القضية الشرقية في السعودية تماثل الجنوبية في اليمن

يمنات
قال صالح كلاماً هو كلام الواثق في أن السعودية باتت أخف من أن تستحق مُجاملةً دأب هو على التعامل بها مع المملك طيلة عقود حكمه الثلاثة ثم طيلة سنوات مابعد خروجه من السلطة الثلاث.
و لا يتعلق الأمر بكون الرجل لم يعد لديه ما يخسره تحت كل هذا الاستهداف السعودي لحياته؛ بل يتعلق بمعرفته بطبيعة الضعف الخطير الذي باتت عليه العائلة المالكة وهي في ذروة محاولاتها الظهور بمظهرٍ من الجبروت والطغيان غير المسبوق.
العالم مجمع على غباء الحرب السعودية في اليمن رغما عن مجاملات القوى الدولية العلنية للرياض، وهي المجاملة المتزامنة مع ضغوط شرسة تحت الطاولة.
السعودية تقف إلى جانب معسكر يمني منهزم ومطرود من بلاده وليس له أية قيمة حقيقية على الأرض.
السعودية منهكة بالحروب التي تغذيها في غير بلد عربي من العراق إلى سوريا إلى ليبيا إلى اليمن.
السعودية باتت لديها “القضية الشرقية” كما لدى اليمن “قضية جنوبية” (تأملوا حشد المظاهرة الهائل التي خرجت الليلة في الدمام تنديدا بالنظام الحاكم عقب عملية ارهابية جديدة ضد مواطني الشرقية)..
السعودية قبل هذا وبعده غارقة في وحل عجزها عن حصد أية نتائج حقيقية لعدوانها المستمر على اليمن.
وهذا كله يجعل من صالح قويا، لائقا، قادرا على المحاججة واستخدام كل ما لديه من براهين لردع العدوان السعودي .. منطقياً.
نعم منطقيا .. وإحدى أوجه قوة صالح الأساسية يتمثل في أنه يقف إلى جانب المنطق بالضبط .. وانعكاسا لموقف السعودية الخالي من أي منطق وهي تنفذ حربا شاملة وغير مسبوقة ضد اليمن ابتغاء لتحقيق أهداف لايمكن أن تحققها الحرب.
صالح يقف إلى جانب المنطق بينما خصومه، حلفاء السعودية، تورطوا بشكل عميق في التلبس بالحالة “الإخوانية”.. الحالة التي لم تتحالف مع المنطق، ولم تحترم عقول البشر، في أية لحظة من لحظات الصراع العاصف في اليمن منذ 2011.
المنطق يمنح أصحابه قوة، ويمنح صالح، إضافة للقوة، حصانة ضد التفات الناس إلى ماضيه بكل إخفاقاته.
غير ذلك فإن رسالة الحوار الليلة إلى أنصار الله واضحة: ما كان ينبغي أن تذهبوا إلى مسقط بدون حتى إشعارنا وإلا ما معنى التحالف؟!!
و لكني أتذكر أني كتبت هنا بعد حوار صالح نفسه مع صحيفة “اليمن اليوم” والذي أعلن فيه أن قرار الحرب والجيش بيد أنصار الله وحدهم، وهو اليوم الذي أعلن فيه حزبه الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي؛ كتبت داعيا أنصار الله الى عدم اعتبار ذلك خذلانا من قبل صالح، ففي مواجهة هذه الحرب على كل من الحوثيين والمؤتمر أن يستخدم أوراقه الخاصة وأن يتحرك في ما يستطيعه من قنوات مادام أن ذلك سيؤدي إلى إنهاء الحرب.
وأخيرا: النجاحات الإعلامية هذه الأيام ما هي إلا لك يا صديقي أحمد عبد الرحمن
و الله يستر على البلاد من حماقات السعودية بعد قذائف صالح البالستية الليلة.
من حائط الكاتب على الفيسبوك