حوارات

علي محسن الأحمر يسعى إلى أن يكون الرجل الأول

المستقلة خاص ليمنات

التقت صحيفة المستقلة بالدكتور مدهش علي ثابت الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي وأجرت معه حوار أجاب فيه عن سبب تعليق مشاركة حزبه في الحوار والأزمة القائمة بينهم وبين حزب الاصلاح.. وموقف البعث من الأزمة السورية والحرب الدائرة هناك.. كما تحدث عن مستقبل اللقاء المشترك وطموحاته السياسية وغيرها من القضايا التي سيتخذونها طي هذا الحوار..

> حاوره/ غمدان السامعي >

استعراض القوة

< أعلنتم مؤخراً مقاطعة الحوار الوطني.. ترى ما الأسباب؟

.. نحن أعلنا تعليق مشاركتنا في الحوار وليس المقاطعة لأن الحوار هو الطريق الأفضل لحل الخلافات وخلق علاقة موضوعية مع كل الأطراف المختلفة بالآراء والتطلعات وبدون الحوار لن تحل المشاكل وسيكون البديل استعراض القوة والعضلات التي تضر بالوطن وتقف عائقاً أمام تقدمه.

ستخرج الجماهير

< لكنكم في مؤتمركم الصحفي الذي نظم مؤخرا هددتم بالتصعيد وقلتم بأن وزيركم في الحكومة لن يكون في منأى عن التصعيد.. لماذا لا تضع النقاط على الحروف ونسمي الأمور بمسمياتها وتطلع الرأي العام عما يدور في كواليس المشترك؟

.. أولاً الخلاف بيننا وبين بعض الأحزاب في اللقاء المشترك لا يستحق التصعيد لأنه -بقدر الإمكان- نحاول أن نصل إلى حلول وعندما نعجز ستخرج الجماهير إلى الشارع من تلقاء نفسها ولو صعدنا فلن يستفيد منه إلا أعداء الحركة الوطنية.

المبادرة لم تحل الأزمة

< هل يعني تهديدكم بالشارع  تنصلكم عن المبادرة الخليجية وماذا عن مشاركتكم في حكومة الوفاق؟

.. قضية التنصل من المبادرة الخليجية ليس بأيدينا ولسنا نحن الذين صنعناها ولكنها وجدت نتيجة تداعي قوى إقليمية ودولية لمساعدة اليمن للخروج من الأزمة التي ألمت بالوطن.

ونحن نرى أن المبادرة الخليجية نزعت فتيل الأزمة ولم تحلها والحلول للأزمة من وجهة نظرنا -هي بيد الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن وأي حلول تأتي معلبة جاهزة قابلة للفشل ما لم يكن العامل الوطني هو الأساس بإيجاد الحلول للمشاكل والصعوبات التي تعترض عملية الخروج من الأزمة القائمة: أما التأثير على مشاركتنا بحكومة الوفاق فنحن لم نصل بعد إلى قرار بقائنا أو انسحابنا من حكومة الوفاق فحكومة الوفاق جاءت تلبية للمبادرة الخليجية بإجماع كل أطراف العمل الوطني في اليمن..

غسيلنا في الشارع

< هناك من يتحدث عن أن اللقاء المشترك  يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يبق منه إلا الاسم واجتماعات روتينية ..ما مدى صحة هذا القول؟

.. اللقاء المشترك ما زال تكتلاً موجوداً ومساهماً بحكومة الوفاق بنسبة خمسين في المائة والعلاقة بين أطرافه ليست بتلك الدرجة من السوء حتى أننا ننشر غسيلنا في الشارع.

بحاجة إلى تجديد

< كيف تقرأ لنا مستقبل اللقاء المشترك؟

.. المشترك بحاجة إلى تجديد نفسه وإذا ما جدد نفسه سيستمر سواءا  بخططه وبرامجه أو  بتفاعله مع ما هو دائر في الساحة فلا بد أن يتفاعل مع الأحداث ويكون عنده حلول لكل ما يدور في البلد.

قوالب جامدة

< هل أكون سيء النية إذا ما فكرت أن أجوبتك بهذه الدبلوماسية هي تُقية  ليس إلا؟

.. الأمر ليس تقية ولكن المحافظة على الحد الأدنى من العلاقة مع أحزاب اللقاء المشترك ونحن نعتبر أن قناعاتنا السياسية لا يمكن أن نفرضها على الغير.

ولأن الظروف في بعض الأحيان تضغط على التكتلات فمن منطلق حرصنا الكبير على أن لا ينفجر الوضع وعلى الرغم من ما هو موجود من خلافات فلا يزال المشترك موجود بقوة ولسنا قوالب جامدة فلكل واحد رؤيته لكننا في الأخير على موقف واحد.

إزاحة مراكز القوى

< ما المعضلات التي تقف أمام عقد الحوار الوطني؟

.. قبل الحوار الوطني لابد من إزاحة مراكز القوى الموجودة وإشراك جميع أطياف الشعب اليمني في التمثيل في الحوار وفي مقدمتها الحراك الجنوبي.

طموحات سياسية

< لكن فيما يخص إزاحة مراكز القوى طفت إلى السطح مؤخراً خلافات بين هادي وعلي محسن الأحمر الذي تدعمه- برأي الكثيرين  قوة سياسية في المشترك في ظل معارضة بقية أحزاب المشترك  إلى أي مدى يمكن التوفيق بين هذه المواقف المتناقضة؟

.. علي محسن معتمد على فرقته وقوته العسكرية وقد تسنده قوة سياسية لكن نحن نتحدث عن الظاهر ولا أحد يشك في  صحة القول أن وراءه قوة سياسية واعفني عن تسميتها لكن الجميع يعلم أن علي محسن له طموحات سياسية في أن يكون الرجل الأول في الحكم .

قوى ظلامية مدمرة

< ماذا عن علاقة حزب البعث العربي في اليمن بالبعث السوري وما موقفكم من الحرب في سوريا؟

.. العلاقة مع حزبنا وحزب البعث بسوريا وبقية فروع الحزب في الوطن العربي هي علاقة مبادئ تجمعنا كوننا حزباً قوياً امتداده الوطن العربي ومن أقدم الأحزاب القومية بالوطن العربي يشكل منظومة فكرية واحدة بالأهداف والبنية التنظيمية والفكرية.

الحرب القائمة في سوريا هي بين نظام مقاوم ويدعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ويقف مع الحق والعدل في الوطن العربي وفي العالم وقوى ظلامية مدمرة لا تحب الحياة وتدمر كل ما في هذه الحياة من جمال.. نحن ضد هذه الحرب الظالمة الموجه ضد سوريا نظاماً وشعباً.

عمل إجرامي

< لم تقتصر الخلافات بين حزبكم وحزب الإصلاح على الوضع الداخلي بل تعداه إلى التناقض في المواقف ذات البعد الإقليمي سيما الحرب في سوريا.. كيف تقرأ لنا الخلافات بين الحزبين؟

.. نحن حاولنا أكثر من مرة أن لا ندخل مع حزب الإصلاح في صراع في اليمن وتحدثنا بالمفتوح في اللقاء المشترك بأننا في المشترك معنيون في حل المشاكل اليمنية أما سوريا فلها شعبها وأبناؤها وهم الذين يحلون مشاكلها، طبعاً ما يحدث من دعم للجماعات المسلحة في سوريا من كل الإخوان المسلمين في الوطن العربي هذا بالأخير لا يخدم لا الإخوان المسلمين وليس الوطن العربي بشكل عام، وتنظيم الإخوان المسلمين كتنظيم عالمي يسعى إلى إسقاط أي نظام يختلف معه في الرؤية، وهذا مستحيل فمن الصعب جداً أن تسقط نظام وشعبه لم يجمع على إسقاطه، وما تفعله الجماعات المسلحة في سوريا هو عمل إجرامي، ولهذا الشعب السوري منتصر ورئيسه منتصر وجيشه منتصر وحزب البعث كونه القوة الرئيسية يلعب دوراً كبيراً لرسم المستقبل.

الخطب لا تقنع الجياع

< فيما ظل حديثك عن الإقصاء من قبل التيارات الإسلامية على شركائها في المعارضة كيف تقرأ لنا مستقبل الشراكة في الحياة السياسية في اليمن سيما وأن حزب الإصلاح يعد قاب قوسين أو أدنى من الحكم؟

.. صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة سيواجهون مصاعب كثيرة لأن الحكم والسلطة تختلف عن الخطب في الجوامع والجمعيات الخيرية فالحكم هو محك لكل قوة سياسية تحكم في أن تحقق رغبات الأغلبية من الناس مثلما تشهد الآن في مصر وتونس وليبيا فما زالوا يأتون بمنهج حكم ويفكرون بعقلية قديمة ويقنعون الناس بالخطب والخطب لا تقنع الجياع فالمواطن لا يعنيه من أنت ولكن يعنيه ماذا قدمت.

عقلية إقصائية

< ما  تقييمك لأداء وزراء حزب الإصلاح في حكومة الوفاق؟

.. هم لا يقبلون الآخر يريدون أن يحتووا كل شيء وهذا أصعب لأنك أنت كوزير لست وزيراً للإصلاح ولا للاشتراكي ولا للبعث أنت وزير للبلد كله والوزارة ليست ملككاً لك بل ملكاً للبلد كلها ومصالح البلد أنت معني فيها، وعمل أي وزير لصالح حزبه يعتبر خطأ وفشل وأنا أتمنى أن أصحاب العقلية الإقصائية للآخرين في كل الوزارات وبالدرجة الأولى عند الإخوان أن يراجعوها وأن يعملوا على خدمة المجتمع ككل والوظائف الرسمية يجب أن تخضع إلى الكفاءة والقدرة.

تقسيم  المعارضة

< فيما يخص البنيان الداخلي لحزب البعث.. حدث هناك انقسامات وأصبح هناك أكثر من حزب تحت مسمى حزب البعث ترى ما الأسباب وهل هناك من خطوات لربء الصدع بين أطياف الحزب؟

.. هذه الانقسامات أتت ضمن مشروع للنظام يهدف إلى تقسيم أحزاب المعارضة وجند كل إمكانياته من أجل هذا، لكن الآن هناك خطوات حثيثة وتواصل مستمر داخل الحزب من أجل اعادة اللحمة بين قيادات الحزب هنا وهناك ولقينا ترحيب من الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى