بسام الحداد: يتكلم عن المخاضات الأولى للثورة السلمية
بسام الحداد ..واحد من الشباب الاشتراكيين الذين ساهموا في إشعال شرارة الثورة الطلابية الشبابية السلمية الساعية إلى إسقاط النظام الأسري الاستبدادي ابتداء من يناير 2011.
في السطور الآتية حوار قصير معه يتحدث فيه عن البدايات الأولى للثورة السلمية التي تمضي بالبلد إلى فضاء الحرية والعدالة والمساواة.
حاوره: خليل الزكري
باعتباركم احد المشاركين في إشعال شرارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت في منتصف يناير من العام الماضي 2011م من أمام بوابة جامعة صنعاء حدثنا عن بدايات الثورة؟
بداية نحي الصمود الأسطوري للشعب اليمني العظيم والذي تجاوز حسابات كل المهتمين وأذهل الجميع في الداخل والخارج والمجد الحقيقي في هذه الثورة للشهداء الأبطال وللجرحى الذين نتمنى لهم الشفاء.
البدايات الأولى للثورة انطلقت من مخاضات عديدة فقد كان هناك تفاعل سياسي واجتماعي ملموس حيث شهدت الساحة الوطنية تصعيدا سياسيا وتم تأجيل الانتخابات وبرزت جدية المعارضة السياسية، وكانت هناك على الأرض حركات احتجاجية رافضة للاستبداد والإقصاء ممثلا بالحراك الجنوبي السلمي والذي يعد بحق ملهم الربيع العربي من وجهة نظري وما تم أيضا من بروز رافض أيضا لهذا النظام في شمال الشمال والذي تحول إلى مواجهات مسلحة بفعل قسوة القمع من قبل النظام المتسلط وبدافع حق الدفاع عن النفس وباعتقادي أن كل ماسبق مثل الأرضية الطبيعية لتبلور الثورة.
ونحن كشباب مهتم في المرحلة الجامعية وننتمي للنسيج الاجتماعي العريض لم نكن بمعزل عما بل كنا جزءا في إطار هذا التفاعل معنيين بما يعتمل وما سيأتي أيضا ووجدنا أنفسنا في مربع الشعور بالمسؤلية الوطنية وننتمي لثقافة نضالية تراكمية ويستلزم ذلك منا المبادرة على الدوام في الانطلاق نحو العمل من أجل المبادئ والقيم التي أمنا بها.
وكان الزمن ليلة هروب الرئيس التونسي بن علي وكنا مجموعة شباب ننتمي للقطاع الطلابي للحزب الاشتراكي اليمني بجامعة صنعاء قررنا ليلتها أن نتعاطي مع هذه الفرصة التاريخية بجدية وبحجم أهميتها التاريخية وبادرنا لتبني خطة عمل تضمنت صياغة بيان باسم القطاع الطلابي الذي نمثله وطباعته وتوزيعه على القنوات الصحفية والإعلامية وفي الجامعة ونعلن فيه عن التحرك الذي تبنيناه ودعونا فيه الجميع إبتداء بشباب الجامعة إلى هذا التحرك العاجل، كما تم التواصل والتنسيق من أجل وضع الترتيبات العملية اللازمة لذلك فيما يتعلق باللافتات والشعارات وما يلزم من الحشد الإعلامي وغيره بشكل مفصل.
وفي الليلة نفسها صيغ البيان باسم (بيان الثورة ) وأرسل إلى الصحف والمواقع وفي الصباح يوم 15 يناير قمنا بطباعته وتوزيعه في الجامعة وأحياء الأمانة ونشره في صحيفة النداء في عددها الصادر يوم 17 يناير.
وفي ظهر يوم 15 بعد التوزيع تم الالتقاء بمنظمة بلاقيود مع الناشطة توكل التي أعجبت بفكرة البيان ومضمونه العملي وتم الاتفاق على التجهيزات اللازمة وكانت صبيحة يوم 16 يناير هي اللحظات الأولى للتجهمر أمام الجامعة ورفعت الشعارات الأولى المعلنة عن الثورة ضد هذ النظام والمنادية بإسقاطه وكانت لحظات صعبة جدا ولحظات تحدي حقيقي ورفعت أولى لافتتين.
الأولى ((إرحلو قبل ان ترحلو )) والثانية (( ياتونس الثائرة كنت خلاصنا ولسوف نهتف تسقط الأنصاب )) واعتلت الهتافات وانطلقت المسيرة من أمام الجامعة مرورا بالدائري أمام الجامعة القديمة ومرورا بشارع الجزائر وصولا إلى مقر السفارة التونسية ولاننسى ان كانت هناك مسيرة من طلاب جامعيين وسياسيين يوم 15 يناير إلى مقر الامم المتحدة مناصرة وتضامن مع الشعب التونسي
هل صدرت بيانات تدعو صراحة لإسقاط النظام ، وبشكل أدق ماهو أول بيان يدعو الشعب للخروج على النظام وعن إي جهة صدر؟
نعم صدر أول بيان صريح (( بيان الثورة )) عن القطاع الطلابي للحزب الاشتراكي اليمني – جامعة صنعاء ونشر في الصحف والمواقع الالكترونية ووزع في الجامعة.
هل ممكن تحدثنا عن مضمون هذا البيان ومن هم المشاركون في صياغته ؟
تضمن البيان التحية لشعب تونس وبطل الثورة العربية / محمد البوعزيزي ، دعوة الشباب اليمني تحديدا وعموم الشعب إلى المبادرة والتحرك السلمي العاجل لإسقاط النظام المتخلف والانطلاق نحو استرداد الحقوق المصادرة من قبل فراعنة الحكم، ودعوة منظومة التسلط إلى تحكيم العقل والمنطق وتسليم حق الشعب للشعب والاعتبار من نموذج تونس، وتحذير الحاكم المستبد من الوقوف في وجه الثورة السلمية والمنافحين عن الحق.
وصيغ البيان من قبل أصحاب الفكرة بشكل عام وتحديدا المناضل الثائر/ ميزار الجنيد وبراهيم الازرقي وأنا .
كانت البداية من شباب لايتجاوزون عدد أصابع اليد هل تتذكر هؤلاء الشباب؟
قد يكون كلامك صحيحا من حيث المبادرة للفكرة والفعل والمشاركين الأوائل ونتذكرهم جيدا وهم ميزرالجنيد وبسام الحداد وعيسى البراق وشوقي الجبزي وإبراهيم الازرقي وصامد السامعي وعصام شبيط وعبدالرؤوف الشرعبي ومعمر المخلافي وفارس القدسي وهاني الجنيد و… وسميح الوجيه وعارف الصبري ومروان الصبري وشهاب الشرعبي ورداد السلامي ومعهم النائب احمد سيف حاشد والناشطة توكل كرمان..هذا فيما يخص يومي 15 , 16 وبعد هذا الخروج (المبادرة) حدث تفاعل عام في الوسط الطلابي وأنضم إليهم الكثير من المهتمين على المستوى المؤسسي والشعبي.
مطلبنا واضح ..ارحل ياصالح..هذا أول شعار ارتفع على ما اعتقد..هل تتذكر الشعارات التي رفعت في أول مسيرة ؟
أول شعار طبعا رفع كما قلت (ارحلوا قبل ان ترحلوا ) وشعارات أخرى ، وأول هتاف ( اين الوحدة والثورة .. أصبحنا ملك الأسرة )..وهناك تفاصيل ليس مجال الحديث عنها هنا..المهم أننا بدأنا مجموعة محدودة ووصلنا اليوم إلى ثورة حقيقية في كل اليمن، ستستمر حتى تحقق كافة أهدافها.
عن صحيفة (الثوري)