فضاء حر

رأي للنقاش

يمنات
هذه المجزرة التي حدثت اليوم في التحرير، وغيرها، تعطي “أنصار الله” الشرعية الأخلاقية الكاملة لملاحقة القاعدة إلى كل وكر من أوكارها..
جرائم منحطة مثل هذه هي ضد اليمنيين جميعا، حتى لو كانت تنتقي ضحاياها، ما بين جنود حينا أو بين مخالفين لها “مذهبيا” حينا آخر، أو أجانب في أحينة ثالثة.
إن قام الحوثيون بالمهمة فسيقومون بها نيابة عن كل اليمنيين، ولكن على الجيش أن يقود المعركة، مدعوما بإسناد ومشاركة من المجتمع (وفي الطليعة أنصار الله).
المسكونون بهواجس “الطائفية” عليهم التراجع قليلا في هذه اللحظة، وإكرامنا بسكوتهم، فليست المعركة طائفية ولا يمكن أن تكون كذلك، إذ من قال، أو من يمكنه أن يقول، أن القاعدة تمثل “السنة” إن كان الحوثيون شيعة؟!!!
القاعدة نبتة شيطانية يتبرأ منها كل إنسان سوي فما بالك بمذاهب دينية وطيدة العلاقة ب”الإنسان”، ولا تجيز حتى قتل هرة، وعلى رأسها المذهب الشافعي.
أنا مع تنسيق سريع وفوري بين أنصار الله وبين الجيش لمواجهة هذه الكارثة. ومن سيعترض عليه تقديم منطق لاعتراضه، فلقد سُمح لطائرات أجنبية بخوض حرب ضد هذا “الإرهاب” على تراب يمني، فكيف يصبح مواطنون هم جزء من هذا التراب؛ مخلين بالقانون إن هم تولوا المهمة؟!!
هذه هي المعركة الوحيدة بين معارك الحوثيين التي يُفترض أن يتم الالتفاف حولها من الجميع، خصوصا في ظل ما نعرفه، أو ما علينا أن نتواضع ونعترف به، من حالة الانهيار القائم في كل مستويات الدولة.
ونعم… لا يزال لدينا بقية من جيش يستطيع خوض المعركة مسنودا باللجان الشعبية من الحوثيين ومن غيرهم، هذا الجيش هو الذي خاضها معركة مشرفة في أبين وشبوة صنع خلالها انتصارات حقيقية ضد الإرهاب لولا أن السياسات القذرة في صنعاء حالت بينه وبين إكمال مهمته.
هذه الجرائم ليست مبررا، بالمناسبة، لاستمرار الوجود الأمني لأنصار الله في صنعاء، فمثل هذا الوجود أصلا لا يحد، ولن يحد، من عمليات الإرهاب، لا في صنعاء ولا غيرها.
إنها، بدلا عن ذلك، مبرر أخلاقي وجيه جدا لخوض المعركة في كل المناطق التي تُعسكر فيها القاعدة وتنظيماتها.
إذا لم يُقض على الشر في مناطقه، فلن تأمن العاصمة، لا بلجان الحوثيين، ولا بأجهزة الدولة.
على أن اللجان الشعبية في معركة كهذه يجب أن يكون لأبناء المناطق التي ستشهد المعركة المشاركة الأوسع فيها بل أن يكونوا هم عمادها. ففي البيضاء مثلا رجال إن قرروا فعلوا، وإنهم لجديرون بتطهير أراضيهم من كل الأعضاء الغريبة التي زرعها فساد الساسة والعسكر في جسد منطقتهم.
الحال كذلك بالنسبة لأبين وشبوة، وقد قدمتا نموذجا يحتذى فيما يخص نجاعة أداء اللجان الشعبية، ولكن حين يكون أداءا مسنودا بالجيش أو تحت قيادته.
ما الذي سيترتب على “المجتمع” و “الدولة” من استحقاق سيبدأ الحوثيون بالمطالبة به، أو ممارسته، فور انتصارهم في معركة كهذه؟؟؟
إن هذا هو السؤال الذي سيطرحه كل من يحملون مخاوف تجاه الأمر، ولكني أقول، ما الذي سندفعه للحوثيين أكثر مما هو قائم أصلا؟!!
ستعزز المعركة قوتهم بالنتيجة؟؟ إنهم القوة الرئيسية الآن ولن يضيف دحرهم القاعدة إلى قوتهم شيئا، إنه فقط سيضفي شرعية حقيقية على عملية دمج مليشياتهم بالجيش. وهي العملية المتوقعة بل والمقرة من قبل كافة القوى السياسية وفي البند رقم 55 من مخرجات الحوار الوطني (مع الاعتذار لمن سيتفاجأ بهذه المعلومة).
مجرد رأي
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى