فضاء حر

تداعيات عمران ونقل المعركة إلى تعز

يمنات
تلك الضربات البنيوية القاسية والمتتابعة التي يتلقاها الجناح العسكري والتكفيري من الإصلاح (إخوان اليمن ) تُصيبه بحالة من الدوار والعمى إن صح القول.
هذه النتيجة تُغدوا سبباً جديداً لتعميق هذه التناقضات داخل الحزب المكون من (رجال دين ومتطرفين، وقبائل، ومدنيين وعسكريين، ووكلاء احتكارات ، وبرجوازية صغيرة).
و هذه النتيجة ايضا تصبح سبباً جديداً ليرتكب الإصلاح حماقةً ما قد تهلكه، في هذا الوقت بالذات يمر به التجمع اليمني للإصلاح بأسوأ حالاته داخلياً التي تنعكس عن أداءه الخارجي، وضعفه الخارجي انعكاس لضعفه الداخلي وضعفه الخارجي من الضربات التي يتلقاها على يد الحوثي تؤثر عليه داخلياً وتأزم تناقضاتها والعلاقة ديالكتيكية بين العلة والنتيجة والظاهرة والجوهر.
* نقل المعركة إلى تعز
لا يُمكن نقل المعركة إلى تعز بحدتها العسكرية التي شهدتها عمران أو حاشد، فالبيئة غير ملائمة لهذا العنف المُسلح كما ان كِلا الفريقين أضعف عسكرياً في تعز، وأيضاً البُنية الاجتماعية في تعز متنوعة وممدنة بعض الشيء وليست –ك”عمران” مثلاً- بنية اجتماعية متجانسة تتعرض لمظلمة اجتماعية واحدة من قبل الإصلاح استدعت الانتفاضة عليها، رغم أن البيئة الذهنية والوعي الجمعي مواتي للحرب فهو يُفخخ ويُهيج طائفياً من طرف واحد والكتابات على جُدران المدينة وخطب المساجد ومنشورات المراكز الدعوية كلها تحمل نبرة طائفية واحدة “الموت للرافضة”، وشكل المعركة في تعز سيأخذ طابع الاغتيالات، وهذا أمر مُخيف يجب الوقوف أمامه بحزم فهو يهدد السلم الأهلي الشِبه حاضر حالياً.
محاولة نقل المعركة إلى تعز من قبل طرف واحد وهو (الإصلاح/السلفيين) ليست بالأمر الجديد، فسبق وأن اغتالوا الناشط في أنصار الله (بسام الجُنيد) ، وسبق وأن تم الاعتداء بالنار على مقر أنصار الله بالجحملية، ومنذ أسبوع اغتيل العميد المتقاعد في القوات الجوية المحسوب على أنصار الله (إبراهيم عامر)؛ قبل أن نردد بطريقة ميكانيكية كرد فعل.
الحرب عبثية في تعز وتهدد السلم وتهدد الجمهورية والأبرياء يسقطون ضحايا..!
يجب أن ندين هذه الحرب قبل وقوعها ونتكاتف بالوقوف ضد كل المُقدمات التي تستدعي الحرب ، ويجب أيضاَ أن نكون أقويا لنكون مُنصفون فنحدد من هو الطرف الذي يريد جر الحرب وننقده ونقف ضد أفعاله، ومن العدمية أن نجمع الطرفيين ونلعنهما مع بعض لنبدو حداثيين، فنحن نعلم -حتى اليوم- في تعز أن التكفير والتحريض الطائفي هو من طرف واحد ضد من يسموهم بالرافضة.
مؤخراً وفي تصعيد جديد وتحريض على القتل يتناقل ناشطين إصلاحيين على “فيس بوك” وتم توزيعها في مساجد المدينة قائمة اغتيالات بالعلن تحمل أسماء كبار الكتاب والصحفيين والسياسيين والإعلاميين والعلماء بتهمة (التحوث ونشر الحوثية في تعز ) ،وهذا بيان حرب صريح ودليل إدانة على أي الأطراف يُمارس الطائفية ويريد إقصاء الأخر في المدينة.
على رأس هذه القائمة الإرهابية الإصلاحية والمطلوب تصفيتهم عضو مؤتمر الحوار الوطني الشاعر والكاتب صلاح الدكاك، والنائب البرلماني عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني سُلطان السامعي، والناشطة اليسارية الكاتبة عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بُشرى المقطري، والإعلامي بقناة المسيرة فضل النهاري، والإعلامي بقناة الساحات هيكل العريقي، ومفتي تعز سهل بين عقيل، والشاعر معاذ الجُنيد، ورئيس ملتقي التصوف عدنان الجُنيد شقيق بسام الجنيد الذي سبق واغتالوه، وأكرم عبد الغني، مازال بالإمكان رفض الحرب قبل وقوعها وتقديم موقف حقيقي يغير ولا يشجب !

زر الذهاب إلى الأعلى