فضاء حر

حكومة أم عصابة .. يا جوهرة!

 

يمنات
كل العالم يلعنكم.. دم الشباب يجمعكم.. وبيت الأحمر معكم.. وعلي محسن وراكم 
(من هتافات الجرحى كل ساعة)
سيدخل الجرحى المعتصمون عند ساحة رئاسة الوزراء يومهم الـ13, ولا "نخس" سوى الكذب, وتدوير الكذب ليصبح هو الحقيقة الصخرية لحكومة الوفاق التي تستشرس وتستذئب بكل طاقاتها على جرح ينزف ويتقيح كل لحظة في وجه حكومة ليست سوى عصابة أكثر فتكاً ونهماً من أبطال "عصابة الأربعين حرامي" في الوعي الشعبي العربي.
لم تحرك حكومة باسندوة, ولا حكومة صخر الوجيه, ولا مملكة "صندوق الحجة وفاء", ماركة "نوبل للسلام وحقوق الإنسان" والحريات, ساكناً, وكأنهم تعاقدوا مع مالك الموت, بل هم "مالك الموت", وقابضو الأرواح.
حكومة الصخور المسنونة لم تستح من شباب أعمارهم بين الـ18 والـ28, وعددهم 11 جريحاً وليسوا قافلة, ويتعرضون لصقيع الموت, والجوع , والخذلان, من صخور نارية كاسحة, كانوا إلى قبل أمس ثواراً, يكورون أيديهم كقبضة "جيفارية" في وجه نظام صالح العدو الوحيد والأوحد, ونسوا في حمية الثورة أنهم هم قبضة صالح النارية التي حرقت الأخضر واليابس لبلد مخفي ومختف اسمه اليمن.
هم 11 جريحاً, الم نازف ومتقيح, وعصب مشلول, يتوسع بمقدار الصخور القاسية واللاسعة والمسنونة عليهم, فبإمكان بدل سفر لأي صخر في حكومة باسندوة, معالجة جرحيين في أرقى مستشفيات العالم.
ياجوهرة… سيدخل نصف شهر من الاعتصام والإضراب عن الطعام في مناخ قارس البرودة, لا يختلف عن برد "خدار" المميت في "مسيرة الحياة", وحتى اللحظة لا نعرف لماذا هذا التعنت والاستكبار لحكومة الصخور التي "حيرها" على جرح شاب صغير دخل الثورة بحلم يمن جديد, وخرج بيمن صخري يفتك بكل الأحلام.
فهل هذه حكومة ثورية – كما يصر حماة الثورة وشقاتها الأشاوس على تسمية أنفسهم- أم عصابة تقاتل من أجل ألا يطيب جرح, ولا ينبض أي عرق, ولا يلتئم قلب أم جريحة تموت كل يوم وهي ترى فلذة كبدها أمامها, ولا يستطيع أن تحرك ساكناً سوى الدعاء لرب السماء؟ فكيف تشوفي يا جوهرة, وأنت أم حنونة على أولادك.. قولي لهم يستحوا ويختشوا, واسكبي ما الحياء في وجوههم وقلوبهم كي ترطب وتلين أمام جرحى في عمر أولاهم, قولي لهم عيب يسرقوا فلوس الجرحى المعتمدة من دول العالم وكذبهم اليومي في نشرات الأخبار.
عن سفرهم, وهم يعلمون أن الجرحى حتى اللحظة "مكرضحين" عند أسوار وزارتكم "الموقرة".. قولي لهم ياجوهرة يمتنعوا ولو ليوم واحد من "طرش" وجوههم بالمرق الدسم كي يستحوا قليلاً ويبطلوا كذباً ودجلاً.
واخزوتااااااااااااااه, واجوهرة, أين "بيودوا" وجوههم من عيون الجرحى, وحرقه قلب الامهات, ودعوتهن: "الله يحرق قلوبكم مثلما أحرقتم قلوبنا على عيالنا".
حكومة أم عصابة يا جوهرة؟ تلك التي تذهب خفية تعقد اجتماعها الاسبوعي في الحديدة, ولا تعتب بوابة رئاسة الوزراء, ولو عتبتها فمن الباب الخلفي.
خبرينا يا جوهرة: كيف يكون أبوبا باسندوة حنوناً باكياً مسالماً أمام الكاميرات, ثم يتحول صخراً عنيفاً فيجثم على جرح ناكئ لشاب في عمر ابنه؟ وكيف يستطيع دخول بوابة حكومته ويقفز على تلك الجروح المبثوثة أمامه؟ وكيف تطاوعه روحه أن يعتلي عرش الكرسي ويتكدس جسده فيه؟ قولي له: كيف سخيت ان تزوغ ببصرك في الاتجاه الآخر من سور الجرحى, ولا تنظر ولا تسمع ذلك الأنين الذي يطاول سور حكومتك العالي والمنيع؟ ألم يسمع أهاتهم المبثوثة من الجدران الملاصقة لمكتبه في حضرة العلم الوطني؟ قولي له, كيف سخيت عليهم.. كيف!
ولا تنسي يا جوهرة, ذكريه بحق مقام العيدروس في ليلة الجمعة البهية, هل يستطيع أن ينام, وآهات الجرحى تئن تحت مخدته, وفي نسيج بطانيته الوثيرة؟ ماذا يعمل اذا أتاه طيف جريح, وهو يقول له: "ذنبي برقبتك يا باسندوة أنت وصخر الوجيه من اليوم الى يوم القيامة, خرجنا للحياة, ووهبتمونا الموت"!
وزيدي ذكريه, هل مرت عليه صورة منيف القدسي وهو يحترق لتحقيق مطلب الجرحى؟
وكيف كان طعم المداعة في مقيل العوام في ذلك اليوم؟
واسأليه, ألم ينتبه سعال برد الليل القارس في قصره المنيف, وليالي الجرحى في العراء, وعيون عسكر اللواء الرابع تنغرس في جسد كل معتصم, وعن ذلكم العسكري الزاعق "المؤمن" وهو يصيح فجراً: صليتم, هيا صلاة.
خبريه يا جوهرة, إن أتته "الفهقة" و "الشرغة", فسببه أن الجرحى تهتف ضد عرش السلطة الذي حوله من إنسان, إلى باسندوة, من إنسان إلى صخر الوجيه, من إنسان إلى توكل كرمان!
وهاكم هتافات "القمبلة" الجريح, وعبد الهادي الصلوي, والإرياني , وحنجرة "أب الجرحى والمظلومين, "القاضي احمد سيف حاشد" سمعيهم يا جوهرة, وابعدي صمغ الصخرنة المطبقة على آذانهم الطويلة والثقيلة: صخر الوجيه نساني
وأنا للثورة باني 
هيبل له اليوم هيبل لدائم 
باسندوة اليوم يرعى الغنائم
وخالة توكل تكنز غنائم
واليوم والله واليوم دائم
وليل لدان وليلووووه
من باعنا يا ويله
ياوزير المالية
أنت بعت القضية
وأنا جريح ضحية
أنه السقوط المروع لحكومة الصخور, الذين كانوا بالامس ثواراً (على ما يقولوا) لكنهم اليوم أمام شهداء وجرحى الثورة ليسوا سوى عصابة.. نعم عصابة..
فكيف تشوفووووووا؟
صحيفة الأولى
زر الذهاب إلى الأعلى