أخبار وتقارير

أبين.. جولة في معاقل القاعدة

 ماجد الشعيبي


كيف استفاد تنظم القاعدة في اليمن من ثورة الشباب ! ولماذا يختلفون مع الحراك الجنوبي بمسألة " الانفصال " ! ولماذا يقال عنهم  أنهم قاعدة صالح ! وعلى أي أساس سيتحاورون مع الحكومة الجديدة ! وكيف  سيُحتل الجنوب مرة أخرى بغطاء شرعي أخر يقوده الشمال ؟

لا شيء يسيطر على مدينة جعار ، غير الخوف والرعب، برغم أن هناك نوعاً من الاطمئنان من قبل المواطنين  تجاه أنصار الشريعة  خصوصاً بعد تنظيمهم للحياة هناك ، بيد ان ما يقلقهم هو قصف الطيران  لكونه  يورق حياتهم اليومية  في ضل قصف لا يستثني أحد ولا يفرق بين  صغير وكبير .                                              

بداية

لم يكن السير باتجاه أبين بالتحديد جعار سهلاً ولكنه كان مخيفاً نوعاً ما والشعور بالخوف والقلق كان ضرورياً ،مجازفة من نوعِ خاص في طريق أزفلتية متعرجة ورملية.

 في بعض المناطق سرنا منفردين ،أثناء قطعنا المسافة بين عدن وجعار وقبل وصولنا  المدينة بدقائق تحديداً، كانت الخيارات كلها مطروحة بين العودة واللا عودة والوقوع ضحية خطأ من أي طرف كان متوقعاً أيضا ، حظينا باستقبال غير متوقع من قبل أنصار الشريعة مرحبين بنا وبكل الإعلاميين الذي يبحثون عن الحقيقة وكانت المياه المعدنية التي استقبلونا بها علامة للترحيب والقبول بنا ،انتابني حينها أحساس بالطمأنينة المؤقتة وأشارة لمباشرة مهمتنا بكل يسر بعد نيل الإشارة الخضراء منهم…

لماذا أبين !

أختار مسلحي أنصار الشريعة أبين كما يقولون لخصوصيتها لأن الرسول كما قالوا بشر بجيش يخرج من أبين وعدن يحرر الأمة ويقوم العدل ، ويرجع الترويج لهذا الحديث منذ العام 90  وحينها أعلن عن جيش عدن أبين الإسلامي ويضم في صفوفه ابو الحسن المحضار الذي أعدم في صنعاء بسبب قتله لثلاثة سواح أجانب ، وعن سبب تواجدهم في  المحافظات الجنوبية بالذات  قال أيضا لبساطتهم ولأنهم  يحبون الشريعة وينصرون الإسلام .


 يقول فؤاد الحضرمي المندوب الإعلامي لأنصار الشريعة أنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية ، ويظهر تطبيقهم لذلك في جعار وغيرها من مدن محافظة أبين حيث تم  تنفيذ الحد في الجرائم الحدية التي تخالف الشريعة مثل قطع الأيدي والصلب والسجن أيضا لكل المخالفين مؤكداً أنهم لا يبحثون عن كل من يخالف الشرع ولا يدخلون إلى البيوت كما روج ولكن من يستر نفسه فهو حر بما يفعله لكونهم حريصون على الصورة العامة ونقل أنموذج إيجابي للعالم عن الوضع في أمارتهم   .


لكن آخرين يرون خلاف ذلك ويرون ان ماتتعرض له ابين هو مخطط هدفه شرذمة الجنوب وزرع الجماعات المسلحة التي يقول هؤلاء بأنها تتلقى الدعم من الحكومة اليمنية ذاتها.


انضمام يومي  من مختلف المحافظات لصفوف أنصار الشريعة 

ينضم إلى عناصر أنصار الشريعة الكثير من الناس دون تفريق بين جنسياتهم ويزداد العدد كل يوم كما اخبرنا أحد المواطنين  لكونه يشاهد أوجه مختلفة كل يوم تدخل مدن أبين وكان يظنني واحد من المنضمين الجدد لولا أني أخبرته أنني صحفي .

حين كنت أسئل الكثير ممن قابلتهم عن جنسياتهم واخبروني عن مناطقهم  والبعض تحفظ عن الإجابة وظهر أنهم من مناطق متعددة مثل وعمران وصعدة وعدن وأبين وغيرها من المناطق والبلدان الأخرى..

استفاد تنظيم القاعدة " أنصار الشريعة " كثيراً من ثورات الربيع العربي ومن ثورة الشباب بالذات مع أن مسمى قاعدة يزعجهم كثيراً لكونهم يؤكدون أنهم ليسوا سوى مطبقين لشرع الله وسنة نبيه ، وكانت الاستفادة الكبرى لهم في اليمن هو تخلي الجيش اليمني عن مواقعه والحالة التي مرت بها البلاد خلال السنة الماضية من انفلات امني مما ساعدهم للنزول لبعض المناطق والسيطرة عليها بسهولة ، ومن تلك الناطق التي يتواجدون فيها أبين والبيضاء وجعار، ولهم عمليات مكثفة ومسئولون عن عملية دار الرئاسة بالمكلا وفي مودية  وظهور أوجه شابة تقود الجماعة تعد ثورة جديدة يقودها التنظيم الأكبر" القاعدة "  ولكن ليس ربيع عربي أنما شتاء يجني كل شيء  حصده الربيع خلال الفترات الماضية ، ولأنه من حق أي جماعة أن تثور بأي وقت أرادت كان  من حق القاعدة أيضا أن تثور بوجهها  الجديد في الوطن العربي  وتغيرها  العجيب يعد مسايرة للوضع الحاصل لا أكثر ..


استفادة يعدها الكثير كبيره خصوصاً وأن أبين يوجد لديها 11 لواء  سيطر على بعضها التنظيم بكل سهولة ولم يواجه أي مقاومة من قبل الجيش ..

"جمعة مكافحة الإرهاب " كانت أحدى جمع ساحة تغيير صنعاء هذه الجمعة التي يضع أمامها الناطق أو المندب الإعلامي  فؤاد الحضرمي تساؤل عريض عن سبب تسمية الشباب لهذه الجمعة  مبرر أنهم ليسوا " إرهاب "  وإنما هم مطبقو الشريعة الإسلامية ومستعدين لمحاربة من يحارب الشريعة دون استثناء أو تمييز وقال أيضا أن من يحاربهم هم الآخرين  وهم كما يؤكد أتباع الأمريكان ومناصريهم في كل مكان .


يقول مسلحو " أنصار الشريعة "  أنهم العنف واستهداف حياة الناس في أبين ويحاولون تنظيمها كما فعلوا في جعار عبر تنظيم الأسواق والشوارع هكذا قال فؤاد وأن ما يحصل من تنظيم الان هو في حالة حرب وان بإمكانهم التنظيم أكثر وتوفير احتياجات الناس إذا ما هدأت الأوضاع وتمكنوا من السيطرة على المنطقة أمنياً .


ويقولون كما يؤكد فؤاد أنهم مستعدين للحوار مع أي طرف كان وذلك تحت مظلة تطبيق الشريعة الإسلامية ولن يختلفوا مع أحد ولكنه يستبعد أن يتوصلوا إلى حوار مع أي حزب أو دولة معادية لكونهم لا يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية ، ويرى أنهم ( ممثلو الشريعة الإسلامية ) والفئة التي ستقيم العدل في البلاد كما في الرواية أو أنهم مفتتح لظهورهم أو أنهم جزء منهم ، ما يهم في الأمر أنهم لا يريدون غير الشريعة الإسلامية .

لماذا تقولون أنكم  قتلتم وأسرتم ناس مسلمين وتحمدون الله على ذلك ؟ هكذا وجهت السؤال لفؤاد وأجاب أنهم لا يقاتلون أحد إنما الغير هو من يأتي لمقاتلتهم وهم من حقهم ان يدافعوا عن أنفسهم وعن الشريعة وأستغرب من تخوف الكثير من الشريعة الإسلامية فقادتهم  يحذرون من أتباع الكفر ولا يقاتلون إلا من يعادي مبادئهم وشريعتهم .


يتكلم فؤاد الحضرمي اللغة الإنجليزية بطلاقة فهو خريج جامعة صنعاء ويتعامل مع كل الصحفيين الأجانب الذين يزورون جعار ويقوم باستقبالهم وإدلائهم بالمعلومات مرحباً بكل الإعلاميين الذين يريدون الحقيقة وليس الإعلاميين الذين يكتبون كل شيء من غرف مكيفة ومجهزة ، مؤكداً أنهم ليسوا متخلفين ولا عاجزين كما يصور الغرب لذلك ، أنما أغلبهم ،طلاب جامعات ومتعلمين ، ففيهم الدكاترة والإعلاميين والأميين وكل الفئات متوفرة في أنصار الشريعة.


ينظر فؤاد الحضرمي إلى علماء الدين وخاصة الذين برزوا في العمل السياسي أنهم  يمثلون أنفسهم وأن لا علاقة لهم بالدين الصحيح ونصرة الشريعة أنما هم يستخدمون الدين لأغراض شخصية وحزبية  وقال أنهم يستلمون رواتبهم من القصر الجمهوري بصنعاء  وأستغرب كيف يسمون أنفسهم علماء دين وهم لا ينصرون الشريعة الإسلامية ولا يحاربون الغرب الذي أحتل البلدان العربية وفرض عليها كل سياساته .


يواصل فؤاد الحضرمي حديثة في رحلتنا إلى جعار ويقول أن علي عبدالله كان أفضل من عبدربه منصور هادي لكونه كان يرفض بعض السياسات الأمريكية وكان يستنكر بعض الهجمات على الأراضي اليمنية ، أما عن الرئيس الجديد فقال أن ليس عبد ربه أتبع بعد اسمه جملة " عبد ربه "  " أستغفر الله أن يكون كذلك " أنما عبد أمريكا والغرب  فهو لا يستحي حين يذكر أمريكا بل ان حراسته أمريكية وقال أنه تفاجئ من أول تصريح له حين قال أنهم سيحاربون الإرهاب والقاعدة ويتعاونون مع أمريكا ، وكانوا من المفروض ان يقول انه سيكافح  الفقر والبطالة لحالة الشعب الذي يعاني الكثير من الويلات بسب الحكم الخارج عن الشريعة الإسلامية..


وقوف متكرر لنا على بعض المناظر والمساجد والفنادق التي قصفت ، المندوب الإعلامي يواصل الحديث عن هذه المناظر بقولة : لماذا يقصفون هذه البيوت وبيوت الله ويهددون حياة الناس في ظل أوضاعهم المأساوية التي تجبرهم إلى النزوح والتشرد ! ولماذا لا يقاتلوننا في ساحة المعركة ويسمحون لأعداء الإسلام بقصفنا علامات كثيرة كان يطرحها وكنا نراها بأم أعيننا  كما رأينا أن ضحيتها هم الأبرياء .


لماذا تردد الكثير من الشائعات أنكم قاعدة صالح ؟ يجيب فؤاد بسخرية  لسنا قاعدة علي صالح ومن يدعي هذا الكلام مخطئ فعلي صالح متعاون مع أمريكا ولكن المشترك أكثر تواطأ من صالح مع الغرب ونحن ننظر إلى الاثنين أنهم  لا يطبقون الشريعة الإسلامية  ويزيد فؤاد أن صالح كان أفضل من المشترك ، ويظهر أن صالح أيضا تواطئ مع القاعدة وسلمهم أغلب مناطق أبين برغم ما تملكه الدولة من قوة عسكرية هناك.


حقيقة أم خيال 

كل ما كان يقوله فؤاد كان جيداً وكان يقول أن الإعلام يشن حملات قذرة عليهم ،وأنه لا بد للإعلام الحقيقي أن ينقل الصورة الحقيقة لأي موضوع ، ويظهر أن فؤاد كان نموذج متوفر بكثرة لدى أنصار الشريعة ولدية قدرة عالية على التعامل والتخاطب مع الناس وهدفه من ذلك تغيير الصورة النمطية التي يعرفها الناس عن القاعدة ،السؤال الذي يطرح الآن كيف تغيرت معادلة القاعدة على الأرض وباتوا اليوم أشبه بالحقيقة التي تنتظرها باقي المحافظات الجنوبية والتي ستصحو يوماً ما لتجد نفسها أمارة إسلامية جديدة ؟ وهل هذه هي القاعدة أم  أنهم في جعار وأبين فرع أو جزء لا يتجزأ من القاعدة الحقيقية التي تحاول استخدام أسلوب جديد لكسب مناصرين لها لتنفيذ مخططاتها القادمة ضد الغرب وأعداء الإسلام كما يقولون ؟

القاعدة على بعد أمتار من عدن.!

يقول أنصار الشريعة أنهم حظوا بتقبل كبير بين أوساط الناس وأنهم يلحظون ذلك عبر اندماجهم بالمواطنين ، بل أن هناك عملية تزاوج حصلت بينهم وبين المواطنين وباتوا يشعرون أنهم  أسرة واحدة .

مع تزايد الشعارات التي تكتب عن أنصار الشريعة بعدن يحمدون الله ويقولون أن هذا دليل على مدى تقبل الناس لهم وأنهم يريدونهم أن يكونوا في عدن  وهذه تعد عملية أوليه لقياس مدى تقبل الناس لهم .


ستدخل القاعدة عدن في ظل انفلات أمني كبير أو تواطئ كما يصفه البعض هنا في عدن ولعل ذلك واضحاً في وجود خلايا تنظيمه في المدينة ومناصرين لها ، وإذا ما أستمر الوضع على ما هو عليه فليس هناك أي مانع من دخول عدن والسيطرة عليها بأي لحظة من اللحظات ..

 لماذا يختلف أنصار الشريعة مع الحراك؟ 

يختلف أنصار الشريعة مع الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط بالشمال أو بالانفصال كما يقول بأنهم لا يفرقون بين شمالي وجنوبي ولا يريدون الانفصال مع اعترافهم بالظلم الذي تعرض لهم أبناء الجنوب والإقصاء في كل شيء منذ التوحد في العام 90 م مؤكداً أنهم قد تحاوروا مع بعض القيادات في الحراك  وقال أنهم رفضوا لأنهم لا يريدون تحيكم الشريعة الإسلامية لأن أكثرهم ليبراليين واشتراكين  .

قاعدة شمالية للأنصار تهدد الحراك الجنوبي بالاحتلال 

لأنهم يختلفون مع الحراك في مسألة " الانفصال " تجد أنصار الشريعة يؤمنون بالقومية والوحدة العربية ، ولا يفرقوا كما يقولوا بين شمالي وجنوبي  ولا أي جنسية أخرى ، مع هذا تلاحظ أغلبية شمالية ساحقة في أوساطهم  مع وجود أفراد من عدن وأبين بينهم إلا أنهم يشكلون رقم صغير في التنظيم ، بل ويعملون على إبراز بعضهم  كقيادات .

قد يزعج أنصار الشريعة نظرة" شمالي ،جنوبي"  ويعدون أنفسهم  أخوة ولا تميز بينهم إلى أن هذه الأساليب هي نفسها التي  أستخدمها  "صالح " في شرعيته التي اجتاحت الجنوب في صيف 94 بسب إعلان البيض الانفصال بين الشمال والجنوب  ولأن ثورة  التغيير تتهم القاعدة التي ظهرت بأبين عبر مسمى " أنصار الشريعة " أنهم  قاعدة تتبع نظام الرئيس السابق !.


القاعدة الشعبية للحراك الجنوبي ، تُعد ظهور أنصار الشريعة  أو القاعدة المسمى المعروف لهم بهذا التوقيت بالذات هو محاولة للقضاء على قضيتهم الجنوبية ، وفي ظهورهم في محافظات الجنوب تحديداً يعده  الكثيرون احتلال جديد بلابس شرعي أخر وسط تساؤلات مطروحة هل سيتكرر الوضع نفسه ، وهل كل ما يحصل مجرد خلافات وفرقعات للنيل من أهداف الحراك الجنوبي  ، الذي غاب وغابت شعاراته في مدينة جعار بلمح البصر..


كل ما يمكننا قوله هو أن لا فرق بين قوات الشرعية التي اجتاحت الجنوب سابقاً وبين أنصار الشريعة اليوم الذي يبدوا أنهم سيجتاحون الجنوب أيضا وبغطاء شرعي ووحدوي أخر ، فهل سيفهم الجنوب ما يدور من حوله من معادلات ويعمل على تفادي خسائرها أم أن أبطال الحراك وقيادته ستعد الأمر في أطار قاعدتهم المعروفة " الأمر لا يعنينا " ..




أنصار الشريعة  يقولون أنهم يحظون بشعبية غير عادية، لكن كثيرون يرون أنها شعبية الخوف من الأذى ، مواطنون  يقولون أنهم يشعرون بالأمن معهم أكثر من النظام ، وثمن الصراع يدفعه الأبرياء فقط ، المدينة تحولت إلى عصر إسلامي قديم يمتلكون دراجات نارية وكهرباء ..

تفاصيل الحياة الجديدة في مدينة جعار ..


في الطرف الأخر من هذه المعادلة الغير متكافئة  تجد المواطنين  الضحية الوحيدة في هذه العملية والدافع الوحيد للضريبة المسبقة لكل شيء ، في مدينة جعار تجد من يبقى من المواطنين  يعيشون حياة قد تظهر ملامحها أنها مخيفة وعصرية مغايرة للفترات السابقة إلا أنها لن تكون غريبة  بعد فترة إذا ما استمرت هكذا ويظهر ذلك واضحا في التناغم الحاصل بين أنصار الشريعة والمواطنين الذين تعودوا على مشاهدة مظاهر الحياة الإسلامية القديمة تعود من جديد للظهور في عصر يمتلك كل التقنيات والتكنولوجيا  بيد أنها اختفت في جعار باستثناء بعض الأشياء الضرورية  ويبدوا أنها ستختفي  وتتلاشى مع مرور الأيام .


ما لا يمكن إنكاره أن الحال في جعار أصبح متعود عليه وأن أنصار الشريعة بتطبيقهم  الشرع ورفع المظالم عن الناس وإبعاد البلاطجة والسرق وتوفير بعض الاحتياجات للمواطنين ،مثل الماء والكهرباء والمشتقات النفطية التي تباع بجعار في الوقت التي تعدم ببعض المحافظات،  أشياء كثيرة افتقدوها في ظل وجود دولة ونظام ، ومعاقبة كل من يخالف الأوامر عبر أقامه الحد عليه أو سجنه بالسجن الخاص بهم ، فقط ما يقلق البعض هل سيتمر الوضع على ما هو عليه في الفترة القادمة!!

عن القات والسجائر وتوزيع ذواكر جديدة تحمل شعارات أناشيد القاعدة 

يرى أنصار الشريعة أن القات والتدخين مضرة بالصحة ولكنهم لم يمنعوها على الناس بل قاموا بعمل سوق لبيع القات منفصل عن باقي الأسواق ، مؤكدين أنهم يقومون بالنصح  والتوعية لما تسببه هذه الشجرة ، ولا يضايقوا من يخزن أو يسجر ، وحالياً تعد هذه الظاهرة مباحة ، ومن خلال حديث البعض يعتقد أنها ستصبح يوماً من الأيام من المحرمات .

وفي الفترة الأخيرة وزع أنصار الشريعة كمية كبيرة من الاقراص الالكترونية  كما يقول المواطنين  تحمل أناشيد وخطب دينية وكلمات للشيخ أسامة وغيرهم ، وتم استبدال الكثير من الذواكر التي تحمل أغاني بتلك الجديد التي تروج لأنصار الشريعة وفكرهم .


اتهامات متبادلة بين الطرفين عن زعزعة الأمن والمواطنين يدفعون الثمن.!!

يقول أنصار الشريعة أن النظام يهدد أمن الناس ويقود حرب عليهم وأنهم ضد الحرب التي تجلب العبث بالأرواح وأنهم مع أي حوار يشترط فيه تطبيق شريعة الله ، مبررين بقولهم أنهم لم يذهبوا ليقاتلوا أحد ولم يهجموا على المعسكرات أو على الجنود بمراكزهم بل أن الجيش اليمني هو من جاء إلى أطراف جعار ليقاتلهم وأنهم فقط يدافعون عن أنفسهم .

ومن الطرف الأخر يؤكد الجيش اليمني  أن مسلحي القاعدة هم من يقوموا بعمليات إرهابية وأنهم دخلوا جعار لتنفيذ مخططات إرهابية تتبع القاعدة وأنهم يريدون السيطرة على المدن بشكل عسكري ويفرضون أجندتهم على الجميع .


بين هذا وذاك يدفع المواطنين المشردين من محافظة أبين الثمن الباهظ  نتيجة الحرب القائمة هناك ومن تبقى منهم في بيوتهم يدفعون ذلك الثمن يومياً فمنازلهم تقصف وحياتهم مهدده بالخطر ووضعهم الإنساني والأمني لا يقبل العيش هناك ، ولكن من لا يجد ملجأ أخر ولا يملك مقابل التنقل إلى مكان أخر لا يجد خيار أخر غير انتظار الموت أو الأمارة الإسلامية الجديدة.

 
الزريقي: الوضع أفضل من السابق

ومن جانب المواطنين يقول طه الزريقي صاحب محل تجاري : بصراحة الأمان الآن احسن بكثير من السابق ونحن كأصحاب محلات تجارية نعمل بأمان وندين ونحن مرتاحين لأن هناك من سيرجع حقنا  مع أن المواطنين الآن يتعاملوا ويوفوا بعهودهم على غير السابق .

وعن سؤالي ما الذي يعانونه قال أن القصف أمر مزعج  لأنه إرهاب للناس وهو يسبب لهم الكثير من القلق والخوف وأما الحياة الباقية فهي عادية  .


وعن الخدمات الأساسية يقول :الكهرباء متوفرة وفي حالة انقطاعها نجد من يوفرها على غير العادة حين كانت تنقطع كانت تترك الأسلاك بالأرض حتى يأتي أحدهم ليسرقها ويبيعها ، كما أن الماء متوفر ولا ينقطع  كما في السابق .

لكن المريب في الأمر ان الكهرباء والماء هي إمدادات تصل من مدينة عدن وليس للجماعات المسلحة يد في وصولها وانقطاعها وبعكس ماكانت المدينة تشهد خلال الأشهر الماضية أعمال انقطاع متواصلة للتيار الكهربائي القادم من عدن فإنها ومنذ سيطرة الجماعات المسلحة على جعار شهدت استقرارا تاما وهو الأمر الذي يراه كثيرون يحمل ألغازا كبيرة واولها لماذا التزمت الحكومة اليمنية بمد جعار بالتيار الكهربائي منذ سقوطها بيد الجماعات المسلحة وتخلفت عن ذلك خلال السنوات الماضية؟


وعن الصلاة  ومدى التزامهم بالقوانين الجيدة قال محلاتنا  نغلقها أوقات الصلاة ، وإذا حصل ولم يغلق يأتي أنصار الشريعة ليخبرونا بضرورة أقفال المحل أو الاكتفاء بإغلاق الباب.


الشيخ السنيدي : فزع وخوف وأنصار الشريعة هم السبب! 

من جهة أخرى يؤكد  الشيخ زيد شائف السنيدي أحد المواطنين  أنهم يعانوا من فزع وخوف من ضرب المدافع والطائرات والخسائر تنقل الأسر وعدم الاستقرار الذي جاء نتيجة وصول جماعة أنصار الشريعة أبين . البيوت الآن أصبحت فارغة ومن بجواري  نصفهم نزحوا إلى عدن وبعضهم لم يستطيع بسب الإمكانيات  وعدم وجود ملجئ لهم في مدن أخرى .

وعن أنصار الشريعة قال أنهم سبب ضرر لهم وقت الضرب والقصف لكونهم يختلطون بينهم ويحتمون إلى جوار منازلنا ونطالب منهم ألا يختلطوا بنا وأن يكون لهم مواقع خاصة كي لا يكون الأبرياء ضحايا لقتال ليس لهم فيه ناقة ولا جمل .

وعن الحكومة قال أنها متلاعبة في الأمر وحذر من كارثة إنسانية ستحصل في جعار وطالب الحكومة بعدم القصف العشوائي .

 
مواطن : نعيش عصر إسلامي قديم 

مواطن أخر رفض ذكر اسمه بسب تخوفه كما قال من مسلحي أنصار الشريعة أن المدينة تحولت إلى عصر إسلامي قديم قد يتحول ملامحه فيما بعد ، متخوفاً من تحول قد يحصل من قبل أنصار الشريعة في تعاملهم مع المواطنين .

يقول ح .م أن  الحياة تظهر أنها إسلامية  تزينها الدراجات النارية  التي يستخدمها الناس لقضاء حاجتهم والكهرباء التي لا تزال صامدة حتى اللحظة ، وبعض المتطلبات الأساسية الأخرى مؤكداً ان بساطة الناس في جعار وفقرهم جعلهم يرتضون بتلك الجماعات لكونهم لا يملكوا بديلاً أخر .


الصورة الحقيقية للمدينة 

بيوت مهدمة ومساجد وفنادق وأخرى تنتظر.. هذه هي حالة جعار وبقية المديريات التابعة لمحافظة أبين ، خطر يحيط بالجميع من كل اتجاه الخوف يسكن القلوب والمنازل ، وشوارعها  تظهر شبه خاوية ولم يتبقى ما يقارب 30 % من السكان ، ومناطق أخرى يظهر عليها  استمرار الحياة الطبيعية ولم يصلها القصف بعد ، مواطنون يشربون الشاي جوار منازلهم يترقبون بحذر سقوط القذائف والمدافع عليهم في حالة من التوجس ، وأطفال صغار يخرجون فقط لشراء الشوكولاتة ملامح البراءة مرسومه على وجيههم والخوف أيضا هو حال خطواتهم السريعة نحو المنزل قبل غروب الشمس التي إن غابت غاب كل شيء ولم يبقى إلا صوت المآذن أحياناً وأصوات القصف ودوي الانفجارات تكمل الصورة المتبقية في الوقت المتبقي من الليل .



—————————— 

* عدن الغد 

زر الذهاب إلى الأعلى