فضاء حر

شرنقة دود القار الأسود وقوارض الوطن

 يمنات

الإهداء الى الخمسة اليمنيين الذين صلبتهم سلطات آل سعود على ارضها ..

ضلت قوى الإستبداد والتخلف تهيمن على المشهد السياسي وتتحكم بزمام الأمور في اليمن ردحا طويلا من الزمان وكل ما لاحت في الأفق المعتم لحظة للخلاص وتهيأت الفرصة لتحول وطني عميق تبرز تلك القوى سدا منيعا تتصدى له تارة بالحديد والنار وتارة أخرى تناور وتراوغ وتركب صهوة التحول مكرا لتنقض عليه لاحقا وتعيد إنتاج مشروعها الإستبدادي العبثي من جديد متكئة على موروث الجهل والإرتزاق والتحشد العصبي ، ومخزون الكراهية المتخثر في رؤوس "كرادلة" البلاط الملكي.

تعمل قوى طابور المرتزقة داخل الوطن بعقلية القاتل المأجور ميت القلب والضمير وهي مجردة من القيم الإنسانية ومشاعر الغيرة والإعتزاز بالإنتماء الوطني، وحتى الشيم والإخلاقيات القبلية والعشائرية الحميدة التي سيرت شؤون مجتمعات ما قبل الدولة قوضتها وشوهتها وابقت على المقيت والمتخلف منها خدمة لمصالحها الضيقة وإرضاء لرغباتها غير المشروعة في التغول والتسلط والإثراء اللا محدود، وشواهد الدمار والتشوهات الماثلة للعيان على إمتداد الوطن دامغة يصعب سردها مفصلة في مقالة أو كتاب.

ضربت تلك القوى الضالة وحدة الشعب الوطنية بحروب وفتن عبثية طاحنة اثخنت جسد الوطن، وانتهجت سياسة سلب وإفقار وتنكيل عنصرية ممنهجة ضد السواد الأعضم من الشعب ترفع الغزاة من المغول والتتار والبربر عن إتباعها في اراضي غير المستباحة.

وفرطت تلك القوى بالسيادة والتراب الوطنيين ودمرت الإنسان وهويته وقيمه الحميدة ، وامعنت في إذلاله وسلبه حقه وحريته وكرامته ، ولوثت واقعه بآفات الفساد والتخلف من عصبية ومحسوبية وإرتشاء وتطرف، والأفضع من كل ذلك أنها تقف اليوم على كومة الوطن الخراب لاهثة طامعة بالمزيد، ودون رأفة أو إشفاق بشعب تدعي الإنتماء إليه يقتات بعضه من مخلفات "القمامات" وتسحق كرامته على اعتاب دول الجوار المستعلية تصر قوى الإرتزاق على الإستمرار في التسيد والتحكم الأخرق بمصيره وتحاول اليوم إنتاج مشروعها الإستبدادي المتخلف القديم بصيغة جديدة على انقاض الثورة السلمية المجهضة ،غير أبهة للدمار الواسع الذي الحقته بالوطن ارضا وإنسانا.

الباحث المتمعن في الواقع ومجريات الأحداث والتحولات خلال عقود زمنية مضت لن يجد عناء في تشخيص الأمراض التي تفتك بشعبنا وتعيقه عن ركب التحول الحضاري ، إنها اورام خبيثة وداء يتغلغل ويتفشى بنتوآت وبثور وتقرحات واسقام تنهش جسد الوطن، مصدرها شرنقة دود القار الأسود في كهف "الرياض" الطافح بصديد الجرثوميات المتعفنة عبر العصور ، وادواتها في الداخل حثالة قوارض وسوس وجرذان منتفخة اطاحت منذ امد بعيد بحضارة السد العضيم وسارت مع ابرهة الحبشي لهدم الكعبة وساقت إبن ذويزن الى مشنقة باذان الفارسي ، وفي زمن آخر اتحفت طلائع جيوش السلطان العثماني برقصة "البرع".على مشارف صنعاء عاصمة الإستبداد والتبعية.

زر الذهاب إلى الأعلى