فضاء حر

احمد حاشد .. قطار كفاح لا يتوقف

يمنات
من منا لا يتذكر النائب احمد سيف حاشد وهو يخوض المستحيل لكسر قيود امة غرقت في بركة الخنوع في مخاض صعب وشرس على رأس العشرات ثم المئات من الفتية والفتيات الابطال الذين استنهضوا عزيمة شعب طالت غفوته واشعلوا فتيل الثورة. بينما كان السواد المجتمعي الأعظم في حالة حيرة وتحفز مشوب بالتردد والرهبة من مباشرة الفعل الثوري الذي طغى على المشهد العربي.
نزلت كوكبة من الماجدات والاماجد الشباب الى شوارع العاصمة صنعاء بصرختهم الحصرية يمنيا “الشعب يريد اسقاط النظام” التي بدأت تبدد صمت صنعاء المتجهم..
كم هائل من التهديدات والضرب بالهراوات والركلات والرصاص الحي والغازات السامة لم تثنيهم عن مواصلة مسيرتهم الظافرة على طريق الحرية والكرامة ، وابحروا فوق زوابع عاتية نحو شاطئ الخلاص.
ايام عصيبة شكلت مخاضا مصيريا عنوانه “نكن او لا نكن”، انيط خلاله بهذه النخبة الفدائية مهام قهر المستحيل وعليهم توقف الرهان في كسر حواجز الرهبة والخوف واستنهاض ارادة الحرية لدى اطياف المجتمع الراضخة لأعتى الهمجيات التسلطية وتحريك الشارع اليمني نحو الفعل الثوري.
اصرار عجيب ومثابر ابدته تلك النخبة القيادية التي مع الاسف لا استطيع سرد اسمائها في هذا الحيز ، سطر الفصل الاول والاصعب في ملحمة الثورة وفرض نفسه بقوة على الساحة الوطنية عجزت معه وسائل الاعلام المدجنة والمحابية للنظام محلية وخارجية عن تجاهله ويوما بعد يوم بدأت ينابيع الحرية تتفجر غضبا على امتداد الوطن تماهيا وتفاعلا مع تياري الحرية المتعاضمين في كل من صنعاء وتعز لتتداعى روافد الحرية من مختلف المحافظات فتغدو سيلا عارما اجتث في طريقه قلاع واسوار الطغيان.
وها هو احمد حاشد يواصل مشوار النضال بوتيرة اكثر تنوعا وابداعا وفعالية غير ابها بهراوات الطغيان الفولاذية وانياب الاستبداد التي لاتزال مكشرة على هيئة ابتسامة صفراء ماكرة ، كما لم يأبه يوما لمحاولات التشويه الرخيصة لشخصه ومواقفه واسهاماته النضالية ، ولم يلتفت الى من حاولوا تسلق جدار مجد الثورة عن طريق سرقة جهد الآخرين لأنه باختصار لم يعمل من اجل مجد شخصي او جاه بل جسد بحنكته الكفاحية المنحازة للغلابى والمقهورين وتواضعه ونكرانه للذات شخصية مصلح زاهد ومناضل جسور في ضميره وطن.

زر الذهاب إلى الأعلى