أرشيف

صالح يفوض نائبه لتوقيع اتفاق نقل السلطة في اليمن

صنعاء (رويترز) – ذكرت وكالة سبأ اليمنية للانباء يوم الاثنين ان الرئيس علي عبد الله صالح فوض نائبه للتوقيع على خطة لنقل السلطة بعد حوار مع المعارضة في خطوة قد تسرع بانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما.

لكن ائتلاف المعارضة الرئيسي الذي ضاق ذرعا برفض صالح مرارا التوقيع على اتفاق توسطت فيه دول خليجية عبر عن تشككه في المرسوم الرئاسي الذي دعا الى مزيد من المحادثات قبل اي توقيع.

غير ان المرسوم فوض على نحو “لا يجوز نقضه” عبدربه منصور هادي للتوقيع على خطة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة.

وجاء في المرسوم “تفويض نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالصلاحيات الدستورية اللازمة لاجراء حوار مع الاطراف الموقعة على المبادرة التي قدمتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتفاق على الية مزمنة لتنفيذها والتوقيع بعد ذلك على المبادرة نيابة عنا والبدء بمتابعة التنفيذ برعاية اقليمية ودولية وبما يفضي الى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتفق على موعدها وتضمن انتقالا سليما وديمقراطيا للسلطة.”

ويتعافى صالح (69 عاما) في السعودية منذ اصيب باصابات بالغة في هجوم بقنبلة في يونيو حزيران. وكان قد تراجع عن توقيع اتفاق نقل السلطة ثلاث مرات قبل محاولة الاغتيال داخل مجمعه الرئاسي.

واصابت اشهر من المفاوضات العقيمة عشرات الالاف من المحتجين المناهضين لصالح بالاحباط بينما تشل المظاهرات اليومية والاشتباكات المتقطعة مناحي الحياة في البلد الفقير.

وتضغط الولايات المتحدة والسعودية من أجل التوقيع على اتفاق مجلس التعاون الخليجي منذ شهور خشية ان تتيح الاضطرابات المتزايدة للاسلاميين المتشددين مجالا اكبر للعمل.

وقال محلل يمني ان تفويض صالح لهادي يكفي على ما يبدو لتفعيل الخطة الخليجية.

وقال علي سيف حسن “هذا كاف لضمان تنفيذ المبادرة الخليجية وعقد انتخابات رئاسية مبكرة وسيحمي اليمن من الصراع المسلح.”

لكن احزاب اللقاء المشترك الذي يمثل ائتلاف المعارضة الرئيسي بدت حذرة من الشروط الواردة في مرسوم صالح.

وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك ان اي حديث عن حوار قبل التوقيع على المبادرة الخليجية اما ان يكون محاولة لتضييع الوقت او خداعا للرأي العام.

وتعهد الائتلاف المعارض باستمرار الاحتجاجات الحاشدة.

وقال في بيان ان اللقاء المشترك يدعو شبان ونساء الثورة الى مواصلة تصعيد الثورة السلمية الى ان يسقط النظام بأكلمه.

ويزعزع العنف استقرار كثير من مناطق اليمن.

فقد هزت الغارات الجوية والقتال بلدة ارحب الملتهبة التي تقع على بعد 40 كيلومترا فقط شمالي صنعاء حيث يلقي رجال القبائل بثقلهم وراء المحتجين ويشتبكون كثيرا مع القوات التي لها قاعدة عسكرية هناك.

وقالت مصادر بالمعارضة ان اربعة من رجال القبائل المسلحين قتلوا خلال محاولة لصد تقدم الحرس الجمهوري.

وربما لا يزال امام الرحيل الرسمي لصالح عدة اشهر حتى لو وقع اتفاق نقل السلطة.

وبموجب تعديلات جرى الاتفاق عليها في الاونة الاخيرة بوساطة الامم المتحدة سينقل صالح السلطة الى نائبه على ان تجرى بعد ذلك انتخابات رئاسية في غضون ثلاثة اشهر.

ولان صالح لم ينقل لهادي سوى صلاحيات التفاوض على اتفاق نقل السلطة فلن تبدأ فترة الثلاثة اشهر على ما يبدو الا بعد ان يوقع هادي على الخطة الخليجية بدلا منه.

واذا جرى توقبع الاتفاق فان الرئيس المنتخب حديثا الذي من المتوقع ان يكون هادي سيرأس حكومة وحدة انتقالية لمدة عامين تضع دستورا جديدا وتتفاوض مع المتمردين الشيعة في الشمال والانفصاليين المسلحين في الجنوب.

من محمد الغباري

زر الذهاب إلى الأعلى