حوارات

السفير هاشم : البلح الأحمر دعّس البلاد دعس

المستقلة خاص ليمنات:

ذات يوم خرج الأب ليشارك أبناء المرابحة لصد إحدى الغارات الحدودية بين أبناء الشمال والجنوب فشاءت الأقدار أن يقتل على قمة أحد جبال قرية المرابحة فدفن هناك تاركاً طفله الصغير “هاشم” الذي حرم من حنان الأب واسمه بهاشم الأغبرية.. نعم هاشم الأغبرية تلك الشخصية الفريدة تقطن جبال القبيطة متنقلة من سوق إلى سوق لتطوي عجلة أيام الأسبوع أنها الشخصية الأسطورية فلا تكاد تكتمل مراسيم أي سوق يقام إلا بوجودها.. شخصية ارتبطت بجميع اسواق المنطقة فاشتهرت بحجم المنطقة رغم تواضعها وبساطتها هاشم الاغبرية شخصية توارثها الاحفاد عن الآباء والأجداد لتبقى مجهولة المعرفة ومجهولة الإجابة لادراك السر من حلها وترحالها دون تعب أو كلل وكأنها تبحث عن حنان الأب الذي فقدته في طفولتها ذات يوم..

> حاورة/ أمين عبد الله راجح

> كيف حالك يا هاشم؟

– مقلفد..

> من أين أنت يا هاشم؟

– من القرية.

> كم عمرك؟

– كثير..

> معك أسرة؟

– مقطوع من شجرة.

> تعرف أبوك؟

–  قتلوه.. وكلنا مقاتيل.

> أين قتلوه؟

– بالمرابحة.. جبل الركيزة.. > ما رأيك تجي تزور قبر أبوك بالمرابحة؟

– باروح استفتح السوق.

> ما هي الأسواق التي تزورها؟

– هذي البلاد سوق بلا راعي.

> ما هو أفضل سوق عندك؟

– يوم العيد.

> كم تحصل فلوس يوم العيد؟

– صورتك تشتي تشاركني.

> كم مرات حجيت بحياتك؟

– الايمان يدخل في رمضان ويضيع في شوال.

> أقصد ما رأيك نروح نحج بالعيد الثاني؟

– أنا حجتي من حدابة إلى سوق الربوع والخميس.

> تصوم؟

– لما يكون ما فيش فلوس.

> والصلاة؟

– إذا ما في ماء بتراب.

> قالوا أنك تخطب بالناس يوم الجمعة؟

– الكذب والنميمةحرام.

> لماذا (تجذب) عندما يخرجوا الزاوية؟

– الناس يجذبوا وسرقوا أرضية وأنا أجذب بظهري.

> من علمك تجذب بالحجار؟

– الشيخ حقكم ولا حاجة.. والعسكري قيمته ريال.

> سمعت بالثورة الجديدة؟

– يقلك لو حالتك بالنكد حسن مرقدك وغير حاكمك.. خزن.. خزن

> ما رأيك بالدولة المدنية؟

– المدينة بصنعاء وتعز وعدن.. عندنا ضياح وجن..

> كيف الرئيس عبد ربه هادي؟

– مليح  أبيض مع قليل حمرة.. وهذا عيبه.

> معاك راتب من الضمان؟

– لا معي مشاهرة ولا حاجة، الضمان لأصحاب المشائخ والمسؤولين.

> ليش ما سجلوا اسمك بالضمان؟

– قالوا أنا اشتغل بالسوق.

> ماذا تشتغل؟

– حمار مات بأجره.

> لماذا لا تشتري حمار تسافر عليه؟

– ما فيش صَعَبات..زلجين.

> من زلَّج الصعبات؟

– الحمير.

> لماذا تحمل (التريك) معاك دائماً؟

– سفير متجول.

> أين تسافر؟

– إلى كل مكان.

> سافرت عدن؟

– عدن فيها الحمى ألوان وصنعاء جرباء من يعشقه..

> إلى أين بالضبط؟

– أمانة إلى (تُقار).. كان بايا كلنا (الهارش).

> أين الهارش الآن؟

– أكلوه.

> من أكله؟

– الكلاب..

> والسار؟

– ضربوه بالرأس.. قتلوه.

> ماذا تشتري من السوق؟

– البلح الأحمر دعَس السوق دعس.

> لماذا لا تشتري سيارة تتواصل بها من سوق إلى سوق؟

– السيارة حق القماط.. يشتيها لوحده.

> شفت أمس الفنانة ذكرى مانع بالتلفزيون؟

– شفتوا ذكرى السرق حق المؤتمر.

> ماذا تذكر عن حياة الطفولة؟

– السوق.. حياتي..

زر الذهاب إلى الأعلى