فضاء حر

بنو إخوان والحوار كبني إسرائيل والبقرة

يمنات

منذ أولى لحظات توقيع المبادرة الخليجية التاريخية والتي بدى لمعظم أهل اليمن أنها نهاية قصة فتنة بدأت بوادرها منذ بداية عام 2011م ,,, غير أني كنت ومازلت أتوقع الأسوأ من هذه المبادرة ليس في نقاطها وأفكارها وإنما في طرفها الثاني الموقع عليها فتاريخهم وحاضرهم وقاداتهم وعرابيهم ومرشديهم يعطونا رؤية وفكرة عن فشلها ما لم تصب جميعها فيما خططوا له وهدفوا إليه ,,, ومن منطلق وبنود المبادرة أنطلق الطرف الأول "المؤتمر الشعبي العام " لتنفيذ إلتزاماته بحذافيرها دون تلكؤ أو تأخر – بإستثناء بعض الإضطرابات – الخفيفة التي حصلت هنا وهناك يمكن أن نضعها تحت رؤية نتيجة ظروف وأحداث مرت بها اليمن خلال عام من الفتنة ,,, غير أننا لم نجد من الطرف الآخر للمبادرة والذي يتزعمه الحزب الإصلاحي الإخواني أي شيء يُذكر بل أن الأمر وصل إلى رؤيتهم بأن الدولة أصبحت لهم فيء وأنفال يتقاسمونه بينهم وبين مناصريهم من خلال حكومة الوفاق والتي ذللت كل الصعوبات لمن كان لهم الفضل في إيصالهم لهذه المناصب دون أن يلتفتوا لحظة واحدة إلى الشعب والأرض اليمنية على الإطلاق .
وعندما نصل إلى بن الحوار في المبادرة فقد عرف الطرف الثاني كيف يتلاعب بهذا البند تماما ,,, كون الحوار ومدلولاته يعني لنا دخول جميع أطراف الصراع إلى غرفة الحوار ووضع ما في جعبتهم من أفكار وطموحات ومصالح في بوتقة واحدة ومزجها جميعا ثم إستخلاص الأفكار والرؤى والقرارات التي تخدم الوطن والمواطن فقط وتلبي طموحاتهم مهما كانت الخسائر الفردية والجماعية والجزبية لهذا الحزب أو لذاك ,,, أما ما نراه الآن في أرض الواقع ومن خلال لجنة الحوار الفنية وأحزاب الطرف الثاني نجد العجب العجاب.
فقد تحول الأمر من حوار إلى مفاوضة والتي تعني سعي جميع أطراف الصراف للخروج من المفاوضات بأكبر قدر من المكتسبات والنجاحات الفردية والجماعية والحزبية دون الإلتفات لمصلحة الأرض والوطن اليمن ,,, فكانت ومازالت أحزاب الطرف الثاني تضغط على الرئيس وعلى رعاة المبادرة وعلى الوسط اليمني لتقديم تنازلات عديدة وكثيرة ومصالح شخصية وحزبية كي يتنازل هؤلاء ويقبلون خوض غمار الحوار ,,, وكلما أجابهم الرئيس في موضوع تمادوا وطالبوا بأكثر وأكثر حتى أصبح موضوع قبولهم بالحوار كموضوع بنو إسرائيل والبقرة ,,, وسيستمرون في غيهم وتكبرهم وتجبرهم من منطلق سعي الشعب أجمع لنجاح الحوار لأن فشله يعني كارثة إجتماعية يمنية – لا قدر الله – عوضا عن أن موضوع الإطالة والمماطلة في بدء الحوار يعني بقاء حكومة الوفاق التي يديرونها في مراكز الحكم أكثر وبقائهم أكثر يعني إستمرار إستنزاف الأموال والوظائف والإقصاءات والتمادي وغير ذلك ,,, فالحوار لن يستفيد منه إلا الشعب اليمني أرضا وإنسانا ولأن الأنسان والأرض اليمني ليس من أولويات إهتمامات هذه الأحزاب وعلى رأسها (حزب الإصلاح الإخواني) فرؤيتهم متركزة على عدم إقامة الحوار ونجاحه ,,, وللوصول لهذا يستلزم وضع العراقيل والمعوقات في طريق الحوار ,,, فتم إحياء بقرة بني إسرائيل والمماطلة في تشخصيها ووصفها للتأخير والعرقلة والتأجيل وربما للفشل.
وهكذا يستمر التشابة الفكري والمنهجي والتاريخي بين بني إخوان وبني صهيوني في سعيهم الحثيث للوصول لأهدافهم حتى لو قدموا في سبيل ذلك اليمن أرضا وإنسانا ,,, والله من وراء القصد .
زر الذهاب إلى الأعلى