عربية ودولية

اخوان مصر لسنا نقيضاً لنظام مبارك والخليجيين يشعرون بالابتزاز الاخواني

يمنات – متابعات

عمل الإخوان على تسويق أنفسهم جهة قادرة على لعب دور مؤثر في عملية السلام والعلاقة مع إسرائيل وسحبوا ورقة كانت إيران تناور بها، وهي ورقة حماس التي أمضت اتفاقية تهدئة مع إسرائيل برعاية إخوان مصر التزمت فيها بقصقصة أجنحة الفصائل المقاومة، ولوحت بقبول تسوية سياسية على أساس وقائع ما بعد حرب حزيران 1967، وقدمت نفسها بديلا "عقلانيا" للسلطة الوطنية ومحمود عباس.

ويسعى إخوان مصر إلى طمأنة دوائر اللوبي الصهيوني في واشنطن بأنهم ليسوا نقيضا لخيارات مبارك بخصوص إسرائيل، وكانت تصريحات القيادي الإخواني عصام العريان الأخيرة التي حثت يهود مصر على العودة إلى بلادهم، مغازلة مفتوحة لهذا اللوبي.

وكان نائب المرشد، والرجل الأقوى في تنظيم الإخوان، خيرت الشاطر التقى منذ أسابيع الملياردير اليهودي الأميركي ديفيد بوندرمان المحسوب على المؤيدين والداعمين لإسرائيل، في خطوة اعتبرها المراقبون وقتها محاولة إخوانية لتسويق أنفسهم جهة متسامحة ولو على حساب ثوابت الأمة.

وفي مقابل اللهث الإخواني لترضية اللوبي الصهيوني "المالي والسياسي" ما تزال الولايات المتحدة وإسرائيل في موقف المتشكك من نوايا الإخوان خاصة في ظل التنازلات المجانية المتسارعة عن إرث فكري وعقائدي وتنظيمي بدأ منذ ثلاثينات القرن الماضي.

ويؤكد المراقبون أن إيران تريد أن تستثمر حالة البرود الأميركي والإسرائيلي، فضلا عن التشكك الخليجي في نوايا الإخوان، لتعرض فكرة إنجاز مشاريع كبيرة في مصر، وضخ مليارات الدولارات مقابل تغيير الإخوان لبوصلتهم باتجاهها.

ولوحت طهران باستثمارات تصل إلى خمسة مليارات دولار خلال فترة قصيرة، والترفيع في عدد السائحين الإيرانيين إلى ثلاثة ملايين سنويا لزيارة العتبات المقدسة، وذلك قبل حضور محمد مرسي قمة عدم الانحياز التي احتضنتها طهران في أغسطس الماضي، لكن تصريحاته القوية في القمة ضد حليفها الأسد جعلها تصرف النظر عن تلك الوعود.

ويقول مراقبون إن طهران تريد إقامة علاقات جيدة مع حكام مصر الجدد للاستفادة من قناة السويس في تمرير النفط والأسلحة والأموال إلى الأنظمة والمجموعات السياسية الصديقة لها بالمنطقة خاصة في ظل التضييقات الكبيرة على السودان الذي مثل بوابة إيرانية في الغرض.

ولا يتوقع المتابعون نجاحا لهذه الزيارة في ظل تذبذب موقف الإخوان تجاه القضايا الإقليمية، وتغيير هذا الموقف بشكل مستمر، فضلا عن أن الاتجاه لإقامة علاقة وثيقة مع إيران سيقابل بحصار سياسي واقتصادي إقليمي ودولي لا يقدر على تبعاته الإخوان.

العرب اونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى