فضاء حر

خصخصة الثورة

 يمنات

باسم الخصخصة وحرية السوق اصبح من حق اي تاجر ان يرفع سعر حليب الأطفال او سعر الدواء متى ما اراد.

ومن حق رب العمل ان يصرف هذا العامل او ذاك من دون صرف حقوقه ومستحقاته.

وصار من حق اي دراكولا ان يمتص عرق ودم الموظفين

و العاملين معه وان يعاملهم معاملة العبيد.

ومع انتشار المدراس والجامعات والمستشفيات الخاصة ظهر صنف من الدراكولات يمتصون دماء الاساتذة

ودماء الاطباء، دماء الطلبة ودماء المرضى والممرضات. والمأساة ان الحكومة التي كانت وظيفتها حماية المواطنين من هؤلاء الدراكولات تخلت باسم الخصخصة وحرية السوق عن وظيفتها ومسئوليتها.

فالخصخصة كما تُفهم وتُمارس اليوم تعني ان احتياجات المواطن ومتطلباته اشياء لا تخص الحكومة ولا تعنيها ولا هي من اختصاصها.

كما ان معاناته لم تعد مسألة تقلق بالها. والسبب ان المسئولين – بعد الخصخصة وحرية السوق – خصخصوا الكراسي وخصخصوا الوظائف والمناصب وحولوا ملكية الدولة ومؤسساتها الى ملكية خاصة، وتحولوا هم أنفسهم الى دراكولات اعظم من دراكولات السوق.

 

اما النقابات التي نشأت لتدافع عن حقوق الممصوصين فقد تم خصيها – بعد الخصخصة – وصار دورها بعد الخصي هو الدفاع عن مصاصي الدماء ,وعن حريتهم , وعن حقهم في الخص والمص.

وحتى ثورة الشباب تعرضت هي الاخرى للخصي وللخصخصة, وتم تحويلها من ملكية عامة الى ملكية خاصة للأحزاب.

عن: اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى