حوارات

حيدر أبو بكر العطاس: نطالب القوى التي في صف الثورة بـ”الاعتذار” والاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره

 

أجرت قناة الميادين، أمس الأول الجمعة، حوارا مستفيضا مع رئيس الوزراء الأسبق الدكتور حيدر أبو بكر العطاس، أدلى فيه بكثير من المواقف والمعلومات بشأن قضايا الساعة في اليمن وخصوصا على صعيد القضية الجنوبية، فيما يلي تنشر "الأولى" مقتطفات من اللقاء:

 

القناة: طيب لماذا لم تعد؟

العطاس: لم أعد لأنه لا زالت أجواء هذه الحرب والظروف التي أخرجتنا في 94 قائمة حتى الآن لم يعترف كل الفرقاء رغم الثورة ورغم ما يقال هنا وهناك، لم يعترفوا أن الجنوب حصل عليه اعتداء صارخ بيّن عام 1994، وتم احتلاله بالقوى العسكرية في 7 يوليو 94، ومن ذلك اليوم وشعب الجنوب يصرخ لرفع هذا الظلم ورفع هذا الاحتلال الذي جثم على صدره، وكل هذه الممارسات التي تتم أقصت شعب الجنوب من أرضه وأصبح لا يملك من تسيير أموره شيئاً، هذا الوضع لا زال مستمراً وقائماً، ولذلك لم يعد حيدر العطاس، والكثير من القيادات الجنوبية الأخرى لم تعد، إذا تغير هذا الوضع.

 

القناة (مقاطعة): أنا أفهم منك كأنك تريد اعتذارا من الشمال من الذين حكموا اليمن من أهل الجنوب، طب النظام تغير ممن تطلب هذا الاعتذار الآن؟

العطاس: اعتذار من القوى التي لا زالت في صف الثورة ولا زالت في صف الحكومة الانتقالية، والفترة الانتقالية هي نفسها القوى التي ساهمت في حرب 94 ضد الجنوب، ولا زالت هي ممسكة بالسلطة. أنا أعرف أنه ليس المشكلة في علي عبدالله صالح شخصياً، لا، هناك منظومة كاملة من الحكم، علي عبدالله صح كان يقود هذه في فترة زمنية، وهو الذي قاد هذه الحرب ضد الجنوب، وهو الذي سهل لهذه القوى المتنفذة القبلية والعسكرية أن تجتاح الجنوب، وأن تعيث فساداً فيه في أرضه وفي ممتلكاته وفي ثرواته، لم تتحرك هذه القوات.

 

القناة (مقاطعة): طيب الآن الرئيس علي عبدالله صالح تنحى عن السلطة، وهناك رئيس من الجنوب يتولى شؤون البلاد في الوقت الراهن، تقول إنه الحكم لا يزال مستمراً، من الذي لا يزال مستمراً في حكم علي عبدالله صالح؟ هل تقصد عبد ربه منصور هادي؟

العطاس: عفواً عبد ربه منصور هادي هو جاء بحكم أنه كان نائب رئيس، وجاء بموجب المبادرة الخليجية التي جاءت لفك الاشتباك بين القوى المتنفذة التي كانت تحكم ما قبل الثورة، واختلفت في بينها وتصارعت واحتربت في حرب الحصبة المشهورة، لذلك جاءت المبادرة لفك هذا الارتباط والاشتباك بين هذه القوات المتحاربة، هذه القوات هي لا زالت جزء منها في صف الثورة، وجزء في صف النظام السابق، ولكنه مساهم أيضاً في الحكومة في الفترة الانتقالية. إذن الاعتذار يجب أن يأتي من كل هذه القوى، وأيضا مش الاعتذار، وإنما الاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه بحرية كاملة. حينها يستطيع أبناء الجنوب أن يجلسوا مع هؤلاء للحوار والبحث عن حلول عادلة للقضية الجنوبية.

 

القناة: طيب سيد حيدر أبو بكر العطاس تعرف أنه في عام 94 يعني حضرتك تقول احتلال الشمال للجنوب، وطبعا الرئيس علي عبدالله صالح قاد هذه الحرب تحت شعار توحيد اليمن، حتى ولو كان الأمر بالقوة آنذاك، طيب اليوم حين تقول إنه شعب الجنوب يقرر مصيره بنفسه، طيب ربما سيقرر الانفصال، هل حضرتك لا زلت عند موقفك أنه الانفصال وارد؟

العطاس: ولماذا لا إذا اختار شعب الجنوب. شعب الجنوب لن يقرر الانفصال إلا وله أسبابه، يعني الانفصال أو الوحدة ليست هي الهدف الأساسي بالنسبة له، لكن المصالح مصالح الشعب اليمني شمالاً وجنوبا هي التي يجب أن تصان، فإذا رأى الجنوب أن الوضع في دولة الوحدة لا زال يتسم بتحكم القوى العسكرية والقبلية التي لا تريد أن تبني دولة، بكل تأكيد سيختار يستقل بدولته، وأنا سأكون سعيدا أن أرى شمالاً وأرى وجنوبا، وأرى شعب الشمال وشعب الجنوب شركاء في 3 قضايا رئيسية، شركاء في المصالح والمنافع، شركاء في الأمن والاستقرار، شركاء في التنمية الشاملة المستدامة وتحفظ علاقات الإخاء.

 

القناة: هل ستكون سعيدا لو انفصل الجنوب لو انفصل جزء من هذا الوطن عن الجزء الآخر؟

العطاس: نعم أنا أقول إن الجنوب لن ينفصل، وإنما سيستعيد وضعه، سيستعيد دولته، هو لم يكن جزءاً يوما من الشمال حتى ينفصل عنه، وإنما توحد بإرادته عام 1990 في 22 مايو 90، وكان أمام الوحدة أمام مشروع الوحدة فرصة للنجاح، النظام في اليمن في 22 مايو وضع الجنوب بدون اشتراط للوحدة، وذهب بدون اشتراط للوحدة، لكن تم استقبال هذه الرغبة الجامحة في التوحد وتوحيد إمكانيات الشعب بصورة غير إيجابية من قبل إخوتنا في الشمال، واعتبروا أن الجنوب فرع عاد إلى الأصل، وكانت هذه هي المشكلة الأساسية، وهي المشكلة التي لا زالت تتحكم في عقلية الكثير ممن يتحكم الآن في السلطة في صنعاء سواء من هذا الطرف أو ذاك الطرف.

 

القناة: دعنا لكي يفهم المشاهد العربي لو سمحت سيد حيدر أبو بكر العطاس، يعني طبعا أنت لك تاريخ طويل في العمل السياسي في اليمن، لكن المشاهدين العرب ربما لا يفهمون تماما أنه تنحى الرئيس علي عبدالله صالح، كانت لديكم مشكلة معه الآن هناك عهد جديد في اليمن، ممن تطلب ما تطلب الآن، يعني وكأنه لم يتغير أي شيء بعد تنحي الرئيس علي عبدالله صالح، الحكم لا يزال على حالة كما كان؟

العطاس: لا.. عزيزي، كانت فيه ثورة، وقبل الثورة كان هناك حراك جنوبي سلمي لمدة 5 سنوات، شعب الجنوب كان في الشوارع، وكان يقتل، وقدم قافلة من الشهداء، لم يتحرك أحد لا في المجتمع الدولي ولا الإقليمي، وصنعاء كانت تحاول أن تكبت هذا الحراك الجنوبي السلمي الذي يطالب باستعادة حقوقه وحريته وسيادته وهويته وكرامته، عندما قامت الثورة استبشر الجميع خيراً، الثورة ستعانق الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب، ولكن سمعنا مباشرة بعد قيام الثورة أن الثورة جبت الحراك الجنوبي، الثورة جبت القضية الجنوبية، مثل هذه الادعاءات هي التي أساءت للثورة، ثم استطاع علي عبدالله صالح أن يقود المشترك الذي زعم أنه يقود الثورة إلى طاولة الحوار، والتي أفرزت المبادرة الخليجية التي جمدت الثورة عند نقطة معينة، واستطاع علي عبدالله صالح تحويل الثورة إلى صراع قبلي على السلطة بين فئتي الحكم المتصارعة في صنعاء بين دار الرئاسة ميدان السبعين وبين الحصبة، لهذا يجب أن يفهم الإخوة الأعزاء في الوطن العربي جميعاً وفي العالم، أن الأزمة في اليمن هي أزمة القضية الجنوبية، قضية الوحدة دون حل، هذه القضية أساسا، وقيل هذا الكلام بالمباشرة في كل برامج القوى السياسية ما قبل الثورة، كان الجميع يتشدقون ولا زالوا إلى اليوم يقولون إن القضية الجنوبية هي القضية المحورية والقضية الأساسية.

 

القناة: طيب اسمح لي سيد حيدر عندنا تقريبا ساعة من الزمن، ولدينا الكثير من الأسئلة، لذلك أنا سأضطر لمقاطعتك، واسمح لي حين تقول لم يتحرك أي طرف..

العطاس: تفضل أنا سعيد جدا، لكن أنا أريد أوضح الكثير.

 

القناة: لا لا ستوضح لديك كل الوقت.

العطاس: القضية بالنسبة للجنوب ليست علي عبدالله صالح فقط، هي منظومة كاملة، علي عبدالله صالح ليس الوحيد الذي عبث في الجنوب، لكنه قاد هذا العبث في الجنوب نعم.

 

القناة: تقول لم يتحرك أي طرف إقليمي أو دولي لنصرة شعب الجنوب حين تحرك لمدة 5 سنوات، طيب كيف تفسر أنه تحركت دول الخليج من أجل نصرة الذين انتفضوا ضد علي عبدالله صالح، وتقدمت دول الخليج بمبادرة لإنقاذ الوضع، لماذا لم تتحرك مثلا دول الجوار السعودية تحديداً لنصرة أهل الجنوب إذا كانت مطالبهم محقة؟

العطاس: والله هذه قضية الجميع، أنا أعتقد أن شعب الجنوب عندما انتفض لقضيته وكان واعياً، وكان عقلانياً، وكان طرحه بدأ منذ الاجتياح ومنذ إعلان الانتصار في 7 يوليو 94، أنه يا إخوة إن الحرب والقوة لا تحل المشاكل، وهذا ما ثبته قرار مجلس الأمن الدولي رقم 924 و931، وكذلك بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أبها في يونيو 94، حينما قالوا إن الوحدة لا تفرض بالقوة، وإن القوة لا تحل أي خلاف سياسي. الجنوب كان يطالب منذ 94 بالحوار، بمصالحة، هو لم يرفض، كانت كل الأطراف ترفض.

 

القناة: سؤالي حول الدول الإقليمية سيد حيدر، الدول الإقليمية لماذا لم تهب لنصرتكم؟

العطاس: والله هذا شأنها، ربما علي عبدالله صالح استطاع أن يعالج كثيراً من المشاكل المتعلقة بينه وبينها، والسياسة هي مصالح في الأخير، يعني بين مختلف الدول، الدول الإقليمية والدول الأوروبية.

 

القناة: هل تخشى تمدد حركة الإخوان المسلمين إلى اليمن، خصوصاً أنه الآن من الوجوه البارزة في اليمن، كان ضيفنا السابق في مثل هذا الحوار الشيخ حميد الأحمر، ممثل تيار الإخوان؟

العطاس: الإخوان المسلمون كغيرهم موجودون في اليمن، ومش من اليوم، ولكن من زمان، وحزب الإصلاح هو يتكون من مجموعة التيارات الإسلامية، وعماده أنا أعتقد الإخوان المسلمون، وبعد الوحدة علي عبدالله صالح سعى لتشكيل حزب الإصلاح بخلط الإسلاميين مع القبائل لمواجهة الحزب الاشتراكي، ولمواجهة النظام القادم من الجنوب، هذا بالمناسبة باعتراف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته. نحن لا نخاف الإسلاميين، والإسلاميون إخوة، والحركة الإسلامية محترمة طالما ظلت معتدلة وتسير حول الوسطية بموجب الإسلام الحنيف. كل الحركات القومية واليسارية جربت الآن الحركة الإسلامية ممكن أن تجرب.

 

القناة: ممتاز في الحديث عن مطالب سيد حيدر أبو بكر العطاس يعني الآن يطرح موضوع الحوار، لم نفهم تماما أنه ذهبت لجنة الحوار والتقت بكم في القاهرة، هل توافقون على الدخول في الحوار من أجل طرح مطالبكم؟ هل وافقتم على الحوار؟

العطاس: نعم الإخوان أجوا والتقينا بهم في القاهرة، وكان الإخوان يطرحون سؤالاً واحداً؛ هل ستحضرون للحوار أم لا؟ نحن كانت إجابتنا عليهم واضحة؛ أن الحوار هو مطلبنا منذ زمن، وقد ذهب الجنوب أثناء الأزمة السياسية في 93 للحوار، ونتج عن هذا الحوار وثيقة العهد والاتفاق التي شنت عليها الحرب في 94، لأنها استهدفت بناء الدولة، كما شنت حرب غير معلنة على برنامج البناء الوطني والإصلاح السياسي الذي استهدف أيضا بناء الدولة وتصحيح الثغرات في إعلان الوحدة، في 90 تقدمت القيادة المؤقتة المنبثقة عن مؤتمر القاهرة بورقة للجنة المصالحة، هذه الورقة استهدفت معالجة إيجاد أرضية يتم من خلالها مشاركة الجنوب في الحوار، النقطة الأساسية في الورقة أن المبادرة الخليجية أن الحوار سيتم بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، المبادرة الخليجية لم تستوعب القضية الجنوبية، تجاهلتها تماماً، ولكن رغم ذلك نرى أنه فيه إمكانية لسد هذه الثغرة في المبادرة الخليجية بجملة من الإجراءات، تقدمنا بها بوثيقة قدمناها للجنة الحوار الوطني، لجنة التواصل، لجنة التواصل اعتذرت عن مناقشة هذه الورقة، ولكنها استلمت الورقة ووعدت أن توصل هذه الورقة إلى الجهات العليا في صنعاء، لكن اعتذرت عن مناقشتها لأنها غير مكلفة بالمناقشة، نحن نرى أنه إذا أريد للجنوب أن يشارك في الحوار لابد أن تتوفر أرضية لهذا الجنوب، الجنوب لن يدخل الحوار كما دخل الوحدة عام90، الجنوب قدم كل شيء عندما دخل الوحدة دون طرح أي ضمانات أو أي اشتراطات، لن يكرر هذا الفعل في الحوار الوطني القادم أو الحوار الشامل.

 

القناة: حضرتك قلت إنه لن ندخل حواراً كما دخلنا الوحدة عام 90، فالمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين. دائما تتحدثون عن الشمال كأنه لم يخرج من ذهنية الحرب مع الجنوب، هل لك أن تقول لي ما هي مآخذكم بالضبط على من يحكم الشمال اليوم، خصوصاً أنه شرعياً حاكم لجنوب؟

العطاس: أنا أعتقد يمكن من آخر التصريحات لبعض زعماء الشمال القبليين بالذات والقوى المتنفذة الشيخ صادق اللي خلف والده الله يرحمه، قال إنه يمكن أن يتحاور مع القاعدة ولن يتحاور مع الحراك الجنوبي، وقال إن الفيدرالية هذا كلام فاضي، والعلماء اللي هم الجناح الثاني لحزب الإصلاح تقدموا بورقة للرئيس شبه برنامج أن الوحدة قضية دينية، وهذا كلام غير صحيح، في تجنٍّ حتى على الدين الإسلامي الحنيف. الوحدة تراضٍ بين شعبين. القضية الأساسية التي يجب أن يفهمها الإخوة في صنعاء قبل غيرهم أن الجنوب اتحد طوعيا، هو شعب يمتلك كامل السيادة والحرية، اتحد طوعيا مع الشمال في مشروع وحدة عام 90، للأسف هذه الوحدة وئدت، وئدت في أيامها الأولى، وجاءت الحرب كملت ما تبقى، والممارسات التي تلت الحرب كملت ما تبقى في وأد هذه الوحدة، لكن رغم ذلك الإخوة في صنعاء لا زالوا يمارسون هذه الممارسة، لم يبدوا أي حسن نية تجاه الجنوب. مثلا الحزب الاشتراكي تقدم قبل فترة بـ12 قضية لمعالجتها، كانت ترفض، لكن عندما تقدم قيادة المؤتمر الجنوبي في القاهرة بورقة العمل تداعى المشترك في اجتماع عاجل أمس، وأقر هذه النقاط التي تقدم بها الحزب الاشتراكي، وهي في معظمها نقاط مطلبية نحن لا نعترض عليها، لكن ليست القضية الأساسية بالنسبة للجنوب، القضية الأساسية بالنسبة للجنوب هي قضية سياسية، قضية الوحدة السياسية التي تمت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كاملة السيادة وبين الجمهورية العربية اليمنية كاملة السيادة أيضا، حصلت المشاكل على الشعبين أن يناقش هذا الوضع.

 

القناة: الحزب الاشتراكي اليمني أعتقد أنه حريص على الجنوب بقدر حرصكم عليه أيضا، وهو قابل بالحوار.

العطاس: نعم لا نقول غير ذلك، نعم، ولهذا هو تقدم بهذه النقاط الـ12 في محاولة منه لتليين الجو، الموافقة عليها أمس (أمس الأول) من قبل المشترك خطوة طيبة، نحن لا نعارضها، كما تم إعلان اليوم في الشمال مبادرة جمعة الاعتذار للجنوب، هذه خطوة طيبة، بدأت الأمور تتحرك، لكن يجب أن يتقدموا نحو الاعتراف الكامل بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، حينها يستطيع شعب الجنوب أن يجلس مع الجميع على طاولة المحاورة.

 

القناة: حتى الآن لم أفهم تماماً حضرتك حين تقول يجب أن يتقدموا يجب أن يبادروا يجب أن يفعلوا.. يعني إلى من تتوجه؛ إلى التجمع اليمني للإصلاح؛ إلى الرئيس؛ إلى رئيس الحكومة؟

العطاس: نعم أتوجه إلى حكومة الوفاق والقوى الوطنية في الشمال، إلى كل الأطراف ولكل من ساهم في الحرب على الجنوب، ولكل من عبث في الجنوب، ولكل من لا زال يعبث في الجنوب، لكل من امتلك بطريقة غير شرعية في الجنوب وطرد أبناء الجنوب من أرضهم.

 

القناة: يعني الرئيس عبد ربه منصور هادي هل هو مسؤول عما حصل للجنوب، خصوصاً أن البعض منكم ربما يلومه على ما قام به عام 94؟

العطاس: عبد ربه منصور هادي نحن نكن له كل الاحترام، صحيح هو كان في النظام السابق، وكان أيضا شريكاً في حرب 94، مع علي عبدالله صالح، لكن كان لهذه الفترة ظروفها، نحن نعرف هذا الظرف، نقدره، ولكن الذي خطط للحرب هو الإخوة في صنعاء، لأنه منذ اليوم الأول للوحدة ظهرت البوادر أن صنعاء لم تكن ترغب في الوحدة، بل كانت ترغب في ضم الجنوب.

 

القناة: ولكن هؤلاء تركوا السلطة سيد حيدر، النظام السابق تنحى، تركوا السلطة، يعني الرئيس علي عبدالله صالح الذي قاد الحرب..

العطاس: هل النظام السابق هو علي عبدالله صالح؟ النظام السابق لا زال يحكم في صنعاء، يا عزيزي، إحنا التقينا مع لجنة التواصل، أحد أعضاء لجنة التواصل ممن نعزه من صنعاء، قال إن علي عبدالله صالح لا زال يحكم، أثناء المناقشات، إن علي عبدالله صالح لا زال يمارس السلطة. نعم، وهو قيادي كبير لا أريد أن أذكر اسمه.

 

القناة: هل يمكن أن تعطيني مؤشرا واحدا إقليميا أو دوليا؟

العطاس: أنا أعتقد أنه بداية تحرك المجتمع الدولي للاهتمام بمناقشة القضية الجنوبية والحوار مع الجنوبيين يكفي، هناك محاولات جادة للحوار مع الجنوبيين لفهم قضيتهم، فيه كثير من الضبابية، نحن نعرف في كثير من الضبابية، ومش ضبابية فقط، فيه حقيقة بعض الدول يعكس مشاكل داخلية على القضية الجنوبية، نحن ندرك هذا، نحن ندرك السياسة الدولية والأوضاع الدولية العامة، فيه كثير مشاكل، فيه كثير من بلدان العالم بعضها شبيه بالأوضاع اللي في اليمن، لكن القضية الجنوبية تختلف.

 

القناة: ما الذي يميزكم اليوم في مطالبكم عن الرئيس علي سالم البيض الرئيس اليمني السابق ونائب رئيس يمن الوحدة؟

العطاس: كل أبناء الجنوب يتفقون على هدف واحد، وهو أن بلدهم أخذ منهم، وأن كرامتهم استبيحت وهويتهم استبيحت وسيادتهم استبيحت، وطردوا من أرضهم، وأصبحوا لا يتحكمون في شيء من مصير بلدهم، لا يملك أي جنوبي اليوم على مستوى الجنوب فقط، ناهيك على مستوى المركز، أي قرار سياسي على مستوى الجنوب، أي جنوبي مهما علا شأنه لا يملك أي قرار اقتصادي أبدا مطلقا، ولا يملك أي قرار أمني أو عسكري..

 

القناة (مقاطعة): سيد حيدر ولكن رئيس الدولة الرئيس الانتقالي من الجنوب ورئيس الحكومة من الجنوب..

العطاس: لحظة أكلمك خلي الآن اللقاء لا يملك أي قرار حتى القرار الاجتماعي بيد الإخوة في الشمال، حتى جمع الزكاة الفلوس من المواطنين أبناء الجنوب لازم يجمعها واحد من الشمال يجبيها، وحتى الزواج حتى صرف البطاقات الشخصية بطاقة الهوية لأبناء الجنوب، الجنوب كان فيه نظام، والنظام سباق للشمال في نظام البطاقة والهوية الشخصية حتى هذا ممنوع أنه يكون جنوبي يدير هذا العمل، لماذا؟ لأنه في عملية تزوير كثيرة تجري في الجنوب.

 

القناة: يا حيدر أبو بكر العطاس ولكن إن رئيس الدولة الآن على الأقل في المرحلة الانتقالية جنوبي، رئيس الحكومة جنوبي، يعني هل هؤلاء أيضا متورطان مع الشمال ضد شعبهم؟

العطاس: أنا أعتقد أن الوضع أفرز هذا الحال، ونحن لا نلوم الأخ عبد ربه منصور هادي، ولا نلوم الأخ محمد سالم باسندوة، وهما يبذلان جهوداً لتجنيب البلد الانفجار بسبب ما قام به النظام السابق من افتعال لحرب كادت أن تؤدي بكل شيء بينه وبين الفرقاء الآخرين من نفس القبيلة ومن نفس الأسرة ومن نفس المشكاة، زيما تقولون، يعني نحن نشفق عليهم وعلى المهمة الصعبة التي يواجهونها الآن، لكن لا نريد أن نحملهم مسؤولية، ولا نريد أن نضعهم في مواجهة المسؤولية. نحن نقول التالي: الحكومة الحالية وحكومة الوفاق الوطني الحالية هي حكومة لإدارة المرحلة، وليست مقررة في مستقبل البلاد، المقرر في مستقبل البلاد هو الشعب، الشعب هنا ممثل في الجنوب وفي الشمال، هما المعنيان بتقرير مستقبل البلاد، إذن على الشعب في الشمال وفي الجنوب أن يلتقيا، طبعا لن يلتقي الشعب بكامله هنا وهناك، ولكن من خلال ممثليه السياسيين، ومن خلال القوى السياسية الفاعلة سواء في الجنوب أو في الشمال، تلتقي هذه القوى السياسية الفاعلة في الشمال وفي الجنوب، بصورة ندية وكاملة، وتبحث عن مستقبل البلاد بصورة مسؤولة ودقيقة، وأنا أعتقد أن الحكومة هي ترعي هذه العملية، ولا نحملها ولا نطالب منها.

 

القناة: من جهة تطالب بلقاء، ومن جهة أخرى ترفض الحوار إلا بشروط، طيب ألا يعقل أن تدخلوا الحوار بدون شروط مسبقة؟

العطاس: لا، لا، هذه النقطة التي تكلمت عليها الآن معك هي إحدى النقاط التي وضعناها في الوثيقة المقدمة للجنة التواصل، وهي أنه أساس، نحن في النقاط التي قدمناها للجنة التحاور تندرج تحت محورين؛ المحور الأول هو استعادة الثقة وبناؤها، الثقة مفقودة تماما بين الشعب في الشمال وبين الجنوب، لابد من إجراءات لاستعادة الثقة، تتمحور هذه نحو الاعتراف والاعتذار إلى آخره. النقطة الثانية المحور الثاني من القضايا هي القضايا الضامنة المرجعية الضامنة، أنا لا أريد أن أدخل في الحوار كما دخلت في الوحدة، ولهذا أريد أن أقابل الجنوب يقابل الشمال في الحوار القادم بصورة ندية وكاملة، ما فيش الدولتين انتهت.

 

القناة: نعم سيد حيدر اسمح لي الانفصال الوحيد أو لاستقلال الوحيد الذي حصل مؤخرا بدولة عربية كان استقلال أو انفصال جنوب السودان(..) ؟

العطاس: أولا أنا أقول لك يا أخي سامي وللمرة الثانية أو الأكثر من الثانية إن الجنوب المسألة ليست انفصالا، المسألة هي استعادة دولة، الجنوب لا ينفصل، لم يكن جزءا من شيء حتى ينفصل عنه في الشمال، حدث انفصال في السودان، حدث انفصال نعم، لم تكن هناك دولة في الجنوب، ولكن ما حدث في السودان هو حدث بفعل خارجي بفعل سياسات خارجية معينة معروفة، لكن في الجنوب في اليمن فيه هناك دولة ذات سيادة في الجنوب ودولة في الشمال، هاتان الدولتان وهذه الحدود.

 

القناة: سننتقل أيضا الى سؤال ربما يتعلق بالقاعدة، بعد قليل، فقط أود أن أشير أن علي ناصر محمد الرئيس اليمني الجنوبي تماما وهو زميل لك وهو تتوليان الآن الوضع في الجنوب في القيادة الجنوبية، يقول نحن مع الخيار الذي بلوره مؤتمر القاهرة، أي مع خيار صياغة الوحدة في دولة فيدرالية اتحادية بإقليمين شمالي وجنوبي، يعني والرئيس علي سالم البيض يقول بالانفصال الواضح إن الاتجاه أكثر نحو يعني لا تريد تسمية الانفصال، ولكن لجنوب مستقل عن الشمال، ولكن اسمحي لي سيد حيدر أود أن أسألك، لا اسمح لي لأنه عندي سؤال ضروري أسأله؛ ما هو سر انتشار القاعدة الآن تنظيم القاعدة في الجنوب، وهذا القتال المرير الذي يجري في مناطق الجنوب؟

العطاس: طيب قبلها أنا أوضح مسألة خاصة بما قاله الرئيس علي ناصر محمد، نعم مؤتمر القاهرة ونحن ملتزمون بمخرجات مؤتمر القاهرة، دعا إلى إعادة صياغة الوحدة على قاعدة الاعتراف بحق الجنوب وبحق تقرير المصير، ونعطي الوحدة فرصة 5 سنوات، بعد 5 سنوات يكون استفتاء، هذه هو مخرجات القاهرة، وهذا ما تحدث عنه الرئيس علي ناصر محمد، وهذا ما نعمل من أجله أيضا. نحن لا نريد البتر الآن، نريد أن نحافظ أن يكون في دولة فيدرالية بعد 5 سنوات، يكون في استفتاء 5 سنوات أو 3، يعني حسب ما يتفق عليه، لكن يتم هذا كله برعاية دولية وإقليمية ضامنة.

 

القناة: القاعدة؟

العطاس: أما القاعدة فانتشارها هو بفعل فاعل، ليس عبثا أن حاول النظام السابق العبث في الجنوب، عندما تصاعدت القضية الجنوبية بدأ يريد خلط الأوراق فأوجد القاعدة وأوجد أنصار الشريعة وأوجد أموراً كثيرة في محاولة من هذا النظام السابق أن يخلط الأوراق في الجنوب. كل التسهيلات قدمت لعناصر القاعدة في الجنوب باعتراف الجميع، باعتراف النظام، لكن الآن اللي أتى بعد علي عبدالله صالح أو شبه النظام.

 

القناة: أعطني مثالا على تلك التسهيلات للقاعدة..

العطاس: الآن عندما بدأ الجنوب يحاربها قتلوا قطن اللواء سالم قطن، وقبله قتلوا مجموعة من القادة والضباط الجنوبيين اللي في السلطة، ولكنهم كانوا يحاربون بمسؤولية القاعدة لأنهم من أبناء الجنوب. قبل قطن كان هناك مقولة، مقولة كان يسهل للقاعدة، كان يفتح لهم المعسكرات، كان يقدم لهم الذخائر، كان يساعدهم، فإذن وجود القاعدة في الجنوب هو بفعل فاعل، الهدف لخلط الأوراق، في محاولة يا عزيزي سامي أن تحويل الجنوب إلى ساحة للصراع الإقليمي الدولي، تصفية حسابات، شعب الجنوب يدرك هذه الحالة، وبالتالي سيعمل بكل الجهود لأن يجنب الجنوب لأن يصل إلى هذه الحالة، وهذا يتم بفعل فاعل.

 

القناة: وقضية الحوثيين خصوصا والبعض يتحدث..

العطاس: قضية الحوثيين قضية أخرى، شوف هي قضية نحن نحترم، ومع قضية الإخوة في صعدة، الحوثيين قضيتهم التالي أنه حاول النظام السابق أن هناك المذهب الزيدي، وحاول النظام أن ينشئ في صعدة معاهد ضد المذهب الزيدي، ويضايق معتنقي المذهب الزيدي، وهو منهم أيضا الرئيس السابق وغيره من الحكام الحاليين كمان من هذا المذهب، ولكن المصالح بعد الوحدة أعمتهم بالنسبة لهم، فحاولوا يضايقوا على هذا المذهب، فكانت ردة فعل حتى إنه عندما أنشأ الرئيس وساعد إنشاء مثلا معهد مقبل الوادعي في صعدة وشجعوه وكان هذا يربي حتى العناصر المتطرفة، وسحبوا عناصر من الجنوب ليدربوها عسكريا ويدربوها يعني يغيروا معتقداتها الدينية مذهبيا، أقصد فسببوا مشكلة كبيرة في صعدة. الحوثيين قاموا وواجهوا، هذه المشكلة للأسف لم تعالج بشكل صحيح، كان ممكن تعالج من الحرب الأولى قضية صعدة، ولكن عندما أيضا نشأت القضية الجنوبية حافظ علي عبدالله صالح على كل المشاكل من أجل يبقي الأمور تتحرك كلها، ويبقي سيطرته إمساكها بالخيوط كلها المختلفة. القاعدة وغيرها من المشاكل هي بفعل النظام السابق، بزوال هذا النظام ستزول القاعدة، وليس هناك مجال للعنف والإرهاب في الجنوب.

 

القناة: طيب سيد حيدر هل يمكن أن تقول لي ما هو الدور السعودي حاليا في اليمن، خصوصا أن اليمن يعتبر من مناطق العمق القومي الأمني القومي للسعودية، وكل ما يحصل عند صعدة أو غير صعدة، يعني بالنهاية على تخوم وعلى حدود السعودية؟

العطاس: أنا لست خبيرا في شأن العلاقات الإقليمية حتى أجيب على هذا السؤال، ولكن على العموم أنا أعتقد أن العلاقة حميمة، والعلاقة بين المملكة العربية السعودية واليمن الشمالي بالذات قديمة جدا، وأيضا مع الجنوب أيضا، وستستمر هذه العلاقة بإذن الله لمصلحة الشعبين في الشمال وفي الجنوب، إذا في الشمال وفي الجنوب ومع الأصدقاء ليس في المملكة العربية السعودية، ولكن في دول مجلس التعاون كلها، لهذا نحن نقترح ضمن مشروعنا اللي تقدمنا أنه نعود إلى الوضع السابق لـ90 في اليمن، وتكون هناك شراكة جديدة بين اليمن شمالا وجنوبا، وتكون هناك شراكة أيضا بين اليمن شماله وجنوبه مع دول الإقليم، هذا الوضع الجديد اللي.. الأمن والاستقرار والتنمية.

 

القناة: طيب ولكن سيد حيدر نعم هل طرحتم نعم حضرتك تعيش في منطقة الخليج حاليا، هل طرحتم مشروع عودة الجنوب إلى الاستقلال إلى مراحله السابقة على دول الخليج؟ وهل يعني ضمنيا بعضها يقبل ذلك خصوصا أنه علنية واضح أنهم لا يقبلون؟

العطاس: إحنا طرحنا ليس على أشقائنا في دول الخليج، ولكن طرحناه على كل الدول المختلفة أنه إذا أردتم أمنا واستقرارا في المنطقة زيلوا الظلم.

 

القناة: هل حصلتم على جواب واحد إيجابي من دولة خليجية؟

العطاس: والله أكثر من جواب إيجابي.

 

القناة: طيب فيه حسن زيد أو حسن زيد بالأحرى أمين عام حزب الحق، والقيادي في اللقاء المشترك، يتهم في الواقع السعودية بتمويل الحروب في صعدة، ومحمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين، يتهم السعودية بإدارة المعارك في صعدة، صحيفة "الشارع" في اليمن تؤكد استلام ما يقارب 2700 شيخ وسياسي وعسكري وصحفي 56 مليون ريال سعودي شهريا من اللجنة الخاصة والمكتب الخاص ووزارة الدفاع السعودية. أنا أفهم منك سيد حيدر أبو بكر العطاس، أن السعودية مؤيدة لبقاء اليمن موحدا، وأن علاقتها جيدة مع الشمال والجنوب، إذن هي موقفها جيد بالنسبة للجنوب أيضا، يمكنك أن تؤكد لنا ذلك؟

العطاس: والله أنا أعتقد موقف المملكة مع الشمال والجنوب جيد، وإن شاء الله يسير باتجاه المصلحة العامة، أما ما تحدثت عنه أنه قاله الأخ حسن زيد، أنا لا أرد على الأخ حسن زيد، ولست وكيلا عن أي أحد، لكن أريد أن أشير إلى قضية أن فعلا فيه قضية خلافية مزمنة كبيرة بين الشمال الزيدي والسعودية السنية السلفية، لا زالت هذه المشكلة تعكس نفسها على اليمن، لا نريد أن ندخل في هذا الحديث وفي هذا الوقت، وفي هذا النوع من الصراع بالنسبة لـ… لكن هذا موجود، ومع هذا مقبل الوادعي في صعدة، معهد مقبل الوادعي في صعدة هو أحد هذه المشاكل بالنسبة، ولكن هذا العمل تم في صعدة بترتيب يمني بقيادة السلطة السابقة علي عبدالله صالح، وبدعم القبائل والشخصيات الأخرى.

 

المصدر: الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى