أخبار وتقارير

خيارات الجنوبيين بعد مجزرة الضالع والموقف الدولي

يمنات
لاقت جريمة الضالع إدانات واسعة محلية ودولية حيث تأتي الجريمة في ظل الحديث عن القضية الجنوبية وآليات المعالجة وبعد أيام من هبة شعبية كبيرة شاركت فيها معظم المحافظات الجنوبية.
وعلى ما يبدو فإن غالبية الجنوبيين بعد جريمة الضالع سيصبحون أكثر قناعة بأن الحل الامثل لن يكون بالفيدرالية المطروحة بل بما هو ابعد من ذلك وبالتالي سيتعزز موقف الفصائل الحراكية التي تنادي بفك الإرتباط وتكافح من اجل إستعادة دولة ما قبل 1990م .
أما الجزء الآخر من أبناء المحافظات الجنوبية وهم الفئة الأقل فمخاوفهم ستزداد وسط خشيتهم من تفاقم الأزمة في الجنوب وتدهور الأوضاع الى حد الإنزلاق نحو حرب طاحنة مع كل ما يمت للشمال ودولته بصلة.
ورغم ان هذا قد يكون بعيداً في القريب العاجل إلا انه ليس مستبعداً إذا ما أستمر نظام صنعاء في انتهاج أساليب العنف في التعامل مع الحركة الاحتجاجية الآخذة في التصاعد في الجنوب والتي أخذت اطواراً وتشكيلات مختلفة جعلتها أكثر التصاقا بالشارع ومكوناته المجتمعية.
و في كل مرة يثبت نظام مراكز النفوذ وتحالف 94م انه لم يتغير وسياساته ستستمر في التعاطي مع الجنوب والجنوبيين وفق نمط محدد يقوم على استغلال الشعارات الوحدوية في تبرير قتل أبناء المحافظات الجنوبية كما تم استغلال هذه الشعارات في تقاسم النفوذ والثروة في الجنوب . وهنا سنصبح امام خيارات عدة فإما انزلاق الأوضاع نحو الانفجار الكبير في الجنوب وسط تدخلات إقليمية واضحة تسعى نحو تثبيت مصالحها شرقاً وجنوباً وبالعودة الى توازنات القوى فالمعركة لن تحسم سريعاً إلا بقدر وحجم الضغط والتدخل الدولي.
و في كل الخيارات فما ينقص الجنوبيين هو الاعتراف الدولي فحتى لو أستمرت الاوضاع في التدهور ميدانياً فلن يتغير أي شيء إلا بتغير الموقف الدولي إلا لو أستطاع الحراك فرض نفسه كواقع حقيقي على الأرض وهذا ليس بالسهولة بمكان فقد حاولت القوى الحضرمية والحراكية فرض نفسها خلال الهبة إلا أنها لم تستطع فالقوة لاتزال في صالح السلطة ومراكز النفوذ.
ولعل تداخلات العوامل التاريخية والجغرافية وتشابك المصالح دفع الكثير من الشماليين والجنوبيين الى تضافر جهودهم في سبيل القضاء على الحركة الاحتجاجية التي اصبحت اليوم على مشارف إعلان الكفاح المسلح.
و حسب مؤشرات الاوضاع في اليمن عموماً فإن الموقف الدولي لن يتغير وقد لا تشكل جريمة الضالع حافزاً للخارج للتدخل إلا انها ستحفز القوى الداخلية الجنوبية على وجه التحديد على توحيد خياراتها وترك بعض الخلافات التي كانت السبب الرئيسي في فشل مشروع الحراك عموماً وأدت الى اختراقه من قبل أكثر من قوة والخلافات وتنازع القيادات تكاد تكون المشكلة الاولى والاخيرة للحراك الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى