أخبار وتقارير

ماذا بعد المربع الأخير في الزبداني … ووصول فخر الصناعة الروسية إلى دمشق؟

يمنات – الميادين

عبد الله ذييان
مرحلة حُبلى بالتطورات في الأزمة السورية، “الأرنب” العسكري بات يتخطى “سلحفاة المساعي السياسية”.
وإذا كانت الأخيرة تتجلى في حراك يقوم به المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا أو مساع تبذلها موسكو … فإن للوقائع الميدانية فعلها المؤثر. الزبداني، القنيطرة، دوما، كفريا الفوعة، إدلب وريفها وغيرها، زدّ على ذلك هبوط واحدة من فخر الصناعات العسكرية الإستراتيجية الروسية في دمشق.
ها هي معركة الزبداني التي بدأها الجيش السوري مدعوماً بالمقاومة اللبنانية في شهر تموز/ يوليو الماضي تفتح آخر فصولها، قرار من الجيش السوري والمقاومة اللبنانية بالحسم.
وهنا يوضح الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر ل الميادين نت، أن منطقة الزبداني “منطقة حيوية واستراتيجية ولها اتصال بالواقع الميداني السوري في أكثر من مكان، فضلاً عن أهمية موقعها الجغرافي بالنسبة للحدود مع لبنان، لذا فقد اكتسبت هذه المعركة أهمية خاصة من قبل الجيش السوري وقيادة حزب الله”.
ولكن ماذا بعد الزبداني؟ “المعركة الآن في خواتيمها بعد اشتداد حصار الجيش السوري ورجال المقاومة للمسلحين من كل الجهات، وهي ولجت في المربع الأخير الذي يتضمّن كتلاً إسمنتية ضخمة جداً، وربما سنشهد استمهالاً لبعض الوقت لكي تقرَّر اللحظة الحاسمة للخلاص منها نهائياً. لكن يمكننا القول أن ما بعد الزبداني سيريح العاصمة دمشق، وسيطلق القتال إلى منطقة وادي بردى”، بحسب عبد الساتر.
تطورات معركة الزبداني تزامنت مع إعلان وصول طائرات روسية متطورة من طراز “ميغ 31” إلى مطار المزّة قرب دمشق في منتصف شهر آب/ أغسطس الحالي، في إطار اتفاق التسلّح المعقود بين روسيا وسوريا عام 2007، هذا فضلاً عن صواريخ مضادة للدروع من طراز “كورنت 5” ، فماذا بعد وصول هذه المعدات الروسية المتطورة؟
يؤكد عبد الساتر أن “الحلفاء الروس لم ينفوا يوماً وصول السلاح إلى سوريا، لكن تقديري أن المسألة ليست في استحداث أو تقديم الأسلحة وتفعيل الأسطول الحربي الجويّ السوري بطائرات “ميغ 13″ التي تعتبر فخر الصناعة الحربية الروسية، لأن معلوماتي الخاصة تقول أن سوريا لم تستخدم الكثير من أنواع الأسلحة الموجودة لديها”.
ويتابع، “بالتأكيد هناك معطيات لجهة دخول “سلاح استراتيجي” إلى المعركة في الأسابيع القليلة الماضية، وهذا الاستنتاج يربطه البعض بالغارات الجوية المكثفة والمختلفة كمّاً ونوعاً في مدينة دوما بريف دمشق”.
رهانات إسرائيل باءت بالفشل
إلى ذلك، أين هي اسرائيل من كل ما يجري في ظل الغارات العدوانية بين حين وآخر، والتي كان آخرها في 21 آب/ أغسطس الحالي؟
التدخل الاسرائيلي السافر يحمل رسالتين مزدوجتين، بحسب عبد الساتر، “الأولى موجّهة إلى الولايات المتحدة الأميركية بهدف عدم تمرير الاتفاق النووي داخل مجلس النواب الأميركي، وهذا ما يعتبره العدو الاسرائيلي على الأقل، نصراً بالنقاط، وكي لا يقال إنه مرّ من دون اعتراض، وكلنا يعلم أن ذريعة تحميل إيران المسؤولية في إطلاق البعض للصواريخ من الأراضي السورية، لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، بل هي لتبرير قيام إسرائيل بمثل هذه العمليات وتوجيه رسائل عبرها”.
ويضيف، “أمّا الرسالة الثانية فهي موجهة إلى الجماعات المسلحة لجهة القول لهم إن إسرائيل لا تزال معهم وتدعمهم، وهي عندما ترى أن الوضع مناسب تتدخل مباشرة”.
ويلفت عبد الساتر إلى أن “العدو الإسرائيلي يراهن على إمكانية حصول هجوم سوري من بعض النقاط العسكرية يتزامن مع الغارات الإسرائيلية، لكن هذه الرهانات باءت بالفشل، مما عطّل مفعولها سواء في السياسة أو في الميدان”.
الموقف السوري ثابت
على الصعيد السياسي المواكب للميدان، يزخر الحراك الذي تقوده روسيا بالعديد من المحطات فضلاً عن وثيقتين قدّمهما دي مستورا مؤخراً إلى الأطراف السورية حول مبادرته للحل، لكن عبد الساتر يشير إلى أن “موقف الرئيس السوري بشار الأسد الأخير أكد ما دأبت عليه القيادة السورية في توجهها لأهمية القضاء على الارهاب، وأن أي حوار يجب أن يرتكز على مبدأ أساسي وهو دعم سوريا في حربها على الجماعات الإرهابية، وهذا ما يقطع الطريق على كل المحاولات التي تحاول أن تصطاد في السياسة ما لم تستطع تحقيقه في الميدان”.
وحول ما دعت إليه موسكو لقيام محور يضم سوريا والسعودية وغيرها من الدول الإقليمية لمحاربة الإرهاب، يعلّق بقوله “هي محاولة روسية لم تتكلل بالنجاح حتى الآن، وموسكو اليوم تدعو شخصيات سورية معارضة أيضاً، وفي تقديري أن الموقف الروسي سيبقى في إطار إقامة نوع من الحراك على كافة المستويات، لكن بالتأكيد هناك موقف ثابت لسوريا في هذا الإطار”.

زر الذهاب إلى الأعلى