العرض في الرئيسةفضاء حر

الفوضى الامريكية من ربيع براغ إلى الربيع العربي وبين إذاعة اوروبا الحرة وراديو سوا

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

امريكا في صناعتها للفوضى والتطرف الديني بالاستعانة بوكلاء محليين لاتريد لمنطقتنا العربية ان تستقر.

و للعلم تاريخيا ما كانت امريكا حليفا داعما للثورات او للتغيير السياسي .. وتجربة ربيع براغ في ستينات القرن الماضي خير دليل، فقد شنت حملة قوية ضد الانظمة الشيوعية في اوربا الشرقية و اسست اذاعة اوروبا الحرة ودربت قيادات مليشاوية متعددة ووعدت قوى التغيير المحلية وجندت عملاء كثيرون. وعند اشتعال ربيع براغ غابت امريكا وتركت الثوار وكل الشعب للقمع البوليسي المحلي والسوفييتي بل وتنكرت للثوار .

اليوم امريكا تغرق المنطقة العربية بالفوضى والعبث السياسي بالتنسيق مع انظمة اقليمية تسير وفق الاجندة الامريكية لمصالحها الخاصة (تركيا وايران) و وفق انظمة اخرى متعددة.

و مع مرور خمس سنوات من الربيع الذي تحول سريعا الى خريف لا تزال امريكا في خطتها التي تعزز الفوضى والعبث وتدعم جماعات جهوية ضمن فكرة وأد الدولة الوطنية وتدمير النسيج الاجتماعي.

و مع غياب القيادات الوطنية وغياب البديل السياسي تستمر الفوضى والعبث السياسي انتظارا لتوافق امريكي روسي (كيري-لافروف) ومعه قوى اقليمية سًمح لها بلعب دور محدود في تعميق الفوضى.

و معنى ذلك ان عام 2016 لن يشهد حلول ومعالجات تقف معها حالات الاحتراب والقتل بل سيكون هذا الامر محل مساومات سياسية في مطلع العام القادم.

و للعلم مثلما صنعت امريكا اذاعة اوربا الحرة في اوربا الشرقية صنعت اذاعة سواء في المنطقة العربية ودعمت جماعات مذهبية وجهوية بإذاعاتها ودعمت اذاعة افغانستان الحرة الديمقراطية والعراق الديمقراطية فغابت الديمقراطية ومعها غابت الدولة المستقلة وحضرت الفوضى والعبث السياسي والنخب السياسية المصنعة امريكيا..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى