أرشيف

انفجار عبوة ناسفة في سيارة مسؤول حكومي في عدن واعتقال المتهم بإحراق ساحة الحرية في صنعاء

انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارة مدير عام نقابة عمال شركة مصافي عدن في الساعات الأولى من فجر أمس الاثنين بمدينة البريقة محافظة عدن دون أن تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى .

 

وأفادت مصادر محلية وشهود عيان عن سماعهم دوي انفجار عنيف تبين لهم فيما بعد أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة زرعتها عناصر مجهولة في سيارة المسؤول المحلي بشركة مصافي عدن، ولم ترد معلومات من مختلف المصادر تفيد بسقوط ضحايا جراء الحادث الذي أدى إلى تحطم السيارة بشكل شبه كامل .

 

من جانب آخر، شهدت مدينة المعلا بالمحافظة ظهر أمس الاثنين أعمال عنف وفوضى تمثلت بقيام مجموعة من الشباب المسلحين باحتجاز عدد من السيارات الحكومية وإغلاق الشوارع الرئيسة للمطالبة بالإفراج عن اثنين من زملائهم اعتقلتهما الأجهزة الأمنية على ذمة قضايا جنائية .

 

وأوضحت مصادر محلية وشهود عيان في المنطقة أن مجموعة من الشباب المسلحين قاموا باحتجاز نحو سبع سيارات حكومية ثلاث منها تعود ملكيتها للمؤسسة العامة للكهرباء .

 

وفي تعز ساد يوم أمس هدوء حذر مدينة تعز، جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أنباء عن اعتقال المتهم الرئيس في واقعة حرق ساحة الحرية في المدينة أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، وهي العملية التي أدت إلى إحراق العشرات من ناشطي شباب الثورة، المطالبين بإسقاط النظام .

 

وكانت تظاهرات حاشدة خرجت أمس رفضاً للمبادرة الخليجية وللمطالبة بمحاكمة صالح وكبار مسؤولي نظامه وتجميد أرصدتهم، كما ندد المتظاهرون بالصمت الدولي إزاء الجرائم التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية للنظام وتعهدوا بالوفاء للشهداء والسير في طريق الثورة حتى تحقيق كل اهدافها ومحاكمة كل الذين شرعوا في أعمال القتل والعنف ضد المتظاهرين سلمياً والمدنيين، ودعا المتظاهرون مجلس الأمن الدولي إلى الأخذ بتوصيات منظمة “هيومن رايتس”، والتي طالبت بتجميد أموال وممتلكات الرئيس علي عبدالله صالح وكبار مسؤولي نظامه وفرض حظر على سفرهم لتورطهم في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والإنساني .

 

وكانت قد شهدت مدينة تعز هدوءاً نسبياً مشوباً بالحذر، وسط أنباء عن مخطط لقيادات عسكريه وأمنية في المحافظة لاقتحام المدينة من الجهة الغربية التي تحاول القوات الحكومية الموالية لصالح التوغل فيها، وأوضحت مصادر مطلعة أن آليات وعدداً من الأطقم العسكرية شوهدت وهي تغادر اللواء 33 بصورة يومية باتجاه المدينة كتعزيزات لتنفيذ خطة الاقتحام .

 

وفي صنعاء فرجت السلطات الأمنية بمطار صنعاء الدولي عن محافظ عدن السابق أحمد القعطبي، بعد اعتقاله لساعات إثر عودته من العاصمة المصرية القاهرة، حيث شارك في المؤتمر الجنوبي الأول، ويبحث مصير الجنوب بعد مرحلة الرئيس علي عبدالله صالح .

 

وكان أحمد القعطبي قد قدم استقالته من منصبه كمحافظ عدن بعد أسبوع من ثورة الشباب السلمية، وأوضحت المصادر أن اعتقال القعطبي تم رغم أنه يعاني من ظروف صحية حرجة ونزل من الطائرة بعكازين .

 

وفي سياق آخر طلب اليمن، أمس الاثنين، دعماً من المجتمع الدولي، خصوصاً من دول مجلس التعاون الخليجي، “لمواجهة التحديات والصعوبات الناشبة” خلال المرحلة الانتقالية، التي بدأت، الأربعاء، مع توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة المتفاقمة في بلاده منذ يناير.

 

وقال نائب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الذي يتولى حاليا إدارة شؤون البلاد بموجب المبادرة الخليجية، إن المشكلة الاقتصادية، التي يعاني منها اليمن منذ سنوات، “ربما كانت ابرز أسباب الأزمة” السياسية المتفاقمة على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح، الممتد منذ أكثر من ثلاثة عقود.وأشار هادي، في لقاء جمعه، أمس الاثنين، بسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وسفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء، إلى تداعيات الأزمة الراهنة سياسياً وأمنياً، خصوصا مع ارتفاع نسبة البطالة في اليمن، في ظل وجود “مئات الآلاف من المتخرجين من الجامعات والمعاهد والمدارس بمختلف التخصصات”.

 

وأعرب نائب الرئيس اليمني عن أمنياته “بأن تجد هذه المخرجات مجالات العمل المطلوبة في الداخل والخارج خصوصا منطقة الخليج في المستقبل القريب”، مبدياً مخاوفه من تأثير الأزمة الاقتصادية على الشباب اليمني، من خلال دفعهم” تحت وطأة الحاجة” إلى “مسارات غير سوية مثل العمل الإرهابي أو غيره”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.

 

وأكد هادي أهمية “التعاون البناء للعبور باليمن إلى شاطئ الأمان وتجنيبه ويلات الاحتراب والاختلاف والقتال والأزمات الاقتصادية وا?منية و السياسية”، مشيرا إلى أن اليمن، وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية، بدأ “الخطوات التنفيذية المزمنة” لتنفيذ هذه المبادرة، التي تنظم انتقالا سلميا وسلسا للسلطة في هذا البلد.

وأشار إلى دعوته، السبت، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير المقبل، وفق بنود المبادرة الخليجية، منوها بأن “السفراء جميعا وفي المقدمة سفراء مجلس التعاون لدول الخليج العربية شركاء في تنفيذ بنود وآليات المبادرة الخليجية”.وعبًر نائب الرئيس اليمني عن ثقته بأن “التعاون الأكبر والبناء” سيكون “عنوان المرحلة المقبلة، وذلك لمواجهة التحديات والصعوبات الناشبة بكل صورها وأشكالها”، مشددا على أن الأطراف السياسية في اليمن “لابد من أن يتحملوا المسئولية التاريخية” إزاء تجنيب اليمن الاقتتال الداخلي، “وتغليب المصلحة العليا للوطن بكل ما تعنيه الكلمة”.

 

وأكد سفير سلطنة عمان، عبدالله بن حمد البادي، على ضرورة “بذل أقصى الجهود والتعاون ?خراج اليمن من هذه الظروف الراهنة”.واعتبر السفير الأميركي، جيرالد فايرستاين، إن تنفيذ المبادرة الخليجية من قبل الأطراف اليمنية المتصارعة “سيمكن فعلا من خروج اليمن من هذه الأزمة الطاحنة”، مؤكدا أن بلاده ستقدم الدعم والمساندة اللازمة في سبيل الترجمة الفعلية لهذا الاتفاق الذي يدعمه المجتمع الدولي كله.

 

وشدد السفير الروسي، سيرجي كوزلوف، على ضرورة التعاون الكامل مع اليمن “خصوصا في هذه المرحلة الحرجة”، مقترحا إنشاء صندوق ?عادة ا?عمار في اليمن، للإسهام “في إعادة الحياة إلى طبيعتها قبل الأزمة”.

 

فيما أقترح سفير الاتحاد الأوروبي، ميكيليه سيرفونيه دي أورسو، إنشاء صندوق لدول “أصدقاء اليمن” لمساعدة اليمن اقتصادياً وتنموياً وخدمياً، حسب وكالة “سبأ”.وأعربت القائمة بأعمال السفارة البريطانية بصنعاء، فيونا جيب، عن دعم المملكة المتحدة البريطانية للتسوية السياسية التي تمت في اليمن، والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 .

 

المصدر: الخليج + الاتحاد

 

زر الذهاب إلى الأعلى