فضاء حر

الثورة الشعبية بتضحيات ايضا

يمنات
الذي يعتقد بان الثورة الشعبية السلمية بدون تضحيات جسيمة ليس بثائر ولا مناضل ميداني لألاف الاحرار انه اقرب الى ان يكون راعي اغنام همه سوقها المرعى وعودتها كاملة العدد، وقد ملئت بطونها استعداد للذبح في موعد لاحق.
الثورة السلمية يا ايها المرجفون فيها تضحيات ومن طرف واحد ولكن من اجل المجموع وفي سبيل الاهداف النبيلة للشعب.
الثوار الذين حددوا اهدافهم واعلنوا مراحل تصعيد الثورة حتى تحقيق اهدافها كاملة وبدون انتقاص ليسوا مسئولين عن القتل او الجرائم الفضيعة التي قد ترتكبها السلطات الاستبدادية في حقهم، او في حق الابرياء من مؤيديهم خصوصا حين يقتل ازلامها الثوار بدم بارد ويصوبون رصاصاتهم للعزل من السلاح كما حدث يوم امس امام مجلس الوزراء حيث لم يكن هنالك مبرر ابدا لذلك العنف المبيت والاجرامي الذي اتخذ بقرار سياسي عالي المستوى.
نعم ليس الثوار السلميون هم المسئولين عن العنف الذي تمارسه السلطة في حقهم وفي حق شعبهم، بل انهم يضحون بأرواحهم حتى لا تستمر جرائم القتل اليومي التي ثاروا لإيقافها في بلادهم .. لقد انتصر الثوار يوم امس على السلطة حين كسروا ارادتها الاجرامية واقاموا خيامهم المعلن عنها سلفا امام الحكومة ولوا انهم استمروا في الاعتصام بعد أن كسروا عنفوان البنادق وخرسوها بدمائهم الطاهرة لكنا اليوم في لحظة قريبة جدا من الانتصار النهائي والكبير .. ولكن اللجنة كان لها تقدير اخر فقررت رفع الاعتصام فجأة، ربما لأنها تعلمت من زملائها في اللجنة التنظيمية لثورة 11فبراير كيف يمكن تحويل الثورة الى رصيد سياسي والى خطاب اعلامي نعرض فيه صور الجثث والضحايا، ثم نذهب للانكفاء والتراجع تماما كما حدث بعد جريمة جمعة الكرامة، حيث تحولت شفقة المنضمين المستحدثة على الدماااااااء.
هي وسيلتهم الوحيدة لسرقة الثورة بعد عسكرتها ثم تسييسها بالمبادرات الداخلية والخارجية .. الفرق بين ما حدث في جمعة الكرامة وامام رئاسة الوزراء هو ان منصة الخطابة في الجراف لا تستهدف سرقة الثورة من خارجها ولا يمكن لمن يكون جزاء من الثورة ان يسرقها اصلا، ولكن النتيجة هي واحدة وهي ان توقف الثورة السلمية وتفسخها او عسكرتها وتفسخها ايضا..
نعم الثورة الشعبية فيها تضحيات بل وتضحيات جسيمة ايضا، ولكنها مستحقة واقل من التضحية اليومية التي يدفعها شعبنا العزيز من حياته ومن مستقبله في ظل هذا النظام الذي سقط اخلاقيا قبل ان يسقط دستوريا وشعبيا.
كما ان التضحيات والضحايا التي تقدم أو التي يقدمها الشهداء والجرحى اقل بكثير من الضحايا التي ستسقط في حالة الخيارات الاخرى كخيار العنف الثوري والكفاح المسلح على ان الاهم من ذلك هو ان الانتصار في الثورة الشعبية هو انتصار للشعب كل الشعب على خلاف خيار الكفاح المسلح الذي قد تحسم النتيجة فيه بين المتقاتلين او لصالح المنتصر عسكريا، خصوصا اذا لم يكن الكفاح المسلح قد اصبح خيارا شعبيا.
انسحاب المعتصمين من امام مجلس الوزراء بعد تلك التضحيات والبطولات وبعد ان ثبتوا خيامهم رغم الجراح .. هذا الانسحاب السياسي لا الثوري اضعف خيارات التصعيد الثوري السلمي، وفتح الابواب للخيارات الاستراتيجية الاخرى التي لم اكن افضلها رغم يقيني انها ستحسم النتيجة لصالح اهداف الثورة ايضا، ولكن بكلفة اكبر وبصورة احادية (انصار الله) وغير شعبية.
الآن اصبح الخيار الثوري السلمي أصعب، رغم انه لايزال ممكنا بشرط توسيع قاعدة الاعتصامات لتشمل الشوارع والميادين الرئيسية.
لا يزال الوقت اداء وليصعد الثوار الثورة الشعبية السلمية بهذا الاتجاه بداء من غد وبدون اي توقف صباحا ومساء حتى تنتصر الثورة ولن تتأخر كثيرا ولن تزيد على ثلاثة ايام بالكثير، واذا لم يحدث هذا فإنني انصح برفع الخيام من الجراف نهائيا حتى لا نبقي الناس معرضين اكثر واكثر للانهيار والانكسار وانتظار متى تأتي السلطة لفضهم وبسهولة.
ستنتصر الثورة بالعنف او بالسلم وستتحقق اهدافها ولكننا لا نزال نعتقد بان الثورة السلمية لا تزال اكثر الخيارات تأثيرا واقربها الى الانتصار الاقل تضحية والأكثر انجازا وطنيا.
* تغريدة
ايقاف التصعيد الثوري خطر على الثورة السلمية ويعرض المعتصمين للانكشاف ويفتح الباب واسعا للخيارات الاخرى!

زر الذهاب إلى الأعلى