أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

مواجهات بين “القاعدة” و “داعش” .. ما الذي يحدث في قيفة البيضاء..؟

يمنات

فايز الأشول

منذ الخميس الماضي، تشهد مديرية قيفة، في محافظة البيضاء، مواجهات بين «أنصار الشريعة»، فرع تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، أسفرت بحسب مصادر قبلية لـ «العربي»، عن «سيطرة مسلحي تنظيم القاعدة على منطقة عبل الشواهرة، ومعسكر تدريب في منطقة الحميضة، كما سيطروا على جميع المواقع في مناطق الظهرة وعنا والصلول وطريق السخار، والتي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة».

أشارت المصادر، إلى أن «عدد من مسلحي داعش استسلموا في منطقة عبل الشواهرة، فيما لا يزال بعضهم محاصرين في مناطق حمة عواجه وحمة لقاح وحمة أبا الغيث وزعج، والبعض الآخر إنسحبوا إلى مناطق العطف، وقطعوا الطريق العام».

وأكدت المصادر أن «المواجهات ما تزال مستمرة بين الطرفين بشكل متقطع، وأن 14 من مسلحي القاعدة و22 من مسلحي داعش قتلوا، بينهم أجانب».

قوات هادي مع «القاعدة»

وعن أسباب المواجهات، حصل «العربي» على بيان لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، من ولاية البيضاء، جاء فيه: «بعد أن فتح الله على عباده في ولاية البيضاء، وخصوصاً منطقة قيفة دب الحسد لدى تنظيم القاعدة أخزاه الله، بعد أن كان قد تركها فريسة للحوثيين المجوس، واستبدلها بمدينة المكلا، من دون إيفاء بالوعود لأهلها والله المستعان».

وأضاف: «التف الأنصار والصادقون حول جنود الخلافة، واستجلب المرتد سنان جرعون، وكيل محافظة البيضاء عن حزب الإصلاح، إلى قيفة 300 ضابط وجندي من اللواء 117، لمساندة تنظيم القاعدة في قتالنا، ولكنها سنة الله تقتضي الصراع بين الحق والباطل، سواء كان مشركاً كالحوثي، أو من ارتد عن دينه وحارب أولياءه وعطل شرعه وتحالف مع الجيش والمرتدين».

وختم البيان «نقول لمن خذل المجاهدين ووقف في صف المنافقين والمرتدين، إن دولة الإسلام لم تكن يوماً من الأيام تقاتل من أجل قطعة أرض أومتاع، وإنما تقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، هذا منهجنا، وهذه عقيدتنا، لن نغير ولن نبدل، ونعدكم يامن غدرتم بجنود دولة الإسلام، أن نقطف رؤوس من ناصركم أو عاونكم علينا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».

في المقابل، دعا تنظيم «القاعدة» في البيضاء، إلى مواصلة القتال ضد تنظيم «الدولة». وقال في بيان حصل «العربي» على نسخة منه: «يا أبناء قيفة، ويا أيها المقاومون والجيش، لا حل لنا إلا بإستئصال بذرة الشر وخوارج العصر داعش، أقتلوهم قتل عاد تنفيذاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم، لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

مصدر مقرب من الشيخ سنان جرعون، المتهم من قبل تنظيم «الدولة» بمساندة «القاعدة» قال لـ«العربي»: «كنا نأمل أن تكون قيفة منطلقا لتوحيد الصفوف وقتال عدو رافضي، لكن للأسف سياسة بعض الأخوة جعلت من قيفة منطلقا للفتنة».

تبادل الإتهامات

مصادر لـ «العربي» قالت إن «المواجهات بين تنظيمي القاعدة والدولة في قيفة سبقها تبادل للإتهامات بين الطرفين، حيث اتهم تنظيم الدولة القياديان في تنظيم القاعدة غازي البوسي الزوبة وأبو جمال الزوبة بتلقي أموال من التحالف الذي تقوده السعودية، عبر القيادي في حزب الإصلاح سنان جرعون، فيما يتهم تنظيم القاعدة تنظيم الدولة بإلسعي إلى توسيع نفوذه في البيضاء، والقيام بأعمال تستهدفه كمقاومة حقيقة تقاتل الحوثيين».

وفي مساء الأربعاء الماضي، بحسب المصادر، «قدمت كتيبة من محافظة مأرب من اللواء 117، التابع لحكومة الرئيس هادي، إلى منطقة شعب القطع في منطقة قيفة، فأعترضها مسلحي تنظيم الدولة (داعش) وطالبوها بالعودة إلى مأرب، لكنها رفضت، لتندلع المواجهات بين الطرفين صباح الخميس، بعد إنضمام مسلحي تنظيم القاعدة للقتال إلى جانب الكتبية».

كما أفادت المصادر، أن «قيادات من القاعدة في البيضاء تشكوا من إستهدافها مع عناصرها من قبل الطيران الأمريكي، بينما أنصار الدولة الإسلامية، ومعظمهم من خارج قيفة والبيضاء، يتحركون بحرية تحت تحليق الطائرات، التي لا تقصف معسكراتهم ولا مواقعهم ولا تستهدف أفرادهم، وأن تنظيم الدولة، لم يظهر في البيضاء إلا بعد الهجوم الأمريكي على يكلا في يناير من العام2017».

لماذا البيضاء؟

تراجعت قوة تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء، وتقلصت المناطق التي يسيطر عليها خلال السنوات الخمس الماضية، والتي نفذت خلالها أكثر من حملة للقوات النظامية ضد معاقله، إلى جانب تمكن «أنصار الله» من دحر مسلحي التنظيم، من عدد من المديريات في البيضاء، ومن المعقل الرئيسي في المناسح، حيث كان يحتمي التنظيم بنفوذ آل الذهب. لكن فتح القوات التابعة للرئيس هادي جبهات قتال ضد «أنصار الله» في البيضاء، منذ بداية العام الحالي، مكن المئات من المنتمين لتنظيم القاعدة من الإلتحاق بقوات «الشرعية»، كما مكنهم من الحصول على دعم مالي وعتاد عسكري كـ«مقاومة» تتبع «التحالف» وتساند قوات هادي.

فيما تفيد مصادر محلية في البيضاء لـ «العربي»، بأن «تنظيم الدولة الإسلامية يتمترس في يكلا بقيفة، ولديه هناك 3 معسكرات تدريب، ويمتلك كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ويتسم نشاطه بالسرية والغموض».

وتبقى البيضاء ملاذاً للمتطرفين الذين يستغلون الطبيعة الوعرة وعزلة السكان والثارات بينهم، لتأتي حرب «التحالف» في اليمن، وتزيد من تعقيدات ملاحقتهم وتضاعف من إلتباس قتالهم.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى