فضاء حر

الحوثيون قوة سياسية وشعبية لا يمكن تجاهلها

يمنات

المعروف عن الحوثيين أنهم ابلوا بلاء حسنا في دحض الظلم ورفضه فوقفوا في وجه الطاغوت والنظام الظالم والمستبد والعميل طيلة السنوات العجاف التي مرت بها المحافظات الشمالية في الحروب الست التي أكلت الأخضر واليابس .. كذلك ابدوا موقفهم الرافض للسياسة الأمريكية التي انتهجتها في العالم العربي والإسلامي فأعلنوا البراءة منهم بخمس كلامات يهتفون بها في المساجد والتجمعات والاحتفالات "الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام" .. فكانت هذه الصرخة سبب الحروب الست التي شنتها السلطة اليمنية في المحافظات الشمالية إمعان منهم في كبت هذه الصرخة وإسكاتها .. حيث وان الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي متورطون في قتل اليمنيين جنبا إلى جنب مع النظام فلم تكتفي أمريكا بالدعم اللوجستي للنظام اليمني بل قامت بالمشاركة الفعلية في الحرب السادسة بعدما فشل الجيش اليمني وكذلك الجيش السعودي من حسم المعركة مع الحوثيين تدخلت أمريكا بشكل مباشر في الحرب فقاموا بشن غارات جوية سميت بالعمليات الدقيقة والمضبوطة كانت ضحيتها ألف قتيل من المواطنين العزل ..

كما أن الحوثيين تحركوا في الثورة الشعبية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة تجوب شوارع مدينة صعدة شأنهم شأن بقية أبناء الشعب اليمني في المحافظات الأخرى .. فطالبوا بإسقاط النظام ومنظومته المتكاملة وكذلك طالبوا بمحاكمة كل المجرمين الذين تورطوا في قتل أبناء الشعب سواء في الشمال خلال الحروب الست .. وكذلك في حرب الجنوب في حرب 94م ومن قتل المتظاهرين في ساحات الاعتصام سواء في صنعاء وتعز وعدن والحديدة وذمار وبقية المحافظات اليمنية ..

الجدير بالذكر أن الحوثيين استطاعوا أن يثبتوا وجودهم السياسي والثقافي والشعبي خلال الثورة الشعبية فانخرطوا مع أبناء الشعب اليمني في ساحات الاعتصام وميادين الانتفاضة والتغيير وبذلك ازدادت قاعدتهم الشعبية وظهر صوتهم السياسي والإعلامي المرادف للثورة ومطالبها المحقة ..هنا لم يستطيع الأمريكان والنظام السعودي أن يقفوا مكتوفي الأيدي بل قاموا بشراء الولاءات القبلية والحزبية والعسكرية وبالأخص من أعلنوا انضمامهم للثورة الشعبية ليقفوا حجر عثرة أمام مكونات الثورة الشرفاء .. وبعد ذلك يلتقي بهم السفير الأمريكي في العلن ويقول لهم لابد من اختلاق مشاكل في المناطق الشمالية بأساليب متعددة ومؤامرات جديدة تستهدف الحوثيين وتشويهم لكي لا تزداد شعبيتهم وقاعدتهم الشعبية في المحافظات الأخرى سيما وهم يرون ويتابعون زيارات مكثفة من الجنوبيين إلى صعدة .. وكذلك زيارات من القيادات القبلية والسياسية والحزبية تزور الحوثيين وتتحالف معهم .. فهذا اقض مضاجع الأمريكان وأمراء آل سعود فتحركوا بكل جد في در الأموال الطائلة إلى منع مثل هذه الزيارات والتحالفات مع جماعة الحوثي ..

في المقابل الاحتفال بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام في صالة 22 مايو بصنعاء والحضور الكبير كان رسالة لكن من يتجاهل أنصار الله ولا يريد أن يعترف بالقاعدة الشعبية الكبيرة التي يحظى بها أنصار الله في كل المحافظات اليمنية .. كذلك خطاب سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام  يعتبر تحولا كبيرا وإيحاء أن أنصار الله لديهم القدرة في المناورات السياسية في حين يصفهم الآخرون بأنهم جماعة مسلحة لا تمتلك برنامج سياسي ولا تتقن السياسة ولا تعرف أبجدياتها ..

 فالسيد عبدالملك الحوثي كشف النقاب وأبطل زيف كل المفترين وأعلن أمام الملا انه يتحدى كل من يستقوون بالخارج في الصراع السياسي وخير القوى والأطراف السياسية بين الحوار أو الصراع السياسي حيث قال " كونوا رجالاً واتركوا الإستقواء بالخارج، وإن أردتم الحوار نحن جاهزون للحوار، وإن ارتم الصراع السياسي نحن حاضرون في الميدان من دون تردد ولا تلكؤ، ولكن كونوا شرفاء " ..

 وهذا ما يثبت أن أنصار الله أصبحوا رقما صعبا لا يستطيع أي احد أن يتجاهلهم حيث اثبتوا أن باستطاعتهم أن يدخلوا مع أي طرف في صراع سياسي بشرط أن يترك هذا الطرف الاسقواء بالأمريكان وهذه هي إشارة إلى حزب الإصلاح .. وكذلك يترك أيضا الاعتداءات على أبناء الشعب اليمني في الساحات الثورية وان يدخلوا في الصراع السياسي بشرف وهذا تحدي واضح من أنصار الله لكل القوى  التي تقدم نفسها سياسية وتحاول عبر أبواقها الإعلامية الكاذبة والتظليلية  أن تقدم أنصار الله جماعة مسلحة لا تمتهن السياسة ولا تستطيع أن تعمل بها وهنا يظهر التحدي .. وانه لابد من صراع سياسي شريف وهذا ما يدلل على أن أنصار الله لديهم القدرة في خوض غمار الصراع السياسي دون تلكؤ أو تردد وأنهم حاضرون في الميدان لا سيما وأنهم باتوا يشكلوا قوة سياسية وشعبية وان جماهيرهم وقاعدتهم الشعبية لم تقتصر في صعدة فحسب بل أصبحوا في معظم المحافظات اليمنية فالمتابع للمسيرات الثورية التي تدعوا لها جماعة أنصار الله  نجدها في قلب العاصمة صنعاء وعمران والجوف وحجة ومأرب وذمار وأب وتعز والضالع وصعدة والحديدة وكذلك إحياء المناسبات الدينية هي تقام أيضا في هذه المحافظات ..

ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح ومن ورائه الأمريكان والنظام السعودي أدركوا تماما أن جماعة أنصار الله أصبحت قوة سياسية وشعبية لا يمكن تجاهلها وان المرحلة الانتقالية على وشك أن تنتهي مع قرب الانتخابات الرئاسية في مطلع 2014م .. وأنه ربما أن أنصار الله  ستدخل في الانتخابات وتقدم مرشحا لها وربما تفوز في الانتخابات وهذا يقض مضاجع الأمريكان والنظام السعودي ويشكل إزعاج كبير لدى قيادة الإصلاح الطامحة في حكم اليمن .. والذي أصبحت في حالة من الهوس السلطوي فسارعت في شن الحملات الإعلامية التظليلية والكاذبة ضد أنصار الله من شأنها تشويههم على المستوى المحلي والعالمي .. وهذا بعد أن أصبحت سمعت أنصار الله في الأوساط اليمنية كالمسك ومن مظلوميتهم خلال الحروب الست وكذلك مشاركتهم السلمية في الثورة الشعبية حيث أصبحت محافظة صعدة أنموذجا من حيث الأمن والاستقرار ..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى