أرشيف

المبادرة أصبحت جزءاً من المواثيق الدولية وعلى الأطراف اليمنية توقيعها .. والخارجية الأميركية تقول يجب على الرئيس صالح أن يفي بوعوده

كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ”أخبار اليـوم” مساء أمس أن اللقاء الذي جمع قيادات الحزب الحاكم في اليمن وفي مقدمتهم الدكتور/ عبدالكريم الإرياني بسفراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وسفير الولايات المتحدة الأميركيـة قد تخللته نقاشات حادة بين بعض السفراء الحاضرين وقيادات من الحزب الحاكم وذلك على إثر تخاطب تلك القيادات المؤتمرية مع السفراء بلغة حادة ومتشنجة وغير دبلوماسية، حيث أكدت تلك القيادات موقف الحزب الحاكم المتمسك برؤيته المقدمة المتعلقة بتنفيذ المبادرة الخليجية والتي تنص على تعديل الفقرة الأولى من المبادرة التي تقضي باستقالة الرئيس بعد شهر من توقيع المبادرة وانتقال السلطة إلى نائبة، واستبدالها بفقرة تنص على أن يبقى الرئيس في منصبه حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يخول النائب ببعض من صلاحياته.

 


وأكدت المصادر الدبلوماسية الغربية للصحيفة أن هذا الطرح قد قوبل بالرفض من بعض السفراء، في حين اشترط سفراء آخرون موافقة المعارضة عليه مع جميع الأطراف اليمنية، مشيرة إلى أن موقف السفراء قد قابله أحد القيادات المؤتمرية الحاضرة بالرد بقوله: “لا يمكن أن نقبل بتنحي الرئيس إلاّ عبر انتخابات مبكرة مهما كانت الضغوطات”.

 


وأوضحت المصادر ذاتها بأن الرد على ذلك الطرح جاء من أحد السفراء بقوله: “هناك اتفاقات والتزامات إقليمية ودولية يجب الالتزام بها، وهناك قرار صادر من مجلس الأمن برقم (2014) يجب الالتزام به، وهو واضح ويقضي بدعوة الرئيس صالح للتوقيع على المبادرة وتنفيذها.

 


وأضاف السفير: إن المبادرة الخليجية أصبحت جزءاً من المواثيق الدولية التي تلتزم الأطراف المعنية بها وبتوقيعها والمجتمع الدولي بمتابعة تنفيذها.

 


وأشارت المصادر إلى أن قيادات عقلانية مؤتمرية عملت على تهدئة الموقف وتلطيف الجو الذي ساده نقاش حاد وتشنج من بعض القيادات المؤتمرية بصورة أثارت استياء السفراء الذين حضروا اللقاء.

 


وكان الدكتور/ عبدالكريم الإرياني – النائب الثاني لرئيس الحزب الحاكم- قد أكد لسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي وسفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء، أكد اهتمام المؤتمر الشعبي العام بالبحث عن اتفاق سياسي مع الإخوة في قيادة المشترك، استناداً إلى المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الذي دعا كافة الأطراف السياسية للإسراع في البحث عن تسوية سياسية تتضمن تنفيذ المبادرة وتهيئ ظروفاً مناسبة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تحقق انتقالاً سلمياً ودستورياً وديمقراطياً للسلطة.

 

ومن جانب آخر نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الخارجية الأميركية قولها: إن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أخبر السفير الأميركي بصنعاء يوم الثلاثاء بأنه ملتزم بخطة للتنحي وسط تواصل أعمال العنف السياسي.

 

 وفي مؤتمر صحفي رحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية/ فيكتوريا نولاند بتصريحات صالح، لكنها قالت إنه يجب على صالح أن يرقى إلى مستوى وعوده، بعد سلسلة من التصريحات التي أطلقها الزعيم المخضرم عن دعمه للخطة من دون تنفيذها. 
وقالت نولاند: إن صالح اجتمع مع السفير الأميركي جيرالد فيرستاين لمناقشة التطورات الجارية في اليمن، بعد أن حثه كل من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة على البدء في نقل السلطة على الفور.
وقالت نولاند للصحفيين: “إنها خطوة ايجابية أنه دعا السفير للقائه وإعادة التزامه للسفير ولنا وللمجتمع الدولي بأنه ينوي التوقيع على خطة التنحي، وحتى الآن نحن نتطلع إلى قيامه بخطوة جيدة نحو هذا الالتزام”. 
بموجب الخطة التي توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي، سوف يتنحى صالح عن السلطة بعد “30” يوماً من التوقيع على الخطة، في مقابل الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية. 
وقالت نولاند: إن صالح كان يريد أيضاً أن يتحدث إلى السفير الأميركي حول وقف إطلاق النار. 
ومع إقرارها بأن الهدنة لم يتم تنفيذها، قالت نولاند إنها كانت “خطوة جيدة” أن صالح “يدعم حقيقة وجوب إنهاء أعمال العنف حتى يمكننا تهيئة الظروف لإجراء مناقشات حول مستقبل اليمن الدبلوماسي”.
المصدر:أخبار اليوم
زر الذهاب إلى الأعلى