أخبار وتقارير

شبوة تطالب بخارطة المحافظة التاريخية واستعادة المساحات التي اقتطعت لحضرموت

يمنات – متابعات

يرتفع صوت من شبوة هو الأول من نوعه، مطالباً بتصحيح الحدود الإدارية للمحافظة في مؤشر على التطورات التي تتفاعل لدى المواطنين بالتزامن مع مؤتمر الحوار الوطني الذي من المتوقّع أن يعيد رسم مستقبل البلاد وإعادة تشكيل حدوده الإدارية الداخلية.

وقال بيان وقّع عليه عشرات من أبرز رجالات شبوة إن أبناء المحافظة يؤكدون «ضرورة تصحيح الحدود الإدارية لشبوة التي كانت واحدة من ست محافظات تم الإعلان عنها يوم استقلال الجنوب، بحيث وزعت جميع المناطق الجغرافية للسلطنات والمشيخات الجنوبية على هذه المحافظات (…) وحدد القرار حدود ومواقع وتسمية كل منها».

وبرر البيان هذا المطلب بأن حدود شبوة التي رسمتها حكومة الاستقلال «تم العبث بها بعد الأحداث الأليمة في الجنوب بشكل أضر بحقوق شبوة التاريخية والسياسية والاقتصادية»، في إشارة إلى الحرب الأهلية عام 1994 التي أعادت فيها الحكومة تشكيل الخارطة الإدارية واستحدثت محافظات جديدة.

وقال البيان المعنون بـ«شبوة وحدة إدارية وجغرافية واحدة» إنه «يجب إعادة المديريات التي تم اقتطاعها من شبوة وإلحاقها بمحافظة حضرموت إلى الوضع الذي كانت عليه قبل ذلك».

وطالب البيان بعدم «المساس بوحدة شبوة أرضاً وإنساناً عند التشريع لأي حدود إدارية جديدة تتطلبها مخرجات الحوار الوطني الشامل في تحديد شكل الدولة».

ووقّع على البيان نحو 33 سياسياً وشيخاً قبلياً بينهم عدد من أكثر المؤثرين داخل المجتمع المحلي في شبوة.

من بين الموقعين على البيان حيدر بن صالح الهبيلي وأحمد بن فريد الصريمة وأحمد مساعد حسين وعوض محمد الوزير وعبد العزيز بن حبتور ومحمد صالح قرعة وعلي يسلم باعوضة وخالد الجفري ومهدي عبد السلام وناصر باجيل وعلي أحمد بلخدر وأحمد صالح سيف.

وحيدر الهبيلي هو سليل عائلة حكمت دويلة صغيرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، كانت تسمى «إمارة بيحان»؛ وهي إحدى 23 إمارة ومشيخة شكلت منها بريطانيا، التي كانت تحتل الجنوب اليمني، ما عُرف بـ«اتحاد الجنوب العربي» عام 1963، بعد أربع سنوات من تشكيل اتحاد مصغّر أُطلق عليه «اتحاد إمارات الجنوب العربي».

وبعد صعود الجبهة القومية إلى الحكم إثر رحيل الاستعمار البريطاني عام 1967، أطاحت الجبهة بكل الدويلات ونزحت عائلة الهبيلي إلى المملكة العربية السعودية.

وحيدر الهبيلي عضو في مجلس الشورى، كما اختير لعضوية مؤتمر الحوار الوطني، وكان يقود معسكراً لقوات السلام في شبوة.

أما أحمد بن فريد الصريمة فواحد من أكبر رجال الأعمال في الجنوب، ودخل السياسة مؤخراً من بوابة القضية الجنوبية، التي قدم نفسه على أنه واحد من قادتها المعتدلين، واختير رئيساً لمؤتمر شعب الجنوب الذي انخرط في الحوار الوطني.

لكن نشطاء الحراك المتشددين يرون في سلوك الصريمة نوعاً من الانتهازية وبحثاً عن علاقات جيدة مع النظام الجديد لزيادة فرصه في المجال التجاري.

ويعكس هذا المطلب، الذي ارتفع على لسان أبرز رجالات شبوة، واحدة من خصائصها التاريخية والاجتماعية التي أوحت إلى سكانها بشعور أنهم يؤلفون نسيجاً بدوياً متميزاً ذا تقاليد قبلية خاصة.

وهو أيضاً انعكاس للتفاعلات المرافقة للحديث المتزايد عن شكل الدولة الذي سيقرره مؤتمر الحوار الوطني وتتجه كثير من الأطراف المحلية لأن يكون فيدرالياً.

 

عن المصدر اونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى