فضاء حر

دورة “المركزية” بين خياري النهوض بالحزب و”الكلفتة”

يمنات

تشكل دورة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الحالية محطة تحول في حياة الحزب يعول عليها الارتقاء بدوره ونشاطه ليغدو بحجمه الحقيقي الذي هو عليه في الواقع الوطني صمام امان وحامل امين لآمال وتطلعات قطاع واسع من اليمنيين التواقين للدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية التي تجسد العدالة والمساواة وتنهض بالوطن المحبوس في سرداب التخلف والهيمنة القبلية البليدة المرتهنة لأطماع اعداء اليمن التاريخيين في الخارج.

لهذه الدورة اهمية كبرى كونها الأولى منذ انطلاق الثورة الشبابية السلمية التي زلزلت عرش الطغيان وفتحت الآفاق على المجهول الذي يتبلور بأشكال ومشاريع عدة بعضها حميدة تجسد إرادة شعب في الخلاص من الطغيان ، واخرى خبيثة تسعى الى إعادة إنتاج نظام الاستبداد والتبعية لن تفضي سوى الى التمزق والدمار.

يطيب لي ان اطلق على هذه الدورة اسم دورة "النهوض" ولن تفز بهذه الصفة إلا إذا استطاعت كسر الجمود المحبط وازالت التكلسات والطوارئ" والغبار و"الأرضة" من جدران الأمانة العامة للحزب ورؤوس بعض اعضاءها، على طريق انتشال الحزب من تحت اكوام الشللية والمصالح الأنانية ونزعات الاستحواذ والتبعية التي تلتقي في جماعة "المؤلفة قلوبهم" حسب القيادي في الحزب الدكتور عبد الرحمن عمر.

ندرك جميعا حجم الدمار والتنكيل والتضييق والاختراقات التي تعرض لها الحزب الاشتراكي منذ فجر الوحدة ولا يزال ، تلك الحملات والممارسات التنكيلية على مدى اكثر من عشرين سنة ، احدثت الكثير من الوهن والتصدع في جسد الحزب الذي يشبه اليوم دبا عملاقا مسنا فقد لياقته البدنية وقدرته على اخضاع الطرائد وبات يتضور جوعا وينزوي بين اشجار الغابة في انتظار هبة نسمة قد تحمل له ريحة بقايا جيفة مفترسة.

ومع كل ذلك ما كان لأي تنظيم او تجمع او حزب تعرض لما تعرض له الاشتراكي المناضل من عذابات ومحن وويلات استهدفت اجتثاث وجوده فكرا وتنظيما ومشروعا ، ما كان له ان يصمد ويتماسك او يبقى له بعض أثر ، ولأن الحزب الاشتراكي سليل نبل واصالة نضال وتضحية ، ووريث شرعي لحركة الكفاح والتحرر الوطني والحامل الحقيقي والجدير بالثقة لمشروع النهوض الوطني فقد عجزت احقاد الأزمان وصلف الدهور المجتمعة في عقلية اعدائه عن تدميره كليا وقذف رفاته في البحر، ذلك لأنه حلم الأجيال ومشروع وطن لا ينتهي او يزول الا بزوال الوطن .

ولأن لكل وطن او تنظيم او حزب "كلافيت" في هذا الزمان الذي يتسم بالتقلبات والفوضى فأننا نخشى على هذه الدورة من "الكلفتة" فتفقد اهميتها ودلالتها التاريخية وتنتهى بمخرجات سطحية لا تؤدي الى تحول حقيقي وإصلاح جذري لبنية الحزب المتقادمة والمتآكلة ، وعلينا ان ندرك التبعات الوخيمة لفشل هذه الدورة في انتشال الحزب من وضعه المتردي وما يمكن ان تسببه من خيبة امل وردة فعل عفوية غاضبة لدى شريحة الشباب الاشتراكي الذين انتظروا هذا اللقاء التاريخي بفرغ الصبر.

زر الذهاب إلى الأعلى