أخبار وتقارير

كاتبة سعودية : أصبحت عاجزة عن الكتابة بعد رؤيتي ل”فيديو” مستشفى “العرضي” فخنجر اسرائيل يستقر بالخاصرة

يمنات
قالت الكاتبة السعودية “اميمة الخميس” في احدث كتاباتها تحت عنوان “إلى اين نحن ذاهبون ؟ ” ، أشعر أن الكتابة عن أي موضوع أو تصور أو رؤية هو نوع من الترف العابث أمام المقطع الفظيع المتداول عن التفجير القاعدي لمستشفى (العرضي) في اليمن، ذلك المشهد الذي انتهك سلامي الداخلي لعدة أيام، وبقيت بعده عاجزة عن الكتابة وأيضاً عاجزة عن استيعاب أي من التفسيرات المحيطة به عدا أن عالمنا العربي يعيش انتكاسة حضارية كبرى.
واردفت قائله : أعلم أن هناك الكثير من الجرائم والفظائع ترتكب ولكن بعيداً عن عدسات الكاميرا، فهل تفجير مستشفى العرضي حصل على أصداء قوية لأن تفاصيله بثت على التلفاز اليمني للعالم؟ فعملية التماس المباشرة مع آلة الموت والدمار وفي زمن ثقافة الصورة خلقت ردود فعل شعبية كبرى؟ تماما مثل مشهد الطفل الفلسطيني محمد الدرة فهو كان مجرد طفل ضمن عشرات من أطفال الانتفاضة يقتلون على يد الاحتلال الصهيوني، ولكن الفرق أن مصور وكالة الأنباء الفرنسية التقط مشهد وفاته بين يدي أبيه مصادفة.
ثم وفي محاولة منها لتفسير ردة فعلها اخذت تتساءل : هل لأن المقطع المصور ينقل بشاعة الهمجية الإرهابية ضد عزل وآمنين ومكان مقدس كالمستشفى يكون فيه البشر في أقصى حالات ضعفهم وانكسارهم البشري بلا حول ولا قوة؟
هل لأن المشهد أظهر لنا المفارقة من خلال صورة إنسان الكهف البدائي المتوحش يطلق الرصاص بعشوائية بموازاة الطبيبة اليمينة (سمية) التي تعكس اليمن الجديد.. يمن العلم وإرهاصات التحضر وتمكين المرأة؟
هل لأن القاعدة بشقها الميداني تطوقنا وتخترق عمقنا الاستراتيجي في اليمن والعراق وسورية وسيناء؟ بينما حواضنها الفكرية موجودة في الداخل وتعمل بكامل طاقاتها الإنتاجية؟
لا أمتلك جواباً على أي مما سبق كل الذي أعرفه أن الإنسان العربي يعيش مأزقاً حضارياً خطيراً، وبلغ مرحلة من الضعف إلى الدرجة التي يعجز فيها عن أن ينهض بقوة وعنفوان ليحسم مواجهة طويلة مع التيارات الظلامية التي تمخره طولاً وعرضاً.
تنظيم القاعدة بجميع مكوناته وتطرفه هو فقط عرض لمرض أكبر وأشمل اسمه التخلف الحضاري.
القاعدة هي بثور وبؤر جرثومية فوق الجسد المريض المسجى من المحيط إلى الخليج، خنجر إسرائيل يستقر في خاصرته بينما هو عاجز عن أن يذب عن نفسه أبسط التهديدات.
أبسط وأقرب مثال لذاكرتكم.. ما تحركات الجامعة العربية أثناء الربيع العربي؟ ما تحركاتها الآن أمام المأساة الإنسانية في سورية؟ إن المشهد يبدو كاريكاتورياً.
هل لأن تناسي حقوق الإنسان وازدراءها والاستهانة بكرامة الشعوب وحقوقها قد أفضيا إلى أعمال همجية تتبدى على شكل تيارات من العنف والتطرف؟
هل لأن عصر الحداثة الذي يحافظ على كرامة البشر ويجعل من الإنسان ومملكته الأرضية قيمة أولى مابرح على تخوم العالم العربي ولم يدخله؟
هل هناك عملية تهميش وتغييب بل حصار مستمر لكل الطروحات الفكرية والفلسفية المستنيرة التي تؤمن بالحوار والتعايش والتسامح والتعددية؟
ثم اختتمت مقالتها قائله : الفكر الظلامي في المنطقة سواء في شقه الميداني أو في بؤره وحواضنه هو أحد مظاهر تخلف حضاري شمولي ومتجذر.. هو حالة عجز عن المجاهرة بالأسئلة والإشارة إلى مواضع الألم فتحولت مواضع الألم مع الوقت إلى خلايا موقوتة.. مع عجز عن تخصيب وتشجير حقول الفكر بمشروع حضاري ينخرط فيه الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى