فضاء حر

البؤس في مجتمعنا العربي

يمنات

ضياف البراق

لا بد من هدم جميع الأشياء والعادات التي تنتج البؤس في مجتمعنا العربي. وهدم تلك الأشياء والمناهج التي تعيد إنتاج الفساد، أو تسعى إلى الإفساد.

ما هذا البؤس الشامل، الهائل، المرعب، الذي يخنق أنفاسنا وأحلامنا الجميلة باستمرار؟!

لا بد من تعطيل كل الأدوات وقطع كل الطُرُق، الفاسدة منها والقذرة، التي تستهلك طاقاتنا لصالح أمور تافهة، وكذلك التي تمارس سياسة الحرمان في حقنا.

كل شيء، عندنا، أصبح إمّا عديم جدوى، أو انتحارًا، أو غير قابل للإصلاح.

حياتنا، من الطرف إلى الطرف، ومن كل النواحي، أصبحت باعثة للرعب والقرف، وتجرُّنا دائمًا إلى الهلاك.

المساجد تنتج البؤس، المدارس تنتج البؤس، كتاباتنا الغبيّة هي أيضًا دعوة خطيرة لإنتاج البؤس أو لممارسة العبث.

عندنا رجال دين كُثُر ينتجون البؤس والظلام والغباء. وعندنا، أيضًا، أقلام انتهازية كثيرة، إمّا تكتب لاستعادة الوعي القديم البائس، أو لتبث روائح العنصرية الكريهة بيننا، أو لتجييش وعسكرة المجتمع ضد نفسه لصالح الأعداء.

جميع هؤلاء يستعيدون، اليومَ، أسوأ ما كان في الماضي، لا لشيء، وإنما لخنق حياتنا بمزيد من الصراعات القذرة، حياتنا المخنوقة أصلًا بغبائنا المُقدَّس، ولجعلنا مجرد آلات بائسة على الدوام.

نحن، ولكي ترتقي حياتنا وتسير بشكل أفضل، ولكي ننجو مستقبلًا من أي بؤس، فإننا بحاجة دومًا لممارسة التمرد الحقيقي: الحرية، قولًا وفعلًا. بحاجة لممارسة الرفض الناضج التام. يجب، أولًا، أن نتمرد على أنفسنا المريضة، ومن ثم نذهب للتمرد على أي شيء ينبعث منه الوباء نحونا. وأيضًا، منصات ومنابر التجهيل والتكفير، يجب التمرد عليها، وإيقافها عند حدها، ولكن على نحو محترم، لا على نحو بدائي همجي. إن ممارسة الأفعال الهمجية ضد الفسدة الهمجيين، هي همجية أسوأ. التمرد أذكى وأنقى طُرُق التغيير والبناء. افتعال القبح ضد أي شيء، ليس تمردًا بل حقارة.

لن يصير الإنسان، في الوطن العربي، قيمةً مقدسة، إذا لم نتمرد، نحن – العربَ – جميعًا، على جميع هؤلاء الظلاميين السفلة، هؤلاء الذين ينتجون البؤس لسحقَ حقوقنا وحرياتنا، ويحرصون كل الحرص لجعلنا مجرد كائنات عاديّة لا قيمة لها ولا أي معنى. يجب أن نهدم كل ما يحجب عنّا شمس الحياة. لنتمرد على كل القوانين الاستغلالية والتقاليد الوسخة. لنتمرد على مصادِر الجهل والكراهية ونتركها وحيدة في عزلة أبدية. يجب أن نتمرد من الآن، وعلى الدوام. لماذا نعشق العيش إلَّا بين القبور، وفيها؟ لماذا لا نتمرد على هذه الحال المزرية؟

التمرد هو التضحية بالقبيح من أجل الحصول على الجميل، وليس العكس. تمردوا على كل سلوك قبيح، تكونوا جميلين حقًّا. يجب أن نتمرد ونتمرد.. يجب أن نمضي قُدُمًا وحسب.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام اقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى