أرشيف

اليمن: سيرة يوم دام في مدن الجنوب قبيل ساعات من “الانتخابات الرئاسية”

 عبدالله ناجي- يمنات

شهدت المدن الجنوبية حملة مقاطعة واسعة لـ ا”لانتخابات” الرئاسية التي من المقرر أن تبدأ صباح غد الثلاثاء.

 

وخرجت مظاهرات غاضبة في عدد من مديريات عدن ولحج والضالع وعتق والمكلا للتعبير عن رفضها ومقاطعتها للانتخابات ومؤيدة- في معظمها- بتقرير مصير جنوب اليمن.

 

وترافقت هذه الاحتجاجات السلمية مع أحداث عنف شهدتها عدد من المدن الجنوبية الثمانية عشرة ساعة الماضية تمثلت بتفجير وإحراق مقار ولجان انتخابية، واشتباكات ومصادمات مع طواقمها، بالإضافة إلى استهداف طواقم أمنية وعسكرية مرافقة لصناديق الاقتراع بعضها كانت على مقربة من مراكز الاقتراع وأخرى في طريقها إليها.

 

وحاصرت حشود المحتجين الغاضبين في أكثر من مدينة مراكز انتخابية رئيسة وفرعية وطالبوا لجانها بمغادرة وإخلاء المراكز، ما أدى إلى مشادات ومصادمات بين أعضاء اللجان والطواقم العسكرية المكلفة بحمايتها من جهة والمحتجين من جهة أخرى، انتهت بعضها بانسحاب اللجان وأخرى بإحراق وتفجير المقار الانتخابية، ونجمت عن سقوط ضحايا من الجانبين.

 

ودفعت الأجهزة العسكرية والأمنية بتعزيزات أمنية وعسكرية مكثفة إلى مدينة عدد من المدن الجنوبية أبرزها عدن والمكلا وعتق والحوطة والضالع. وتوقفت مظاهر الحياة بشكل جزئي مساء اليوم في عدن والمكلا، كبرى مدن الجنوب، حيث تسود حالة قلق وتوتر في أوساط سكان مدينة عدن خشية تزايد أعمال العنف خلال يوم غد الثلاثاء.

 

ودعا “الحراك الجنوبي” الذي ينادي باستقلال الجنوب، كافة أبناء الجنوب إلى عصيان مدني شامل في عموم مدن الجنوب فيما أسماه بيوم الغضب الجنوبي بالتزامن مع اليوم الذي ستجرى فيه الانتخابات الرئاسية يوم غد الثلاثاء.

وقال بيان صادر عنه انه يعتزم تنظيم تظاهرات حاشدة ومهرجانات خطابية في عموم مدن الجنوب للتعبير عن رفض الانتخابات الرئاسية. وطالب البيان كافة سكان الجنوب التفاعل مع دعوات الاحتجاجات التي ستدشن في هذا اليوم موضحا بان مقاطعة الانتخابات هي استفتاء شعبي من قبل الجنوبيين وتعبيرا عن رفضهم للواقع المفروض عليهم منذ العام 1994 .

 

ويعتقد أن فصيلاً مسلحاً أو نشطاء غير منظمين داخل حركة الاحتجاج الجنوبية المطالبة بالاستقلال هم من يقفون خلف تلك العمليات المسلحة. وقد جرى تداول منشور إعلاني صغير على مواقع التواصل الاجتماعي وصادر عن “كتائب تحرير الجنوب-عدن” نص على: “تعلن كتائب تحرير الجنوب عن العصيان المدني ابتداء من يوم الاثنين الموافق 20/2/2012 من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة العاشرة مساء لمدة يومان ما عدا الصيدليات والبقالات والمطاعم. وذيل المنشور بتحذير يقول “هذا والمخالفون سيندمون،، وقد أعذر من أنذر”.

 

وعلى الرغم من ذلك، فإن “الحراك الجنوبي” لم يؤكد أو ينفي حتى الآن صلته بتلك الأعمال المسلحة.

 

عدن:

 

قامت عناصر مجهولة في محافظة عدن بتفجير سور مبنى معهد امين ناشر حيث تقع لجان انتخابية وقوات أمنية لحراستها بخور مكسر في وقت مبكر من صباح اليوم، ولم يصب أحد بأذى، غير أنه ذكر أن قوات الأمن تكبدت 5 قتلى وثمانية جرحى جراء الاشتباكات التي أعقبت حادثة التفجير- بحسب ما نقلته “شبكة أخبار اليمن من عدن” نقلاً عن مصادرها.

 

كما استهدف انفجار عند ظهر اليوم مركزا انتخابيا في حي الطويلة بكريتر. كما ذكرت مواقع إعلامية محلية عن تعرض المقر الانتخابي في روضه الصهاريج في مديرية كريتر لانفجار بعبوة ناسفة.

 

وحاصر محتجون اليوم المراكز الانتخابية في عدد من مديريات عدن، منها البريقة وصلاح الدين والسيلة بالشيخ عثمان و 14 أكتوبر، وهدد بعضهم باقتحامها وطالبوا بإخراجها.

 

من جانب آخر، جرت اشتباكات متفرقة ومتقطعة في كل من خور مكسر والمنصورة والمعلا بين مسلحين يعتقد أنهم من المناصرين لاستقلال الجنوب وقوات الأمن والجيش.

 

وأفاد سكان محليون في مديرية “المعلا” أنهم سمعوا دوي انفجارات عصر اليوم بحي حافون وبالقرب من مبنى المحافظة، بالإضافة إلى أصوات إطلاق رصاص بجانب مبنى التأمينات حيث يقع مقر للانتخابات.

 

وشوهد شباب غاضبون في الخط الدائري بمديرية المعلا وهم يلقون بمقذوفات على باص تابع للجنة العليا للانتخابات يدعو الناس عبر مكبرات الصوت للمشاركة في تصويت يوم غد، ما أدى إلى تهشيم الزجاجات الأمامية والخلفية للباص.

 

كما شوهدت مدرعات تابعة للأمن في جولة كالتكس غداة اليوم وهي تطلق الأعيرة النارية بشكل عشوائي بعد استهدافها من قبل مجهولين بعدة طلقات نارية.

 

يذكر أن انفجاراً استهدف قبل أيام قلائل مبنى لجنة انتخابية في مدينة كريتر عدن وأسفر عن مصرح شخص.

 

وفي ظل هذا التوتر الدراماتيكي، ذكرت وكالة “يو بي آي” أن اتفاقاً بين سفراء الاتحاد الأوروبي وممثلين عن أحزاب المعارضة والحراك الجنوبي المنضم للثورة قضا بتكليف لجنة وزارية مكونة من خمسة وزراء- ينتمون إلى المحافظات الجنوبية- بإدارة شؤون المحافظة، لاسيما الجانب الأمني منها، وهم يحيى الشعيبي، حورية مشهور، جوهرة حمود، عبدالله عوبل، وواعد باذيب.

 

لحج:

 

قال مراسل “يمنات” في مديرية الملاح بمحافظة لحج أن مسلحين مجهولين استهدفوا طقماً عسكرياً في “سائلة” منطقة الملاح بقذائف آربي جي أدت إلى احتراقه على الفور عند قرابة السابعة من مساء اليوم.

 

ونجم الهجوم- بحسب الإفادات الأولية- عن إصابة عدد من العسكريين الذين كانوا على ظهر الطقم العسكري المرافق لصناديق اقتراع كانت في طريقها إلى أحد المراكز القريبة من مسرح الحادثة.

 

ووفقاً لـ “عدن الغد” الموقع المقرب من “الحراك الجنوبي”، فقد اقتحم عشرات من أهالي مدينة “العشش” بمنطقة العند، بينهم مسلحين، عصر اليوم الاثنين مركزاً انتخابياً في إحدى المدارس كان الجيش قد تمركز فيه يوم أمس الأحد، وقاموا بطرد أعضاء اللجان الانتخابية منها. وتابع المصدر أن المدرسة ذاتها كانت قد شهدت يوم أمس اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش اليمنية ومسلحين من رجال القبائل رافضين للانتخابات، وأسفرت الاشتباكات عن جرح 3 من جنود الجيش الذين أصيبوا برصاص رجال القبائل المعارضين للانتخابات.

 

وأفادت الأنباء الواردة من طور الباحة بلحج أن مواطنين احرقوا صناديق انتخابية كانت على متن سيارة الأمين العام للمجلس المحلي بطور الباحة.

 

حضرموت:

 

و أُحرق مقر اللجنة الانتخابية في الديس الشرقية بحضرموت وشوهدت ألسنة اللهب وهي تتصاعد. وفي سيئون، سقط قتيل برصاص الأمن المركزي يدعى صالح عبود الصيعيري في منطقه تريس عندما قام الأمن بتفريق مظاهرة للحراك لمقاطعة الانتخابات. كما قام مواطنون بـ “الديس” بإغلاق المقر الانتخابي الواقع بمدرسة البقرين بعد إخراج اللجنة وصناديق الاقتراع.

 

شبوة:

واقتحم متظاهرون في مدينة عتق بشبوة مركز السعيد الانتخابي، وذكر أنهم أحرقوا صناديق وأوراق الاقتراع، لتفتح قوات الأمن نيران أسلحتها على المتظاهرين بشكل عشوائي، ونجم عن الحادث- بحسب مصادر محلية- عن إصابة قرابة 13 من المتظاهرين. وعقبتها مظاهرة غاضبة لمقاطعة الانتخابات وللتنديد بهجوم قوات الأمن عند الساعة الرابعة عصراً.

 

ا

لضالع:

وفي مدينة الضالع، أفادت مصادر محلية سقوط قتيل وخمسة جرحى برصاص قوات الأمن والجيش بعد أن حاول متظاهرون غاضبون اقتحام مركز انتخابي.

زر الذهاب إلى الأعلى