أخبار وتقارير

المفكر عبد الباري طاهر: الأحزاب اليمنية لم تعد قادرة على خلق نظام ديمقراطي و القوى التقليدية بدأت بالانهيار لأن أسلوبها في الحكم لم يعد مناسب للمرحلة

يمنات

أعد المادة للنشر: أنس القباطي
أعتبر المفكر عبد الباري طاهر، أن الأحزاب في اليمن مشكلة، كونها صارت جزء من السلطة، واصبحت أيضا جزء من القوى التقليدية غير الديمقراطية، كونها لم تعد تستطيع أن تخلق نظام ديمقراطي، فهي أحزاب غير ديمقراطية.
و قال في الحلقة الثانية من برنامج المشهد، الذي يبث على قناة الساحات يوميا،: إن نتائج مؤتمر الناصريين الأخير، ليس بالمستوى المطلوب، مشيرا إلى أنه كان هناك طموح داخل هذا الحزب الفتي، ان يكون هناك تغير حقيقي وان يأتي المؤتمر بقيادات شابة.
إجراء تكتيكي في مؤتمر الناصريين والاشتراكي معطل
و وصف ما حصل في مؤتمر الناصريين الأخير، ب”الإجراء التكتيكي و الجزئي”.
و اعتبر طاهر، أن الحزب الاشتراكي حزب معطل، فقياداته انتمائها إلى الماضي.
و نوه إلى أن طموح شباب الأحزاب، بما فيها المؤتمر و الإصلاح، أصبحت طموحات بأفق مستقبلي، و تريد الخلاص من النظام القائم الأن.
و قال: نحن في بلد لم تعد فيه معارضة حقيقية، فالحكام يتحاربون و المعارضة تتحارب، و هي جزء من النظام، و شريكة له وحريصة على البقاء في الحكم.
توق للحرية
و أضاف: هذا بالنسبة لقيادات الأحزاب، أما قواعد الأحزاب فهي تتوق للتغيير، ففي داخل حزب الإصلاح، قوى تنتمي إلى الحياة المدنية ولا علاقة لها بتجار الحروب ولا علاقة لها بالتكفير والتخوين، وهي اقرب إلى العصر والى روح العصر.
و تابع: و في القبيلة أيضا نفس التوجه قوى داخل القبيلة أيضا انتمائها إلى الحياة المدنية، وتتوق للحرية و إلى بناء دولة امن وسلام واستقرار.
قيادة الأحزاب و قواعدها
و أعتبر أن الخلل يكمن في رأس الأحزاب في اليمن، و هي التي اختصمت و اقتتلت، و أصبحت جزاء من الماضي، و عاجزة عن أحداث التغيير.
و اكد أن الرهان حاليا، على الشباب، و على القوى الجديدة و القوى الفتية داخل الأحزاب و داخل المجتمع اليمني و المستقلين بصورة اكثر، مرجعا ذلك لأن الأحزاب صارت مثقلة بالادلجة.
و أشار إلى أن القوى الجديدة و الشباب و القوى الفتية في الأحزاب و المستقلين، غير مشحونة أو معبأة بلغة العصبية الحزبية أو الطائفية أو القبلية، و هي التي ينتظر منها أن تأتي بالتغيير.
و اعتبر أن قوى الحراك الجنوبي التي نزلت إلى الشارع في العام 2007م، والهبة الحضرمية، عبرت عن إرادة جديدة داخل المجتمع، موضحا أن الاحتجاجات موجودة حاليا في مختلف مناطق اليمن بدون استثناء.
و أضاف: هناك احتجاجات موجودة في تهامة، و احتجاجات في الجنوب و في صنعاء و في اب و في مختلف مناطق اليمن.
و أوضح أن هذه الاحتجاجات و التذمر و الرفض شبه اليومي للواقع القائم السائد، هو الذي يراهن الآن عليه.
تعطيل مخرجات الحوار بالحروب
و لفت إلى أن مخرجات الحوار عطلت، كما عطلت الثورة الشعبية بمبادرة التعاون الخليجي، و عطلت أيضا الجوانب الأكثر أهمية في المبادرة الخليجية، وهي هيكلة الجيش، و مشاركة القوى الجديدة بما في ذلك الشباب والمرأة.
و نوه طاهر في سياق حديثه في برنامج المشهد، أن مخرجات الحوار، تعطل من جديد بافتعال الحروب و إثارة الصراعات الدامية، لحجب مخرجات الحوار، و عدم الوصول إلى دستور جديد، أو الوصول من باب أولى إلى دولة اتحادية ديمقراطية.
و قال: القوى التي خربت البلاد، باتت مطلوبة لعدالة وطنية ولعدالة قومية ولعدالة دولية، حيث جرت البلاد إلى الكوارث و الحروب.
قوى الاقتسام في الأحزاب
و أوضح أن بعض القوى في هذه الأحزاب، اتجهت إلى الاقتسام وبعضها صارت جزء من الغلبة والقهر، و جزء منها لا يزال لديها طموح إلى المستقبل، و هي موجودة في كل الأحزاب بدون استثناء.
و لفت إلى أنه القوى التقليدية في الأحزاب، ذهبت مع الاقتسام وإعادة انتاج العقم، و خلقت أوهام لدى بعض الشباب للانحراف بهذا الاتجاه.
القوى الفتية
و نوه أن الجسم الحقيقي داخل الأحزاب، و داخل الطبقة الوسطى و داخل الشرائح المجتمعية، حيث لا تزال حية و معافاة، و لديها توق كبير للحرية.
و أكد أن هذه القوى هي من نزلت إلى الشارع في ثورة شعبية في ال”11″ من فبراير 2011م، و لا تزال مؤهلة، حيث لا تزال الاحتجاجات اليومية مستمرة، و المقالات في الصحف مستمرة، في محاولة لتوسيع هامش حرية الرأي والتعبير.
و لفت إلى أنه بعد كل الاتفاقات التي كان تتم بين القوى السياسية، تعبقها حروب لوأد تلك الاتفاقات.
اتفاقيات وحروب
و أضح: اتفاقية 1972م، اعقبتها حرب بين الشمال والجنوب، و حرب المناطق الوسطى في 1979م، وثيقة العهد والاتفاق، و قبل ان يجف حبر الموقعين، كانت المدافع والصواريخ قد انطلقت، بسبب أن القوى التقليدية، كانت ترى أن هذه الاتفاقيات ليست لصالحها، و تريد أن تحكم بالغلبة و بالقوة و بالقهر، و هو الأسلوب التي ورثته و دأبت عليه، منذ عشرات السنين.
و أعتبر أن هذه القوى بدأت بالانهيار، بحكم قوانين العصر بحكم ان هذه القوى الفاسدة والمستبدة أصبح استمرارها في الحكم مستحيل، لأن أسلوبها في الحكم لم يعد يتلاءم لا مع طبيعة العصر ولا مع إرادة الناس والحياة، و لذلك هي بالفعل تتساقط كأوراق الخريف في اكثر من منطقة، فضلا عن أن هناك رفض لبقاء هذه القوى حاكمة.
و قال: ماذا نسمي ما يحصل في الضالع، نحن أمام وضع رهيب جدا، ان يؤتى بوحدة أو بقيادة وحدة مطرودة من تعز أو مرفوضة في تعز، و تفرض على الناس في الضالع.
و أضاف: نحن في بلد يهددها الارهاب، فجأة يتحرك الجيش لموجهة الإرهاب في شبوة، فتنفجر الحرب في عمران، و هناء لا يحتاج الإنسان إلى كثير من الذكاء وقدرة على التحليل ليدرك ان هذه الحرب، تريد ان تلغي الحرب على الارهاب و تعطلها.
و اعتبر أن الحرب في أي منطقة يمنية، له علاقة بالصراع على الحكم، و الذي لا هدف له إلا إعادة صياغة النظام من جديد والاقتسام من جديد، سوى بالحرب أو بالانتخابات.
انتخابات بصيغ التدمير
و تابع: القوى التقليدية تريد الانتخابات بالصيغ التي ادت إلى تدمير البلدان، باكستان انشقت عن الهند بالانتخابات، و بنجلادش انشقت على باكستان بالانتخابات، وشمال السودان بالانتخابات.
و نوه إلى أن هناك أطراف سياسية حريصة على ان تصبح الحرب، حرب الدولة، شنت ستة حروب في صعدة، باسم الدولة، و الحرب التي شنت على الجنوب في العام 1994م، و هناك قوى داخل الدولة ليست مع الدولة، وليست مع النظام والقانون، وليست مع بناء الأمن والاستقرار، هذه القوى تريد الزج بالدولة لتقود حروب طائفية و قبلية.
و طالب بأن تعاد هيكلة الجيش، ليكون ولاء الجيش للوطن، و هو ما نصت عليه المبادرة الخليجية، و هو مطلب من مطالب الناس.
تابعوا الحلقات اليومية مع عبد الباري طاهر في برنامج المشهد على قناة الساحات، الساعة 9,30 مساء و يعاد الساعة 3 فجرا.
قناة الساحات: تردد 11680 أفقي H ترميز 27500

زر الذهاب إلى الأعلى