فضاء حر

عملية إرهابية

يمنات
بينما كان مثقلا بهمّ خراب سيأتي، وجد حسين جيشان نفسه يهرول بارتباك، إلى خارج منزله المجاور لمزرعته في محافظة أبين ليشاهد مسير رتل من قوات الجيش كانت عرباته تنطلق بسرعة مخترقة كثبان الغبار.
في الطريق إلى الجبهة كانت اعين الجنود متحفزة تحفر للإرهاب ساعة النهاية.
تذكر حسين بندقية قديمة ورثها عن جده، وعلى وقع صراخ زوجته المتسمرة على النافذة قرر حزم امتعة عائلته للرحيل. تحرك أبنه الصغير بخفه ملتصقا باقدامه وارح يلوح بيده.
الجميع أرسلوا للجنود ابتسامه، فيما كانت عيونهم تجاهد للحفر وسط الغبار.
في الضفة الأخرى كان الإرهابيون يتحدثون لغات غريبة تنبعث منها رائحة الدم.
الخوف ولد الآن في هذا الحي يلفه صمت ثقيل، تبدده أصوات ارتطام السلاح واحيانا رنين هواتف لزجة من عرق ينسكب بفزع على أرض ليست أرضهم.
بعضهم جالوا المنطقة متحفزين بأسلحتهم وآخرين اخذوا يعرضون حاجياتهم للبيع.
فقبل ساعات فقط، جاءتهم شارة البدء ” اعط الجيش ظهرك ولا يلتفت منكم أحد “.
ساعات ثقيلة مرت وهم يحشدون فتيانا على وقع تكبير تفوح منه نيات سفك الدم.
بكي الليل طويلا، وتنفس الصبح بسأم على جثث متناثرة تحاصرها أحلام صغيرة.
لم يبق في هذا الحي سوى هزات أقدام الجنود على أرض محررة.
القتلة الكبار كانوا قد حلقوا ورحلوا في خلايا سرية لا تنتج سوى القتل. في قلب حي شعبيي يكتظ بالمطحونين تسللوا ملثمين واختبئوا لحياكة يوميات قتل جديدة. وحدها رائحة البارود المتناثرة بصمت كانت تعرف ما يدور.
في الخارج كان طابور طويل من السيارات ينتظر اجراءات تفتيش الدوريات.
في هذه المرة كان الطابور يمضي ببط، الجميع متعجلين تحاصرهم العيون. لم يكترث احد لما يدور في الجوار.
تسلل الملثمون راجلين وذابوا وسط الزحام.
كانت الوجوه سأمة والأبنية صامتة بانتظار بزوغ الدم.
حتى شمس الغروب كانت تسكب اشعة صفراء حزينة على الجدران تنذر بكارثة.
معركتنا مع الإرهاب لن تكون هذه المرة سهلة. التفافنا حول جيشنا الوطني بأيمانه وبسالته سيهزم إرهاب القاعدة.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى