العرض في الرئيسةفضاء حر

النخب السياسية والحزبية بعيدة عن الرشد السياسي

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

لاتزال النخب السياسية والحزبية بعيدة عن الرشد السياسي وما يتطلبه من وعي حداثي رغم كل الالمآسي والتدمير في المجتمع العربي (دول الربيع الذي صار خريفا) ..ورغم تقدم بعض الخطوات نحو الاستقرار مثل ما جرى في ليبيا وفق اجندة وضعتها القوى الخارجية التي حفزت الحركة نحو الامام واستعادة الدولة وبعض الاستقرار رغم الكثير من الملاحظات عليها ..لكن .. يعاد المشهد الى اول مساراته مرة اخرى بسحب الثقة من الحكومة بخطوة قد تدفع لتجدد الصدام العسكري وهي لعبة تمت وفق اشارات خارجية -لان هذا الخارج لايزال هو الناظم الرئيسي للحكومة وللعملية السياسية وهذا الخارج متناقض ومتصارع في توجهاته التي تنعكس داخل المشهد الليبي – و مثلها تماما حدث في السودان بمحاولة انقلاب عسكري او محاولة تغير المشهد وفق لعبة اخرى محلية لها موجهات خارجية تريد تصفية الحسابات السياسية وتعزيز الفوضى وعدم الاستقرار وصولا الى صدام عسكري مع اثيوبيا ..وقبلها تونس اتخذت خطوات اطلق عليها تصحيحية من البعض وخروجا عن الدستور والديمقراطية من البعض الاخر …..

في هذا السياق نشير الى امر اكدنا عليها غير مرة من سنوات سابقة ..ان المشهد السياسي العربي يجب ان يكون مجالا للحوار بين الاطراف المحلية اولا واخير لان الخارج الاقليمي والدولي له اجنداته المختلفة ..وفي احسن الظروف يجعل من الداخل فضاء لصراعاته مع الاخرين من خلال وكلاء محليين ..

امريكا واوربا لايهمها كثيرا بناء الدولة في اي مجتمع ..هذا الامر قاله الرئيس الامريكي بايدن صراحة .. مهمة امريكا في افغانستان والعراق لم تكن بناء الدولة ولا الديمقراطية ..

السؤاااال لماذا انتظار للحلول الخارجية -لماذا انتظار غودو وهو الذي لن يأتي ابدا كما عبر عن ذلك صمويل باكيت في مسرحيته التي تحمل العبارة السابقة …لماذا الاعتماد على الدور الخارجي في امر ليس من مهامه صراحة ..ومعنى ذلك ان عجز النخب السياسية والحزبية محليا في اعتماد مقاربات للحل السياسي قد اصبح عجزا معلنا لاحدود له ولان هذه النخب لاتؤمن بالوطن والشعب بل بالمحاصصة والغنيمة -انظروا الى لبنان وماذا يجري فيه من ازمات متلاحقة ضمن هذا النهج السيئ ،، وانظروا الى العراق ايضا ..الخ ..

المسألة برمتها تتطلب رشد سياسي وعودة الوعي بالوطن والشعب لتكون السياسية والحلول والتفاعلات رهن تحقيق مصالح الوطن اولا واخيرا ودون ذلك استمرار الفوضى واللانظام سنوات قادمة ..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى