فضاء حر

الخطوة المقبلة

يمنات
على الرئيس هادي وحكومة “الشراكة الوطنية” وجماعة الحوثيين أن يقررون الآن الخطوة المقبلة في ضوء المعطيات الراهنة:
_ هناك طرف يحتكر السلطة ويمارس السيادة وهناك رئيس وحكومة “شراكة” يتحملان المسؤولية.
_ يخوض الحوثيون حربهم ضد الإرهاب في البيضاء دون أي غطاء من الشرعية. فتتحول الحرب ضد الإرهاب من حرب عادلة إلى اقتتال أهلي.
_ في الموازاة لتوسع الحوثيين في الشمال تنحسر رقعة حضور الدولة في الجنوب، وفي عدن نفسها حيث تتزايد المظاهر المسلحة في المدينة، ويعاود أنصار الشريعة حضورهم شبه العلني.
_ يلعب الرئيس هادي وأطراف سياسية أخرى بالورقة الجنوبية مجددا لتحسين موقفهم التفاوضي في العاصمة، في مواجهة الحوثيين أساسا. والشاهد أن الرئيس ونجله جلال وشقيه (وكيل الأمن السياسي في عدن وابين ولحج) يساهمون في استثارة النزعة الجنوبية بمظنة أنهم يحققون مكاسب سياسية في صنعاء. كذلك يصير هادي أكثر فأكثر محض لاعب محلي في الجنوب أكثر من كونه رئيسا في عاصمة خاضعة لسلطة غير شرعية.
_ لتعويض الخسارة الاستراتيجية في الشمال ( ما كان منذ عقود دولة حاجز يخدم السياسات السعودية) تظهر الرياض تأييدا صريحا لبعض الأطراف في الجنوب بذريعة الحؤول دون امتداد النفوذ الإيراني جنوبا.
_ بالمثل يفعل التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي في عدن. إنهما يلعبان في الجنوب لصالح “المشاريع الصغيرة” التي كان قادة الحزبين يعيرون فصائل الحراك بها!
_ تواصل النخبة المتبائسة في صنعاء الطنطنة حول مخرجات الحوار الوطني وبخاصة التقسيم الاعتباطي لليمن هروبا من استحقاقات الثورة والقضية الجنوبية.
_ تنكسف الدولة كليا على الخارج، سياسيا وأمنيا واقتصاديا. ويتعاظم تفوذ القوى الاقليمية والدولية على حساب الفاعلين المحليين جميعا.
_ تتبخر الوعود التي تولدت من التشكيل الحكومي الجديد مع استمرار هيمنة الحوثيين في العاصمة وبسط سلطانهم على المكاتب الحكومية.
***
في ضوء هذه المعطيات يظهر جميع الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة خفة حيال الانهيارات على الأرض.
يضللون اليمنيين ويتخلون عنهم إذ يتركونهم فريسة سائغة للمسلحين في صنعاء وعدن والبيضاء ومأرب وتهامة وحضرموت.
ولا يريدون البدء من البديهيات. استعادة الدولة في العاصمة والذهاب إلى الجنوب عبر قرارات وأجراءات تنقذ اليمن، وبخاصة الجنوب، من الاقتتال وتمنح الجنوبيين نفحة أمل في أن سلطة محترمة تستشعر أوجاعهم وجدت بالفعل في العاصمة.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى