها به، وشخصيات أخرى قد لا تعود إلى أرض الوطن لممارسة مهامها كما طلبتم في بيان التشكيل.. هل من تفسير لهذه الإرباكات؟
هذا صحيح نحن تشاورنا مع معظم من وردت أسماؤهم في المجلس، والبعض سمع باسمه عبر وسائل الإعلام، نظرا لثقتنا به ولكونه رمزاً وطنياً سيتحمل هذه المسؤولية بكل كفاءة واقتدار، ونحن كلفنا الجميع، وكنا نعني ما نقول ونحن نقول تكليف شباب الثورة، وكنا كذلك نعني ما نقول بأننا نحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية في حال أي تقاعس أو خذلان، وحقيقة هؤلاء كبار، ويعلمون أهمية هذه اللحظة التاريخية وخطورة التخلي عن مهمة وطنية كبيرة في هذه المرحلة، ولقد كانوا جميعاً قدر المسؤولية وقدر ثقة شباب الثورة، ولهذا لم يعتذر أحد منهم. أما من هم خارج الوطن، هم ستة فقط، ونحن حقيقة نفضل أن يبقوا خارج الوطن، وأن يعود شخص أو شخصان منهم، لكن مهم أن يبقوا خارج الوطن كي يقوموا بمهامهم المتعلقة بالتواصل الخارجي بشكل جيد.

وكيف ومتى سيجتمعون.. ؟ 
قريباً جداً إن شاء الله، نحن نعمل على ذلك بكل جد، ودون أن أكشف عن التفاصيل.

بعد تشكيلكم للمجلس الانتقالي بيوم أعلن المشترك عن تشكيله للمجلس الوطني، هل سنصبح على مجلسي حكم انتقالي في اليمن؟ وأيهما سينجح؟ وبصفتك عضوة في “الإصلاح”.. إلى أي الجهات سيميل بنظرك؟
المشترك سمى مجلسه بالمجلس الوطني للقوى الثورية، ومن يقرأ مشروعه يرى أنه عبارة عن لجنة تنظيمية موسعة مهمتها تنظيم المسيرات والتظاهرات، ولا شأن لها بالمجلس الوطني الانتقالي، وما يعنيه من برلمان انتقالي معني بالرقابة والتشريع هذه كل الحكاية.

طيب.. هاجمتم المجلس الوطني المشكل من قبل المعارضة على لسان المحامي خالد الآنسي الذي وصف تشكيله بالخرق من قبل المعارضة لالتزاماتها تجاه الثورة، هل انقطعت الصلة مع أحزاب المشترك؟ وهل سيحدث تعاون بين المجلسين؟ والأهم: في الوقت الذي تشكك فيه تكتلات في الساحة في شرعيَّتكم، هل من حقكم الوصاية على تشكيل المجلس الانتقالي ومنع الآخرين من لعب أدوار في هذا المجال؟
نعم حين قرأنا عنه في الصحف ظننا أنه مجلس وطني انتقالي، واعتبرناه مجلس ضرار، وأنهم يريدون أن يلتفوا على المجلس الرئاسي الانتقالي، لكن حين وصلنا المشروع مكتوباً وجدناه والحمد لله أهون من ذلك، بإمكانك أن تقول تمخض المشترك فولد فأراً، يعني كما قلت لك مشروع معني بتجميع بعض مكونات الثورة لكي تقرر توسيع المسيرات والمظاهرات خارج الخطوط الخضراء.

يعني إذا هو مجلس وطني، تعتبرونه مجلس ضرار، وإذا هو مجلس ثوري قلتم تمخض المشترك فولد فأراً؟
المشترك معني أن ينظر إلى المرحلة التي نحن فيها الآن مرحلة انتقالية، معني بأن يعترف أولاً ويسند المجلس الرئاسي الانتقالي الذي أعلنا عنه بحيث يكمل مهام القبض على العصابة، ويدير الدولة خلال الفترة الانتقالية، ومن ثم هو معني كذلك بمساندة جهود الشباب في تشكيل مجلس وطني انتقالي يقوم بالرقابة والتشريع، وغير ذلك فهو استهلاك وزيادة تضييع للوقت ومحاولة لاحتواء الثوار وقتل الثورة من جديد. 

طيب هل ستشاركون في المجلس الوطني الثوري؟ 
مجلس شباب الثورة لن يشارك في هذا المجلس، ولن يتعامل معه ايجابياً، حتى تعترف أحزاب اللقاء المشترك بالمجلس الرئاسي الانتقالي كممثل شرعي ووحيد للثورة اليمنية وللدولة في المرحلة الانتقالية في الداخل والخارج. 
الثورة وتداخلاتها

هناك اتهامات من قوى وأفراد وخصوم في الساحة للتجمع اليمني للإصلاح بعرقلة الثورة.. ما رأيك بهذه الاتهامات؟!
“الإصلاح” شريك أساسي للثورة، وقد أضاف لها وضحى في سبيلها الكثير، هناك أخطاء كثيرة وقع فيها في إدارة منصات الثورة ولجان النظام وأكثر هذه الأخطاء وقعت في ساحة التغيير بصنعاء، ويتحمل “الإصلاح” النصيب الأوفر منها، لكن صدقني أن كل الأخطاء التي وقع فيها “الإصلاح” وقع فيها بتفويض ورضا تام من أحزاب المشترك.

يدور الحديث عن وجود تيارين داخل “الإصلاح” يتلقيان الدعم من دولتين إقليميتين وأنتِ متهمة بأنك تنتمين لأحدهما، وأنَّكِ تتلقين الدعم من إحدى هاتين الدولتين.. بماذا تردين؟
لا أدري شيئاً عن تلك الأجنحة ولا عن تلك الدول، أنا نسيت في هذه الثورة انتمائي الحزبي والمناطقي وكل شيء، أنا منتمية للثورة فقط، الثورة حدث عظيم فوق كل اعتبار.

هناك حديث عن أخطاء تنظيمية في الساحات إضافة إلى اتهامات بمحاولة صبغ الثورة بصباغ “إخواني”.. ما ردك؟
قلت لك هناك أخطاء أناهضها دائما بصوت عالٍ، ولسوء حظ “الإصلاح” أنه يتحمل النصيب الأوفر من تلك الأخطاء، وإن كان ما يحدث هو بتوافق جميع الأحزاب وبتفويض من المشترك له. 

قبل شهور.. قامت اللجنة الأمنية لساحة التغيير وعناصر الفرقة الأولى مدرع بالاعتداء على مجموعة من ناشطات الساحة اللاتي كنَّ يقمن بمظاهرة للتنديد بتصريحات “صالح” حول الاختلاط في شارع الستين.. ورغم أنك ناشطة نسائية وحقوقية؛ لم تقولي شيئاً بخصوص ذلك.. لماذا؟!
لقد أدنت هذه الحادثة بوضوح في صفحتي على الفيس بوك، وفي اتصالي ورسائلي لللناشطات، وصعدت على المنصة أكثر من خمس مرات أعلنت فيه إدانتي الكاملة لها، وصغنا بياناً من اللجنة التنظيمية ضد ما حدث حين كنت عضوة فيها، وشكلنا لجنة تحقيق في الحادث، كان موقفي واضحاً لا مواربة فيه.

أيضاً تم الاعتداء على بعض الشباب في الساحات، وبعض الناشطين البارزين كعبد الكريم الخيواني وآخرين.. كيف تقرأين هذا..؟ ولماذا تتكرر الأخطاء برأيك؟!
أنا أرفض أي انتهاك يتعرض له أي شخص وأناهضه بصوت عالٍ، وحقيقة لم أعلم بما حدث لعبد الكريم إلا بعد أن سمعت اعتذار الفرقة الأولى مدرع في بيان رسمي للشباب من على منصة الثورة. 

 
ما رأيك حول ما يتردد عن الأدوار المعرقلة للثورة من أطراف إقليمية؟
نعم هناك أدوار معرقلة حقيقية، لكني حقيقة لا أحملها المسؤولية، لقد عملت السعودية المستحيل في مصر كي تمنع مبارك من التنحي ولم تنجح، حاولت إسرائيل وقبلها أمريكا كذلك أن تنقذ مباركهم حليفهم وعميلهم البارز ولم تنجحا، لا شيء يقف أمام إرادة الشعوب، نحن مشكلتنا أنه لازالت إرادة شعبنا مكبلة، لسبب واحد وهي أن أحزاب اللقاء المشترك لازالت تؤمن بالمبادرة الخليجية كمخرج وحيد لليمن في هذه المرحلة.

الشيخ عبدالمجيد الزنداني شن هجوماً شديداً على الدولة المدنية ومؤيديها، بصفتك أحد هؤلاء، بماذا تعلقين على كلام الشيخ؟ 
يقال إنه قال إن حكم الشعب بالشعب كفر، وإن على المتحدثين عن الشرعية الثورية أن يراجعوا إيمانهم، وإننا لا نريد دولة مدنية فنحنُ لسنا كفاراً، أنا حقيقة لم أستمع له يقول هذا، وإن كنت أتوقع منه ذلك، أنا أخالفه الرأي فأنا أؤمن بأهمية الدولة المدنية وأناضل من أجل تحقيقها كاملة الأوصاف والتفاصيل، وأرى أن الدولة المدنية في حقيقتها انتصار لجوهر رسالة الأديان. 

وبصفتك عضو مجلس شورى الإصلاح، ما رأي التجمع بهذه التصريحات، وهل هناك موقف يراد اتخاذه إزاء هذه الأطروحات؟! 
 أنا أنتمي إلى الثورة ولا أشعر بأي انتماء حزبي، الثورة كما قلت لك حدث عظيم يجعلنا لا نشعر بما عداه، ومع ذلك فأنا أعتقد أن “الإصلاح” كحزب والغالبية الساحقة من الإصلاحيين تريد الدولة المدنية كما يريدها بقية الأحزاب سواء بسواء.

تجري حالياً حروب بين الحوثيين والإصلاحيين في الجوف، ما السبب في هذه الحروب؟
ولماذا يتفجر الصراع بين شركاء الثورة؟ هل هناك صراع نفوذ بين أطراف محلية تقوم به بالوكالة لصالح أطراف إقليمية؟!
لا أعتقد أن هناك حروباً بالوكالة لأطراف إقليمية، وما يحدث بالجوف حروب مؤسفة بين شركاء الثورة، وأدعوهم للتوقف فوراً.

لماذا يعمل “الإصلاح” على تجيير الخطاب الإعلامي للقول بأن الصراع في الجوف يجري بين “المتمردين الحوثيين” و”شباب الثورة”، هل الحوثيون ليسوا من شباب الثورة؟ أم أن شباب الثورة هم شباب “الإصلاح” فقط؟ أم أنَّ “الإصلاح” يتعامل مع الحوثيين كجماعة متمردة لا شريكة؟!
أنا أرجو من الإخوة الإصلاحيين والحوثيين أن يتعاملوا كرفاق ثورة وكشركاء في الثورة الشبابية الشعبية، وأحملهم المسؤولية ذاتها في أي صراع مسلح ثنائي ينشأ بينهما، أناشدهم بحق إخوة الدين والوطن، وبحق الزمالة والرفقة الثورية أن يوفوا بالتزاماتهم وتعهداتهم تجاه الثورة.

ما رأيك بما يحدث الآن في تعز من صراع مُسلَّح، وهل أنتِ مع خيار الحسم العسكري؟
ما يحدث في تعز هو حالة من الدفاع المشروع عن النفس، لكن أنا أنحاز إلى النضال السلمي وإلى مواجهة الرصاص بالصدور والورود فقط.

هل تخافين على مستقبل تعز المدني، وما هي رؤيتك لمستقبل الصراع في تعز في ظل رؤيتك لمستقبل الصراع في اليمن ككل؟
أنا مطمئنة إلى أن تعز ستبقى حاضرة المدائن وستبقى مدنية لا يعكر صفو مدنيتها شيء.
توكل والآخر:

أنتِ متهمة بالإساءة للناصريين ووصفهم بأنهم “حزب مجهري، لا وزن له”.. ما صحة ذلك؟!
أنا أعتز بالناصريين وبتنظيمهم كحزب نضالي وكمناضلين كان لهم شرف السبق في النضال ضد نظام علي عبدالله صالح قبل عقود من ثورة الشباب، وتقديم التضحيات والشهداء ولطالما فاخرت بهم وسأبقى. 

لماذا أسأت للشركاء، وألا ترين أن هذا الاستخفاف منك وأنتِ قيادية في “الإصلاح” يعني أن هناك تبنياً للفكرة داخل الحزب؟ 
لدي من الشجاعة ما يجعلني أقدم الاعتذار إن أسأت للرفاق في التنظيم، لكن ما ثمة شيء موثق حول أي إساءة، هي كانت نوعاً من الدردشة والمناكفة عبر الفيس بوك مع أحد الزملاء ثم لم تستمر لدقائق ومسحتها، كنت مستاءة من موقف المشترك فأخذ أحد الزملاء يثني على المشترك، ويشيد بموقف الناصري، فقلت له بأن حزبه مجهري ثم مسحتها على الفور، لكن للأسف أنه راح ينشرها ويعيد نشرها عند كل أصدقائه، وأنا هنا أعتذر للرفاق في التنظيم وكذلك في الحزب الاشتراكي على إساءة مماثلة ولإخواني في الإصلاح كذلك، وأنا على ثقة أنهم سوف يتفهمون ذلك. لكنني ألوم الأحزاب بشكل عام على موقفهم المتراخي والمتهاون تجاه حسم الثورة. وهذا اللوم لا يفسد للود قضية. 
ومرة أخرى أؤكد لك بأني لست ممثلة لحزب “الإصلاح”، ولست مرتبطة بما يتخذه من مواقف، أنا اتخذ مواقفي بناء على قناعاتي الخاصة دون الرجوع لأحد، وأعتقد أن سؤالك حول أن “الإصلاح” يفكر بهذه الطريقة ضد الناصري، فيه إساءة لشريككم في الثورة، وأعتقد أن الإخوة في قيادة المشترك قد تجاوزوا كثيراً مرحلة الشك هذه. 

يتهمونك بالنرجسيَّة والغرور.. والبعض يتحدَّث عن مواقف يدلل بها على اتهامه، كصعودك إلى المنصة وحديثك إلى شباب الساحة بالقول (شعبي العزيز)؟
أنا أتفاخر بهذا الشعب العظيم الذي صنع أعظم ثورة في التاريخ برغم شحة الإمكانات وبرغم التآمر الإقليمي والدولي، وبالمناسبة لو كل شخص نظر إلى اليمنيين بأنهم شعبه العزيز لشعر بمسؤوليته تجاههم، وبالتالي لو قلتها لما شعرت بالحرج من ذلك، لكن تعرف ايش حكاية “شعبي العزيز” هذه؟

ما هي … ؟
 هذه قصيدة لأحد شباب الثورة دائماً ما كنت ألقيها في المنصة في كل هجوم تتعرض له ساحة التغيير أو أي ساحة أخرى، تقول:
 لن يرهب شعبي بلطجة … لن يرهبنا صوت المدفع 
فالشعب يناهض طاغية … والشعب اليمني قد أجمع 
 قالوا توكل تقول “شعبي العزيز”، ومع أني لم أقلها يوماً، إلا أني لا أمانع أبداً من قولها في الأيام القادمة، وأدعو كل مواطن يمني يشعر بمسؤولية تجاه بلده أن ينادي هذا الشعب العظيم بشعبي العزيز، وأن يتحمل مسؤوليته الجماعية تجاهه.

حسناً وماذا عن تهديدك لأحد الشباب المشرفين على المنصَّة بـ(قصقصة ريشه) ومواقف أخرى.. ما صحة ذلك، وما ردك؟ 
والله أنا أتعجب على حجم الإشاعة التي أحاطت بي خلال الثورة، عموماً أؤكد لك تأكيداً قاطعاً لا لبس فيه، بأني لم أهدد أحداً بقصقصة ريشه، من أخبرك بذلك فهو إما كاذب أو لم يكن دقيقاً في النقل.

(الزحف) إلى رئاسة الوزراء في الأربعاء الدامي أسفر عن سقوط 14 شخصاً على الأقل، وأطراف كثيرة حملتك المسئولية، وعلقت على رقبتك تلك الأرواح التي أزهقت.. من المسئول.. ومن المخطئ: أنتِ أم غيرك.. من، ولماذا؟!
أخشى أن هؤلاء لا يعلمون معنى أن يكون هناك نضال سلمي بتضحيات، مسيرة الأربعاء الأسطورية لا تتكرر، وسيذكرها التاريخ كأحد أهم المسيرات الأسطورية في تاريخ النضال السلمي لمدة ستة ساعات كاملة، كنا هناك نواجه البلاطجة والأمن المركزي والحرس الجمهوري واللواء الرابع، ووصلنا إلى بوابة مجلس الوزراء ورفعنا الأعلام على الأسوار برغم الغدر والخذلان الذي قوبلت به المسيرة من قبل المنصة واللجنة التنظيمية، والأربعة عشر شهيداً والألف جريح دماؤهم كلها في رقبة المخلوع “صالح” ونظامه هم وحدهم المسؤولون عنها! 

هل صحيح أنك تركتِ الشباب في رئاسة الوزراء وعدتِ إلى الساحة… ؟ 
هذا أيضاً غير صحيح وتجنٍ كبير، أنا فعلاً عدت لساحة التغيير، طلبت المدد من الساحة للثوار أمام رئاسة الوزراء، وقد كنت مستهدفة فعلاً ذلك الوقت، وما إن وصلت بالمدد للشباب، حتى تمدد أمامي الشباب ومنعوني من استمرار التقدم وقالوا لي دوسي علينا، فأنت اليوم مستهدفة ووالله لن تستشهدي أمامنا، وأدخلوني سيارة إسعاف أعادتني إلى الساحة، وبعد ذلك عدت للمرة الثالثة إلى الشباب، لكن وحدي مع أحد الثوار ودون أن يعرف أحداً، حتى أقرب الناس لي والذين كانوا معي أثناء الزحف زوجي وأخي خالد وصديقتي بشرى، لم يعلم أحداً أني هناك ومكثت مع الثوار تحت الرصاص والغازات حتى الساعة العاشرة مساء، وتعرضت للضرب والإيذاء من قبل بعض البلاطجة الذين وقعت في أيديهم، وكدت أتعرض للاختطاف لولا أن الشباب أنقذوني بأعجوبة، ولم أعد إلى الساحة إلا شبه محمولة ومتنكرة بزي آخر.

تسبب هذا بحملة شرسة عليك من مختلف الأطراف بمن فيهم قواعد “الإصلاح”، برأيك: لماذا تلك الحملة ضدَّك، وهل صراع الأقطاب هو السبب فيها؟ ولماذا لم تتشاور توكل مع بقية الأطراف قبل الدعوة للزحف وسقوط أكثر من عشرة شهداء؟
نعم صحيح، ولا أريد أن أفشي سر تعمد الأحزاب ولجنتهم التنظيمية إفشال مسيرة الأربعاء الأسطورية، ربما يكشف التاريخ عن ذلك، لكن الجميع بعد ذلك قالوا يا ليتنا زحفنا معها، وأنا هنا لا أحمل على رفاق الثورة أي ضغينة، ولا أملك إلا أن أعفو عنهم.

تتعمد قناة “الجزيرة” إبراز توكل كرمان بشكل واضح؛ خلافاً للقنوات الإخبارية الأخرى.. برأيك هل هذا الأمر بريء؟!
“الجزيرة” لا تفعل ذلك لوجه الله، ولدي حضور في كافة القنوات، لكن “الجزيرة” أكثر اهتماماً بالثورة اليمنية، ولا أريد أن أثني على نفسي، هناك العشرات والمئات من الشباب يظهرون في “الجزيرة” كأبطال وثوار مع أنهم لم يشاركوا في مسيرة واحدة أثناء إشعال الثورة في شهرها الأول، وأنا هنا أبدي تضامني وأسفي على ما تتعرض له “الجزيرة” من إساءة من قبل بعض الزملاء والصحف ومنهم محررو “حديث المدينة” مع أنها المناصر الأول للثورة اليمنية وقد تعرضت للكثير من الأذى في سبيل ذلك.

ما دور شقيقتك “صفاء كرمان” التي تعمل في قناة “الجزيرة” بمكتبها الرئيس بالدوحة في ذلك؟ وماذا عن التحليلات التي تتحدث عن هذا بصفته جزءاً من الدعم لـ “شخص” توكل من قبل بعض الأطراف، إضافةً إلى الروابط الآيديولوجيَّة التي تجمعك بالمشرفين على القناة، والتي تؤخذ على قناة من منتقديها بوصفها متحدثة باسم الإخوان المسلمين في العالم؟
أرفض أن يقال عن “الجزيرة” أي قدح وأعد ذلك تنكراً وجحوداً لدورها البارز في إذكاء ثورة الشباب العربي من تونس إلى مصر واليمن وسوريا وليبيا، وأعتقد أن من يقومون بذلك يفتقرون إلى الحس الثوري والقومي والوطني في آن، وبالمناسبة أنا لا أظهر في “الجزيرة” أنا أظهر في أغلب القنوات العربية والعالمية، وكذلك في الصحف العالمية النيورك تايمز والواشنطن بوست والجارديان والليموند، وأظهر في الجزيرة والعربية والحرة منذ خمسة أعوام وليس من الآن فقط، وصفاء تعمل في “الجزيرة” كمحررة أخبار من قبل الثورة اليمنية، أعتقد من منتصف 2010.

ما الذي يربط توكل كرمان بالسفارة الأميركية، وهل صحيح أن هناك روابط وثيقة بها، وماذا عما تم تناقله من اتهام شقيقك “طارق” لك بالعمالة لـ “CIA”؟!
تربطني بالمنظمات الأمريكية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان علاقات وطيدة واستراتيجية، كما أن لدي علاقات واسعة مع السفارة الأمريكية والخارجية الأمريكية، وكذلك مع معظم دول الاتحاد الأوروبي، والعربية كذلك، وجميع العاملين فيها، وهي علاقة تقوم على الندية وليس على التبعية.
بالنسبة لطارق لا أعتقد أنه اتهمني بهذا الاتهام، ومع ذلك لن تجروني للحديث عن طارق أو الرد عليه، لكن صراحة أعجب كيف أصبح أخي الحبيب طارق حجة لديكم !!


ما قصة الجائزة التي قلت إنك حصلت عليها من مجلة تايم بعد فوزك ضمن قائمة المائة الأكثر تأثيراً في العالم، ومن ثم تكذيب بعض وسائل الإعلام للخَبَر؟ ولماذا لم تنشر اعتذاراً عن وجود خطأ في نقل المعلومات إن كان ذلك قد حدث فعلاً؟!
لا يوجد خطأ، حصلت على الترتيب الثالث عشر بين قائمة المائة الأكثر تأثيراً في العالم وفق استفتاء قراء التايم، وحصل أبو عزيزي على المرتبة أعتقد السبعة عشرة أو الحادية عشرة لا أذكر، وقد أعلنت التايم عن النتيجة في 14 أبريل، في تحقيق صحفي وفي فيلم نشرته في موقعها الالكتروني، وبإمكانك الدخول على صفحة مجلة التايم لتشاهده، وقد نشر الخبر في معظم وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية وأولها الـ”سي إن إن”، وبالمناسبة في قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم حسب تصويت قراء التايم لم يكن متواجداً في هذه القائمة لم يكن متواجداً لا وائل غنيم ولا العولقي، ولكن اللبس حصل حين أعلنت التايم بعد أسبوعين تقريباً عن نتيجة الفائزين حسب تقييم محرري التايم، والتي كان فيها وائل غنيم والعولقي، أي أن مجلة التايم الأمريكية أعلنت واحتفت بنوعين من الفوز في قائمة أكثر عشرين شخصية تأثيراً في العالم، الأولى حسب تصويت قراء التايم، والثانية حسب تقييم المحررين، أنا وأبو عزيزي فزنا في قائمة قراء التايم، ووائل والعولقي فازا في قائمة المحررين هذا هو الموضوع ببساطة.

طيب لماذا لم توضحي ذلك في بيان؟
لسبب واحد لأني لا أريد أن أقول لا والله فزت في القائمة، وها حتى شوفوا الخبر وشوفيلم، واقرأوا المقالات بالانجليزي، وأمانتكم روحوا ابحثوا في الجوجل، أصلاً أنا كنت معارضة نشر الخبر، ونشرته سكرتيرة المنظمة دون علمي، لأنها في كل مرة تستشيرني بنشر أخبار من هذا النوع ارفض، وسأقول لك معلومة مرتبطة ربما بشخصيتي، وستكون غريبة جدا عليك وعلى القارئ، حقيقة أنا أشعر بخجل شديد حين يتم تكريمي .. لا أدري لماذا..؟ 

لقد حصلت على عديد من الجوائز والألقاب الدولية لم تعرف الصحافة اليمنية عنها شيئاً، وعلى رأسها حين اختارتني “مراسلون بلا حدود” كإحدى سبع نساء أحدثن تغييراً على مستوى العالم، هل سمعتم عن هذا الأمر في 2009؟
لم تعرفوه إلا من السيرة الذاتية، نفس الأمر حين حصلت على المرتبة الأولى ضمن أكثر النساء ثورية على مر التاريخ حسب تصنيف التايم نفسها في يوم المرأة العالمي في 2011، وكذلك ضمن 500 أقوى شخصية في العالم، هل تعلم كذلك أني أخيراً حصلت على جائزة دولية من مؤسسة ألمانية قبل ثلاثة أشهر ما رحتش حتى استلمها ولا حافظة اسمها حتى، حتى حين كرمتني السفارة الأمريكية بجائزة الشجاعة، كنت أشعر بالحرج الشديد؛ لأن هناك من هن أكثر مني استحقاقاً، وبإمكانك تلاحظ ذلك على الصور، وكثيراً ما يغضب مني أهلي وصديقاتي وفريق المنظمة ونشطاء بلا قيود حين يعرفوا هذه الأخبار من أشخاص غيري. 

هنيئاً لك كلَّ الجوائز.. وأنا مع حق أهلك في أن يعرفوا بأخبار الفوز منك.. ومع حقنا في أن نعرفها من سكرتارية المنظمة.
شكراً لك.. لم أفصح عن هذا لكي تهنئني بها، ذكرت ذلك فقط لكي يفهم بعض الذين انزعجوا من خبر التايم أنني لا أهتم كثيراً لهذه الأمور، كما أنني لا أعتقد بأن سكرتارية المنظمة ستكرر نشر هذه الأخبار، فقد انصدمت من رد الفعل، وشعرت بأنها جت تكحلها عمتها.

بعض الشباب من أعضاء المشترك يقولون بأنكِ دعوتيهم للاستقالة من أحزابهم.. هل هذا صحيح؟ وكيف تطلبين منهم الاستقالة فيما أنتِ عضوة بارزة في الإصلاح، ولم تقدمي استقالتك؟
لم أطلب من أحد أن يستقيل من حزبه ليس لدي أي موقف سلبي من الحزبية، أنا أدافع عن الحقوق الديمقراطية وأدعو إليها ولا يمكن أن أطلب من الناس أن يستقيلوا عن أحزابهم سيكون ذلك ارتداداً عن القيم المدنية التي أؤمن بها!

ثمة أحاديثٌ عن عقدك للقاءات في السفارة الأميركية بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الأميركي، وقيل أنك التقيت بقادة بارزين في الحزب الحاكم بعضهم متهمون من أوساط داخل الشباب بممارسة أعمال قتل وبلطجة بحق شباب الثورة.. ما صحَّة ذلك، وهل من رد؟ 
أنا دائماً أشارك في احتفالات الأمريكيين بعيدهم الوطني وأعده عيداً عالمياً، وليس صحيحاً أنني التقيت أياً من أعضاء الحزب الحاكم.

بعض الشباب تحدثوا لي عن استلامك لمبلغ 30 مليون ريال باسم اللجنة التنظيمية للثورة، ويقولون ِ زعمت أنك استلمتها بصفة شخصية، ما صحَّة هذه المزاعم..؟
وكيف يمكن التحقق من أن هذه الأموال ذهبت لصالح الثورة بشكل حقيقي (إذا كان ادعاؤهم صحيحاً).
أول مرة أسمع هذه التهمة ومع ذلك هي محظ أكاذيب وافتراءات، والحمد لله أني أحظى بثقة كبيرة جداً من الناس في الداخل والخارج، وإذا احتجت أي شيء، باتصال شخصي مني استطيع توفيره، أي أني لا أحتاج لا للجنة التنظيمية ولا لغيرها في أي شيء أريد.
 ومن جهة أخرى أنا لا أعلم أن اللجنة التنظيمية تستلم مبالغ، ولماذا تستلم وما هي أنشطتها الثورية لكي تستلم مبالغ، هي لديها مهمة وحيدة فقط وهي تسمية الجمع، ولا أعتقد أنها محتاجة لمبالغ لهذه المهمة!! 

هل تسعى توكل لتصبح بلقيس الجديدة.. ولماذا تُتهم بلقيس هذه المرَّة بالديكتاتورية بعد أن كانت مثالاً للديمقراطية؟!
أنا أدعو كل يمنية لأن تكون بداخلها بلقيس وأروى وشجرة الدر وأمنا خديجة وخولة ونسيبة وسمية والخنساء وبناظير بوتو وجميلة بوحيرد وكوندليزا رايس وهيليري كلينتون وانجيلا ميركل، على المرأة أن تكون ذات شأن هام وفاعل في الحياة العامة، كي يحلق وطننا بجناحين نحو آفاق رحبة.
أما وصفي بالديكتاتورية فلن أدافع عن نفسي، لكني أعجب منه كثيراً، فكيف يتم وصف أحد ليس مسؤولاً عاماً بالديكتاتورية، وفيما يتعلق بالثورة حقيقة لدي نصيحة ذهبية من جيفارا بأن لا نستمع لمثبطي الثورات. 

هناك خلاف حول تاريخ الثورة، البعض يقول 15 يناير في التظاهرات التي نفذها طلاب جامعة صنعاء، وآخرون يقولون 3 فبراير أثناء خروج المشترك، وفريق ثالث يقول 11 فبراير في أوَّل اعتصام متواصل للمطالبة بسقوط النظام في تعز، وفريق أخير يقول في 18 فبراير في أول اعتصام متواصل للمطالبة بسقوط النظام في صنعاء.. من تؤيدين؟
والبعض يقول في مايو عام 2007 حين انطلقت اعتصامات ساحات الحرية بصنعاء، وفي 14 أكتوبر 2007 حين بدأت مظاهرات الحراك منطلقة من منصة ردفان، لكن أنا أعتقد أنها في 15 يناير و16 يناير، ولا يمكن أن نفصل هذين اليومين، لأن في 15 يناير خرج مجموعة رائعة من طلبة كلية الإعلام في مسيرة رمزية من جامعة صنعاء إلى السفارة التونسية وهم يحتفلون بهروب بن علي ((يابو عزيزي يا مغوار .. احنا معاك على خط النار .. ضد الحكام الأشرار )) ويوم 16 يناير انطلقت مسيرة تتجاوز عشرة آلاف شخص من أمام بوابة جامعة صنعاء تهتف ((الشعب يريد إسقاط النظام )) وتغني: (( إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر )).

لديك ثلاثة أولاد.. ماذا يقولون لكِ كلَّ يوم، وماذا تقولين لهم؟
هذه الأيام يبكون يومياً… يقولون لي هذا رمضان بيكون “أخس” رمضان، نشتي نأكل من يدك، طفشنا من بيت جدو، مشتاقين لبيتنا وغرفنا، لازم نروح.

إيش تقولي لهم.. !
اممممم ايش أقول لهم، سؤال صعب، لكني أغالطهم .. أقول لهم اشتقت إليكم كثيراً، وأنا متأكدة أنكم بتضبحوا مني بعد الثورة لما اجلس بالبيت 24 ساعة أتابعكم وأصيح فوقكم ليش ما تأكلوش، ليش ما تذاكروش، ليش ماتنظفوش، ليش ليش ليش، سأتفرغ لكم تماماً، ويااااويلكم مني، وبعدين بتدعو الله بثورة ثانية تسكهكم مني، ثم نلعب قليلاً في الخيمة ونضحك ويروحوا مغلوبين على أمرهم!
 
وماذا عن أبو العيال؟
هكذا أنت أيها الرفيق كبير دوماً.. وقدر الكبير بأن يظل كبيراً 

 
كلمة أخيرة؟
تعبتني بأسئلتك، هذه مش مقابلة صحفية هذا بتعمل كتاب، بس عليك أن تنزلها كاملة ولا تحذف حرفاً واحداً منها، كما أؤكد لك وللجميع بأننا نؤمن بأن النضال السلمي بالتضحيات هو شعارنا، وأننا مستعدون لمزيد من التضحيات من أجل أن تكتمل ثورتنا وتكتمل مؤسسات الثورة، ومن ضمن هذه التضحيات أننا مستعدون لاستقبال المزيد من الهجوم الشرس والإشاعة المغرضة والتجني والكذب الذي لا أستبعد أن هناك وحدة أمنية متخصصة متفرغة له، وإن شاء الله بعد اجتماع مؤسسة المجلس الرئاسي الانتقالي ويبدأون بتحديد مهامهم ومزاولة أعمالهم، سنبدأ في الترتيب للمجلس الوطني الانتقالي مع مختلف القوى السياسية والوطنية والشبابية في الداخل والخارج، والمكون من 501 شخص حسب ما أعلنا في 16 يوليو، ونتمنى أن يتعاون معنا الجميع من أجل إنجاز ذلك. 

زر الذهاب إلى الأعلى